«كذبة الكسل»: لماذا عليك التوقف عن الشعور بالذنب خلال الإغلاق؟

امرأة تعمل من المنزل وإلى جانبها قطتها (أرشيفية - رويترز)
امرأة تعمل من المنزل وإلى جانبها قطتها (أرشيفية - رويترز)
TT

«كذبة الكسل»: لماذا عليك التوقف عن الشعور بالذنب خلال الإغلاق؟

امرأة تعمل من المنزل وإلى جانبها قطتها (أرشيفية - رويترز)
امرأة تعمل من المنزل وإلى جانبها قطتها (أرشيفية - رويترز)

يشعر كثير من الناس بضرورة استغلال كل لحظة في المنزل بشكل منتج خلال وباء «كورونا»، بينما يعتقد أحد الخبراء «أننا بحاجة إلى التغلب على هذا الشعور بالذنب الذي يوصف خطأً بأنه (كسل)»، وفقاً لشبكة «سي إن بي سي».
وقال ديفون برايس، مؤلف كتاب «الكسل غير موجود» والمحاضر بجامعة لويولا في شيكاغو، للشبكة إن كثيراً من الأشخاص يشعرون بالذنب أثناء وجودهم في المنزل وسط قيود الإغلاق المرتبطة بفيروس «كورونا» لسبب «نفسي».
وأوضح أن البشر غير قادرين على أن يكونوا موضوعيين بشكل كامل، وبالتالي يستخدمون الإشارات الخارجية كـ«معيار» لمساعدتهم على قياس ما إذا كانوا يقضون وقتاً جيداً بما فيه الكفاية.
وقال برايس إن «هذا يمكن أن يدفعنا إلى الاعتقاد بأن كل لحظة في المنزل خلال الإغلاق يجب أن نقضيها في تنفيذ مهام العمل، في حين أن أي يوم عمل عادي خارج المنزل عادة ما يكون أكثر راحة عن طريق التنقل، والتحدث إلى الزملاء في المكتب».
في الواقع؛ رغم شعور الناس بأنهم يقومون بعمل أقل من المنزل، فإن برايس قال إن «الدراسات أظهرت زيادة في الإنتاجية وسط الوباء. ووجدت دراسة نُشرت في سبتمبر (أيلول) الماضي، بتكليف من شركة الاتصالات البريطانية (توك توك)، أن نحو 3 من كل 5 من بين 1.250 عامل بريطاني شملهم الاستطلاع، قالوا إن إنتاجيتهم ارتفعت خلال العمل من المنزل».
ويعدّ السبب وراء محاولة الأشخاص «تحطيم أنفسهم»، بحسب كتاب برايس، أنه «حتى قبل انتشار الوباء، كان الناس قد أقنعوا أنفسهم بأن (وضع قيود يجعلنا كسالى)، وأن الكسل يعدّ دائماً أمراً سيئاً».

* «كذبة الكسل»

فقط بعد أن عانى برايس من الإنفلونزا التي تطورت إلى فقر دم وألم في القلب بسبب الاستمرار في العمل الجاد خلال مرضه، أدرك الأستاذ المحاضر أن «نضالاتنا كانت جزءاً من وباء اجتماعي أكبر بكثير»، يُطلق عليه اسم «كذبة الكسل».
وأوضح برايس: «هناك نظام إيمان عميق الجذور وثقافي» جعل الناس يعتقدون أنهم كسالى بطبيعتهم وأنه يجب أن يعملوا بجد للتغلب على ذلك. كما أنه أدى بالناس إلى ربط قيمة أنفسهم بإنتاجيتهم والاعتقاد بأن «العمل هو مركز الحياة».
ومع ذلك، تعلّم برايس من خلال تجربته الخاصة أن مشاعر ما يسمى «الكسل»؛ «غالباً ما تكون في الواقع غريزة قوية للحفاظ على الذات». وأضاف: «ليس من السيئ أن تكون لديك قيود وأن تحتاج إلى فترات راحة».
في الواقع، تعدّ غريزة أخذ قسط من الراحة «جزءاً أساسياً من بقائنا على قيد الحياة وازدهارنا على المدى الطويل»؛ بحسب برايس.
من جهته، أرسل الممثل البريطاني ستيفن فراي مؤخراً رسالة إلى موظفي المدرسة المحلية في مسقط رأسه بمقاطعة نورفولك، يحثهم فيها على «عدم الوقوع في فخ التفكير في أنك تفشل خلال الإغلاق».
وقال إن المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي التي تظهر الناس «يخبزون ويمارسون الرياضة» أثناء الإغلاق، يمكن أن «تجعل المرء يشعر بأنه غير منتج».
وشجع فراي، الذي أشار إلى أنه كان يعيد مشاهدة البرامج التلفزيونية القديمة ويقرأ الروايات التاريخية خلال الإغلاق، الناس على فعل ما يريدونه براحة في ظل تفشي الوباء.


