في الوقت الذي بدأت تظهر فيه فوائد تحالف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مع حزب «كهانا» الذي يضم غلاة التطرف اليميني، وراحت استطلاعات الرأي تظهر ارتفاع أمله في الفوز في الانتخابات القريبة المقبلة، دلَّت النتائج على أنه حقق مكسباً لا يقل أهمية، وهو تقليص حجم «القائمة المشتركة» والتمثيل العربي في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، من 15 نائباً حالياً، إلى 9 مقاعد. وبينت دراسة للاستطلاعات التي أجريت منذ مطلع الأسبوع، أن الأحزاب الثلاثة التي بقيت في القائمة المشتركة، وهي «الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة»، برئاسة النائب أيمن عودة، و«التجمع الوطني الديمقراطي»، برئاسة النائب سامي أبو شحادة، و«الحركة العربية للتغيير»، برئاسة النائب أحمد الطيبي، ستحرز 9 نواب فيما لو جرت الانتخابات اليوم. ولكن «القائمة الموحدة للحركة الإسلامية»، برئاسة النائب منصور عباس، التي انفصلت عن «القائمة المشتركة»، لن تجتاز نسبة الحسم وستسقط وتضيع عشرات ألوف الأصوات العربية هباء، علماً بأن هناك قائمة عربية أخرى برئاسة د. محمد دراوشة، تخوض الانتخابات، وتتنبأ الاستطلاعات بسقوطها وإضاعة ألوف الأصوات أيضاً. فإذا صدقت هذه النتائج، سينخفض التمثيل العربي المباشر من 15 إلى 9 نواب. ويثير انسحاب الحركة الإسلامية من القائمة المشتركة، غضباً شديداً في الشارع العربي، ويتسبب في إحباط كبير يهدد بامتناع مجموعات كثيرة من العرب، عن التصويت. وتوجه رؤساء القائمة المشتركة، الطيبي وأبو شحادة وعودة، إلى الناخبين العرب، بنداء، يناشدونهم فيه بالحذر من مغبة مقاطعة التصويت، مؤكدين أنه يخدم تحالف اليمين الأشد تطرفاً في تاريخ إسرائيل بقيادة نتنياهو.
وقال عودة في شريط مصور، إن «نتنياهو خطط بالضبط لهذا. فهو يرى في القائمة المشتركة عقبة أساسية أمام منعه من تشكيل حكومة، لذلك قرر تفكيكها، وبعد أن فشل في تخويف العرب من التصويت وفي تحريض المواطنين اليهود على العرب وتحريض المواطنين العرب على المشتركة، تحول إلى لغة «الغزل» مع العرب وتضليلهم والحصول على أصواتهم. وقال عودة: «كل إنجاز حققناه في الماضي تم بفضل قوتنا ووحدتنا وليس بفضل صفقات مع نتنياهو وحزبه. واليوم، إذ يقيم نتنياهو تحالفاً خطيراً مع حزب عنصري وفاشي، مثل: «عوتصماه يهوديت» الكهاني، يظهر وجهه الحقيقي المعادي للعرب.
وبينت الاستطلاعات، أن حزب «الليكود» سيخسر من قوته 8 مقاعد (من 36 إلى 28)، ولكنه يبقى الكتلة الأكبر. غير أن التحالف الذي حصل في اليمين المتطرف بضغوط شديدة من نتنياهو، وبضمن ذلك حزب «كهانا»، فتح الباب أمام احتمال تحقيق أكثرية في الانتخابات المقبلة. فقد حصل هذا التحالف الجديد على 5 مقاعد. وخسر حزبا اليمين الآخران مقعدين، وصار رصيد «تكفا حدشا» (أمل جديد)، برئاسة غدعون ساعر، 13 مقعداً، واتحاد أحزاب اليمين «يمينا»، برئاسة نفتالي بنيت، 11 مقعداً. وخسرت أحزاب المتدينين أيضا مقعداً (من 16 إلى 15). لكن الخسارة الأكبر هي لدى «كحول لفان» برئاسة بيني غانتس، الذي انهار من 17 إلى 4 مقاعد، تليه «القائمة المشتركة».
ووفقا لهذه النتائج، يصبح حزب «يش عتيد» (يوجد مستقبل)، برئاسة يائير لبيد، ثاني أكبر الأحزاب، بـ18 مقعداً، وهذا هو ما يرغب به نتنياهو. ففي هذه الحالة سيدير معركته أمام قائد يمكن اتهامه بالانتماء إلى اليسار، وليس كما كان الحال قبل شهر، عندما بدا أن التنافس هو مع مرشحين من اليمين، ساعر وبنيت. وتشير نتائج الاستطلاع، أن حزب «يمينا»، سيصبح لسان الميزان، الذي يحدد هوية رئيس الحكومة المقبلة. فإذا اختار نتنياهو التحالف معه، ستكون هناك حكومة يمين صرف. وإذا اختار التحالف المضاد، فإنه سيدخل في صدام مباشر مع مؤيديه في المستوطنات وسائر قوى اليمين.
يُذكر أن حزب الليكود، أبرم، مساء الأول من أمس، اتفاق فائض أصوات مع قائمة الصهيونية الدينية برئاسة عضو الكنيست المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، التي تضم حزب «عوتسما يهوديت» الكهاني، برئاسة إيتمار بن غفير، لانتخابات الكنيست، وبموجبه يتعهد نتنياهو، بأن يكون بن جبير وزيراً في حكومته. فأثار هذا الاتفاق موجة سخط واستنكار حتى في صفوف قوى في اليمين، أعادوا للأذهان، كيف كان مناحم بيغن، زعيم الليكود المؤسس، يغادر قاعة الكنيست، كلما وقف النائب مئير كهانا يتكلم. وقالوا إن بيغن حزين وساخط في قبره، على نتنياهو، بسبب هذا التحالف، ولو كان حياً لما منح صوته إلى «الليكود».
ونددت منظمة اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة «أغلبية ديمقراطية من أجل إسرائيل»، الليلة الماضية، بهذا الاتفاق. وقال اللوبي، الذي تأسس قبل سنتين، بهدف دفع مرشحين مؤيدين لإسرائيل في الحزب الديمقراطي الأميركي، إن هذا الاتفاق فضيحة. وكتب رئيسا اللوبي، آن لويس وتود ريتشمان، أن «العقائد العنصرية لدى (عوتسما يهوديت)، تتناقض بالكامل مع قيم دولة إسرائيل، ولا مكان لها في مؤسسات الدولة. وإذا دخل هذا الحزب المتطرف إلى الكنيست، فهذا سيكون عاراً. ونحن نعتمد على الناخبين بمعارضة تمثيلهم في الديمقراطية الإسرائيلية».
توقع خسارة العرب 6 مقاعد في الانتخابات الإسرائيلية
توقع خسارة العرب 6 مقاعد في الانتخابات الإسرائيلية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة