جرحى بمواجهات في الضفة ومستوطن يقتل فلسطينياً في حادث دهس

فلسطينيون خلال احتجاجات بجوار مستوطنة يهودية في قرية دير جرير قرب رام الله بالضفة الغربية أمس (أ.ف.ب)
فلسطينيون خلال احتجاجات بجوار مستوطنة يهودية في قرية دير جرير قرب رام الله بالضفة الغربية أمس (أ.ف.ب)
TT

جرحى بمواجهات في الضفة ومستوطن يقتل فلسطينياً في حادث دهس

فلسطينيون خلال احتجاجات بجوار مستوطنة يهودية في قرية دير جرير قرب رام الله بالضفة الغربية أمس (أ.ف.ب)
فلسطينيون خلال احتجاجات بجوار مستوطنة يهودية في قرية دير جرير قرب رام الله بالضفة الغربية أمس (أ.ف.ب)

في ظل مواجهات متفرقة بين المحتجين الفلسطينيين وجنود الاحتلال الإسرائيلي في مناطق مختلفة من الضفة الغربية، أمس (الجمعة)، داهم مستوطن يهودي مجموعة من الفلسطينيين في منطقة غور الأردن، ودهسهم بسيارته التي قادها بسرعة، فقتل أحدهم على الفور، وأصاب آخر بجروح بليغة.
وكانت قوات الاحتلال، كعادتها في كل يوم جمعة، قد حاولت تفريق عدة مسيرات سلمية للفلسطينيين، وأصابت 13 منهم بجروح مختلفة، أحدهم كسر جانب من جمجمته جراء إلقاء قنبلة من مسافة قريبة عليه.
وجاءت عملية الدهس، شمال غور الأردن، في الشارع رقم (90) بالقرب من مدينة بيسان (شمال غور الأردن)، على مفترق عين البيضا وبردلة. فعندما كان المواطنون هناك ينفذون أعمالاً تطوعية في خدمة البيئة، داهمتهم سيارة إسرائيلية مدنية كانت تسير بسرعة فائقة لا تلائم حالة الطريق، فأصابت المواطن بلال بواطنة (55 عاماً)، وهو من قرية عجول في قضاء رام الله، فقُتل فوراً، وأصيب مواطن آخر بجروح وصفت بأنها خطيرة، ومواطن ثالث بجروح خفيفة.
وتبين لاحقاً أن سائق السيارة هو مستوطن في المنطقة، وقد اعتقلته الشرطة الإسرائيلية للتحقيق فيما إذا كانت هذه عملية مقصودة أو مجرد تدهور للسيارة. وقال شهود إن العملية مخططة لأن نشاط المتطوعين الفلسطينيين يعرقل جهود المستوطنين للسيطرة على الأرض.
وكان المستوطنون قد كثفوا من هجماتهم على الفلسطينيين في مختلف المناطق في الضفة الغربية ليلة الخميس، وكذلك أمس (الجمعة)، فقد اعتدوا على عائلة من الخليل، وعلى قرية بيت دجن قرب نابلس، وحاولوا إعادة بناء بؤرة استيطانية في المنطقة الجنوبية من أراضي بلدة قصرة (جنوب شرقي نابلس). وفي قرية اللبن الشرقية، أصيب عشرات المواطنين بالاختناق بالغاز المسيل للدموع وشظايا قنابل الصوت خلال تصديهم لاقتحام عشرات المستوطنين بحماية جنود الاحتلال «خان اللبن». و«خان اللبن» هو بناء من العهد العثماني تبلغ مساحته، بالإضافة إلى الأراضي المحيطة به من سهل اللبن، نحو 300 دونم، ويحتوي على نبع ماء، ويحاول المستوطنون منذ عدة سنوات السيطرة عليه. وقد ارتفعت وتيرة تلك المحاولات خلال الأشهر الأخيرة، وسبق أن هدمت جرافات الاحتلال كثيراً من التوسيعات والبوابات والتحسينات التي أضيفت للموقع بهدف حمايته.
وقالت مصادر مقربة من حركة «السلام الآن» الإسرائيلية إنها رصدت 283 اعتداءً من المستوطنين على الفلسطينيين الأبرياء في شتى أنحاء الضفة الغربية. وأكدت أن هناك شريحة غير صغيرة من المخربين والإرهابيين اليهود تنشط في الضفة الغربية ضد الفلسطينيين.
وقال الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، إن «هجمة المستوطنين الاستعماريين على الفلسطينيين وأراضيهم وممتلكاتهم جبانة، تتم تحت حماية جنود الاحتلال، وهدفها فرض أمر واقع يمنع إقامة دولة فلسطينية، ويبقي المنطقة مسرحاً لسفك الدماء». وأعرب عباس عن وقوفه مع الفلسطينيين الذين «يصمدون في الأرض ويصدون العدوان».
وكانت مناطق عدة في الضفة الغربية قد شهدت اعتداءات أيضاً من جنود الاحتلال مباشرة الذين تم إرسالهم لتفريق مسيرات سلمية للفلسطينيين. وأوردت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن «طواقمها تعاملت مع 13 إصابة، بينها واحدة بالرصاص الحي، و4 أخرى بالرصاص المطاطي، و8 حالات اختناق بالغاز المسيل للدموع». وأشارت إلى أن «الإصابات وقعت في بلدات بيت دجن في محافظة نابلس، وسلفيت والمغير في محافظة رام الله».
وفي منطقة «المرحات والراس»، غرب مدينة سلفيت، أصيب أمس (الجمعة) مواطن بقنبلة غاز برأسه مباشرة، فشجت رأسه. كما أصيب العشرات بالاختناق نتيجة قمع قوات الاحتلال لصلاة الجمعة التي أقيمت فوق الأراضي المهددة بالاستيلاء.
وأفادت مصادر محلية بأن أصحاب الأراضي المهددة من قبل الاحتلال بالاستيلاء عليها لصالح الاستيطان في منطقة «المرحات والراس»، إضافة لعشرات المواطنين، شاركوا بصلاة الجمعة، بدعوة فصائل منظمة التحرير، وبلدية سلفيت ومؤسسات المحافظة، وهيئة مقاومة الجدار والاستيطان، ولجان المقاومة الشعبية. وفي بلدة بتّير (غرب بيت لحم)، أدى مئات الفلسطينيين صلاة الجمعة على أراض مهددة بالاستيطان. كما أدى العشرات صلاة الجمعة في قرية حمصة الفوقا بالأغوار الشمالية التي هدم الجيش الإسرائيلي مساكنها عدة مرات. وفي بلدة العيساوية في القدس، أصيب عدد من المواطنين بحالات اختناق (مساء الجمعة) خلال مواجهات مع قوات الاحتلال.
وكان 15 ألف مواطن قد أدوا صلاة الجمعة (أمس) في المسجد الأقصى بمدينة القدس، بعد إغلاق استمر 42 يوماً فرضته السلطات الإسرائيلية لمواجهة فيروس «كورونا» المستجد. وذكرت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس أن «عدد المصلين بلغ نحو 15 ألفاً، موزعين في رحاب المسجد الأقصى على مساحة 144 دونماً».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.