اتهامات لـ{الصحة» العراقية بالإخفاق في توفير اللقاح

قرار حظر التجول يواجه انتقادات لـ {تأثيره على الفقراء»

عراقيون يشترون كمامات في بغداد أمس بعد فرض غرامات على المخالفين (أ.ف.ب)
عراقيون يشترون كمامات في بغداد أمس بعد فرض غرامات على المخالفين (أ.ف.ب)
TT

اتهامات لـ{الصحة» العراقية بالإخفاق في توفير اللقاح

عراقيون يشترون كمامات في بغداد أمس بعد فرض غرامات على المخالفين (أ.ف.ب)
عراقيون يشترون كمامات في بغداد أمس بعد فرض غرامات على المخالفين (أ.ف.ب)

أثار قرار «اللجنة العليا للصحة والسلامة الوطنية» فرض حظر صحي جديد في العراق لمواجهة تداعيات الموجة الثانية من وباء «كوفيد19»، امتعاض وغضب قطاعات شعبية واسعة لأسباب متعددة. وعدّ البعض القرار سعياً من السلطات إلى الهروب بدلاً من مواجهة الأزمة الصحية بطريقة واقعية من خلال تطعيم السكان بلقاح «كورونا» الذي أخفقت الدولة حتى الآن في جلبه إلى البلاد، فضلاً عن أسباب أخرى يعتقد كثيرون أنها تحول دون التزام المواطنين بالإجراءات الحكومية وحظر التجوال نظراً للظروف الاقتصادية الحرجة التي تمر بها البلاد ومستويات الفقر التي تصاعدت خلال السنوات الأخيرة.
وسجل العراق، أمس، 2224 إصابة جديدة؛ ليصل إجماليها إلى 643 ألفاً و852 إصابة؛ منها 13 ألفاً و179 حالة وفاة. ويعدّ العراق من بين أكثر الدول العربية والشرق أوسطية تضرراً من الوباء، بحسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية.
وكانت اللجنة العليا التي يترأسها رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، أقرت، أول من أمس، حظراً للتجوال بالتزامن مع ارتفاع عدد الإصابات بفيروس «كورونا» في البلاد.
وتبدأ إجراءات الحظر الجديدة من 18 فبراير (شباط) الحالي، وتستمر حتى يوم 8 من الشهر المقبل، وسيكون شاملاً أيام الجمعة والسبت والأحد من كل أسبوع، وجزئياً من الساعة الثامنة مساءً حتى الخامسة فجراً في بقية أيام الأسبوع، مع منح استثناءات محددة للعاملين في قطاعات الصحة والقوات الأمنية والدوائر الخدمية، إلى جانب السماح بفتح محال بيع المواد الغذائية ومحال بيع الفواكه والخضراوات، والأفران والصيدليات. ويفرض الحظر الجديد لأول مرة غرامات تصل إلى 5 ملايين دينار عراقي على النوادي الاجتماعية والمقاهي والمطاعم والمتنزهات التي تخالف الشروط الصحية وقرار الإغلاق.
ويستبعد كثيرون التزام غالبية المواطنين العراقيين، خصوصاً في المناطق والأحياء الشعبية المكتظة، بقرار الحظر، نظراً لفشل قرارات مماثلة سابقة اتخذتها السلطات العراقية في هذا الاتجاه. ويلقي كثير من المواطنين باللائمة على السلطات العراقية نتيجة عدم تمكنها حتى الآن في تأمين لقاحات الفيروس، خصوصاً وهم يرون ويسمعون أن غالبية دول الجوار والمحيط الإقليمي قد بدأت منذ أسابيع في تطعيم مواطنيها.
وكانت لجنة الصحة النيابية توقعت في وقت سابق وصول «الدفعة الأولى من لقاح (كورونا) من شركة (فايزر) أو غيرها إلى العراق نهاية هذا الشهر أو مطلع الشهر المقبل، وكذلك 50 ألف جرعة من الحكومة الصينية إلى العراق».
وفي حين دعا زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، أمس، الحكومة العراقية إلى الإسراع في توفير لقاحات «كورونا»، يرى الأكاديمي خالد خليل هويدي أن «السؤال المركزي هو: لماذا تأخرت وزارة الصحة في إجراءات التعاقد، في بلد يمتلك المال الذي يغطي قيمة اللقاح، بينما تمكّنت دول الخليج التي تتمتع بنظام صحي ممتاز، وعدد سكان قليل قياساً بغيرها من الدول الأخرى، من الحصول على نسبة كبيرة من لقاحات (كورونا؟)». ويرى هويدي أن قرار الحظر جاء «للتغطية على فشل وزارة الصحة في إدارة الأزمة، لأن حظر التجوال سيقتل الفقراء وذوي الدخل المحدود. أعتقد أن الحكومة بكل أحزابها لا يهمها أمر الناس، ويبدو أنها تستكثر قيمة اللقاح على أبنائها».
ويتفق الكتبي ياسر المتنبي مع الرأي القائل إن «قرار الحظر يهدف إلى التغطية على فشل وزارة الصحة والحكومة في توفير اللقاح». ويرى المتنبي أنه «لا معنى لفرض حظر تجوال ولدينا نصف الشعب من الشرطة والجيش وهم مستثنون من ذلك الحظر، إلى جانب بقية الاستثناءات التي تمنح للعاملين في القطاعين الصحي والإعلامي».



خطوات يمنية لمحاسبة مسؤولين متهمين بالفساد

الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)
الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)
TT

خطوات يمنية لمحاسبة مسؤولين متهمين بالفساد

الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)
الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)

في خطوة إضافية نحو مكافحة الفساد ومنع التجاوزات المالية، أحال رئيس الوزراء اليمني، الدكتور أحمد عوض بن مبارك، رئيس إحدى المؤسسات النفطية إلى النيابة للتحقيق معه، بعد أيام من إحالة مسؤولين في مصافي عدن إلى المحاكمة بتهمة الفساد.

تأتي الخطوة متزامنة مع توجيه وزارة المالية خطاباً إلى جميع الجهات الحكومية على المستوى المركزي والسلطات المحلية، أبلغتها فيه بالامتناع عن إجراء أي عقود للشراء أو التزامات مالية جديدة إلا بعد الحصول على موافقة مسبقة من الوزارة.

الخزينة اليمنية خسرت نحو 3 مليارات دولار نتيجة توقف تصدير النفط (إعلام محلي)

وقال بن مبارك في حسابه على «إكس» إنه أحال ملفاً جديداً في قضايا الفساد إلى النائب العام، ضمن إجراءات مستمرة، انطلاقاً من التزام الحكومة المطلق بنهج مكافحة الفساد وإعلاء الشفافية والمساءلة بوصفه موقفاً وليس مجرد شعار.

وأكد أن الحكومة والأجهزة القضائية والرقابية ماضون في هذا الاتجاه دون تهاون، مشدداً على أنه لا حماية لمن يثبت تورطه في نهب المال العام أو الفساد المالي والإداري، مهما كان موقعه الوظيفي.

في السياق نفسه، أوضح مصدر حكومي مسؤول أن مخالفات جديدة في قضايا فساد وجرائم تمس المال العام تمت إحالتها إلى النائب العام للتحقيق واتخاذ ما يلزم، من خلال خطاب وجّه إلى النيابة العامة، يتضمن المخالفات التي ارتكبها المدير التنفيذي لشركة الاستثمارات النفطية، وعدم التزامه بالحفاظ على الممتلكات العامة والتصرف بشكل فردي في مباحثات تتعلق بنقل وتشغيل أحد القطاعات النفطية.

وتضمن الخطاب -وفق المصدر- ملفاً متكاملاً بالمخالفات التي ارتكبها المسؤول النفطي، وهي الوقائع التي على ضوئها تمت إحالته للتحقيق. لكنه لم يذكر تفاصيل هذه المخالفات كما كانت عليه الحال في إحالة مسؤولين في مصافي عدن إلى المحاكمة بتهمة التسبب في إهدار 180 مليون دولار.

وجدّد المصدر التزام الحكومة المُطلق بالمحافظة على المال العام، ومحاربة جميع أنواع الفساد، باعتبار ذلك أولوية قصوى. وأشار إلى أن القضاء هو الحكم والفيصل في هذه القضايا، حتى لا يظن أحد أنه بمنأى عن المساءلة والمحاسبة، أو أنه فوق القانون.

تدابير مالية

في سياق متصل بمكافحة الفساد والتجاوزات والحد من الإنفاق، عمّمت وزارة المالية اليمنية على جميع الجهات الحكومية عدم الدخول في أي التزامات مالية جديدة إلا بعد موافقتها على المستويات المحلية والمركزية.

تعميم وزارة المالية اليمنية بشأن ترشيد الإنفاق (إعلام حكومي)

وذكر التعميم أنه، وارتباطاً بخصوصية الوضع الاقتصادي الراهن، واستناداً إلى قرار مجلس القيادة الرئاسي رقم 30 لعام 2022، بشأن وضع المعالجات لمواجهة التطورات في الوضع الاقتصادي والمالي والنقدي، وفي إطار دور وزارة المالية بالموازنة بين النفقات والإيرادات، فإنها تهيب بجميع الجهات المشمولة بالموازنة العامة للدولة والموازنات الملحقة والمستقلة الالتزام بالإجراءات القانونية وعدم الدخول في أي التزامات جديدة أو البدء في إجراءات عملية الشراء إلا بعد أخذ الموافقة المسبقة منها.

وأكد التعميم أن أي جهة تُخالف هذا الإجراء ستكون غير مسؤولة عن الالتزامات المالية المترتبة على ذلك. وقال: «في حال وجود توجيهات عليا بشأن أي التزامات مالية فإنه يجري عرضها على وزارة المالية قبل البدء في إجراءات الشراء أو التعاقد».

دعم صيني للإصلاحات

وناقش نائب محافظ البنك المركزي اليمني، محمد باناجة، مع القائم بالأعمال في سفارة الصين لدى اليمن، تشاو تشنغ، مستجدات الأوضاع المتعلقة بتفاقم الأزمات المالية التي يشهدها اليمن، والتقلبات الحادة في أسعار الصرف التي تُعد نتيجة حتمية للوضع الاقتصادي المتدهور في البلاد، والذي أثر بشكل مباشر على القطاع المصرفي والمالي.

وأعاد المسؤول اليمني أسباب هذا التدهور إلى اعتداء «ميليشيات الحوثي» على منشآت تصدير النفط، ما أدى إلى توقف التصدير، الذي يُعد أهم مصدر لتمويل خزينة الدولة بالنقد الأجنبي، والذي تسبب في مضاعفة العجز في الموازنة العامة وميزان المدفوعات.

نائب محافظ البنك المركزي اليمني خلال لقائه القائم بالأعمال الصيني (إعلام حكومي)

وخلال اللقاء الذي جرى بمقر البنك المركزي في عدن، أكد نائب المحافظ أن إدارة البنك تعمل جاهدة على تجاوز هذه التحديات، من خلال استخدام أدوات السياسة النقدية المُتاحة. وأشار إلى استجابة البنك بالكامل لكل البنود المتفق عليها مع المبعوث الأممي، بما في ذلك إلغاء جميع الإجراءات المتعلقة بسحب «نظام السويفت» عن البنوك التي لم تنقل مراكز عملياتها إلى عدن.

وأعاد المسؤول اليمني التذكير بأن الحوثيين لم يتخذوا أي خطوات ملموسة، ولم يصدروا بياناً يعبرون فيه عن حسن نياتهم، في حين أكد القائم بأعمال السفارة الصينية دعم الحكومة الصينية للحكومة اليمنية في كل المجالات، ومنها القطاع المصرفي، للإسهام في تنفيذ الإصلاحات.