تسجيل مصور يثير شكوكاً حول اعتقال زعيم «قاعدة اليمن»

خالد باطرفي زعيم تنظيم «القاعدة في اليمن» (أ.ف.ب)
خالد باطرفي زعيم تنظيم «القاعدة في اليمن» (أ.ف.ب)
TT

تسجيل مصور يثير شكوكاً حول اعتقال زعيم «قاعدة اليمن»

خالد باطرفي زعيم تنظيم «القاعدة في اليمن» (أ.ف.ب)
خالد باطرفي زعيم تنظيم «القاعدة في اليمن» (أ.ف.ب)

يبدو أن زعيم فرع «تنظيم القاعدة في اليمن» لا يزال حراً طليقاً رغم تقرير صادر عن منظمة الأمم المتحدة، منذ أيام، يفيد بوجوده رهن الاعتقال منذ شهور، وفقاً لما أفاد به موقع مجموعة «سايت» للاستخبارات مع اثنين من زعماء القبائل المحلية أمس، بعدما شوهد في مقطع فيديو نشره التنظيم الإرهابي مؤخراً.
وكان خالد باطرفي، زعيم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب منذ عام أو نحوه، يتحدث في المقطع المصور عن حادثة اقتحام الكونغرس الأميركي الشهر الماضي، في الفيديو الذي نُشر أول من أمس الأربعاء.
وقال موقع «سايت» للاستخبارات، المعني بمراقبة التنظيمات المتطرفة، إن المقطع المصور الذي بدأ بعرض لقطات من واقعة السادس من يناير (كانون الثاني) من قبل أنصار دونالد ترمب، يكذب التقارير الأخرى التي أفادت بوجود خالد باطرفي قيد الاعتقال.
وفي المقطع الذي تبلغ مدته 20 دقيقة، وجاء تحت عنوان «أميركا والحصار الموجع»، قال خالد باطرفي: «إن اقتحام مبنى الكونغرس ما هو إلا غيض من فيض ما سوف يأتي عليهم بإذن الله تعالى».
وزعم تقرير مرفوع إلى مجلس الأمن الدولي، في الأسبوع الماضي، أنه قد جرى اعتقال خالد باطرفي واغتيال نائبه سعد عاطف العولقي أثناء عملية أجريت في مدينة الغيضة في محافظة المهرة اليمنية خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي.
وزعم اثنان من زعماء القبائل المحلية في محافظة البيضاء في وسط اليمن، المنطقة التي ينشط فيها تنظيم «القاعدة» في شبه الجزيرة العربية، لوكالة الصحافة الفرنسية الإخبارية، أن هناك احتمالاً كبيراً أن يكون الشخص الذي جرى اعتقاله في المداهمة السابقة ليس هو خالد باطرفي وإنما هو عضو آخر في التنظيم الإرهابي. وأفاد أحد زعماء القبائل هناك بقوله: «لم يتم إلقاء القبض عليه على الأرجح، وإنما كان الشخص الذي وقع في الأسر هو زعيم بارز آخر في التنظيم».
ولم يتطرق تقرير الأمم المتحدة، الذي عرض في إيجاز التهديدات الإرهابية الجهادية العالمية المحتملة، إلى مكان وجود خالد باطرفي أو الكشف عن أي تفاصيل أخرى بشأن عملية المداهمة في أكتوبر الماضي.
وكشف تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب» عن اختيار خالد باطرفي، الذي يُعتقد أنه في الأربعينيات من عمره، قائداً للتنظيم اعتباراً من فبراير (شباط) من عام 2020 الماضي، إثر مقتل سلفه القائد قاسم الريمي في غارة جوية للولايات المتحدة في اليمن.
ولقد ظهر خالد باطرفي، الذي وصفته وزارة الخارجية الأميركية بأنه إرهابي عالمي في عام 2018 في العديد من المقاطع المصورة الخاصة بتنظيم «القاعدة في شبه جزيرة العرب» خلال السنوات الأخيرة، وفقا لبيانات موقع سايت الاستخباري، ويبدو أنه كان يشغل منصب نائب قاسم الريمي والمتحدث باسم فرع التنظيم في اليمن وقتذاك.
وتعتبر الحكومة الأميركية تنظيم «القاعدة في شبه جزيرة العرب» من أخطر أفرع التنظيم الإرهابي في جميع أنحاء العالم، ولقد شنت حرباً طويلة الأمد ضد قادة التنظيم المتعاقبين باستخدام الطائرات المسيرة «الدرون».


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».