مقالات ذات صلة

السلطان هيثم وإردوغان يبحثان العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية

الخليج الرئيس التركي مستقبلاً سلطان عُمان بالقصر الرئاسي في أنقرة (الرئاسة التركية)

السلطان هيثم وإردوغان يبحثان العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية

اتفقت تركيا وسلطنة عمان على تعزيز علاقات الصداقة والتعاون فيما بينهما وأكدتا دعمهما لأي مبادرات لوقف إطلاق النار في غزة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
صحتك ضرب الكرة بالرأس خلال لعب كرة القدم قد يسبب تلفاً في الدماغ أكبر مما كان يُعتقد (أ.ف.ب)

لعبة شائعة في كرة القدم قد تسبب تلفاً بالدماغ

وفقاً لدراسة جديدة، فإن ضرب الكرة بالرأس خلال لعب كرة القدم قد يسبب تلفاً في الدماغ أكبر مما كان يُعتقد.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك يشكل النوم أهمية مركزية للصحة العامة ومستوى رفاهية الإنسان (جامعة ولاية أوريغون)

تغيير وقت الذهاب إلى الفراش كل ليلة يؤثر على صحتك

أشارت دراسة جديدة إلى وجود صلة قوية بين عدم الذهاب إلى الفراش في الوقت نفسه كل ليلة وخطر الإصابة بأمراض القلب أو السكتة الدماغية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك ارتفاع ضغط الدم يشكّل تحدياً للصحة (رويترز)

6 أشياء يقول أطباء السكتة الدماغية إنه لا يجب عليك فعلها أبداً

تعدّ السكتات الدماغية أحد الأسباب الرئيسة للوفاة، والسبب الرئيس للإعاقة في أميركا، وفقاً لـ«جمعية السكتات الدماغية الأميركية»، وهو ما يدعو للقلق، خصوصاً أن…

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك تزداد في هذه الفترة من العام فرص الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا (د.ب.أ)

3 أطعمة عليك تناولها عند إصابتك بنزلة برد أو إنفلونزا

تزداد في هذه الفترة من العام فرص الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا وغيرهما من الفيروسات.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«القاهرة للسينما الفرانكفونية» يراهن على أفلام عالمية تعالج الواقع

تكريم عدد من الفنانين خلال افتتاح المهرجان (إدارة المهرجان)
تكريم عدد من الفنانين خلال افتتاح المهرجان (إدارة المهرجان)
TT

«القاهرة للسينما الفرانكفونية» يراهن على أفلام عالمية تعالج الواقع

تكريم عدد من الفنانين خلال افتتاح المهرجان (إدارة المهرجان)
تكريم عدد من الفنانين خلال افتتاح المهرجان (إدارة المهرجان)

بالتضامن مع القضية الفلسطينية والاحتفاء بتكريم عدد من السينمائيين، انطلقت فعاليات النسخة الرابعة من مهرجان «القاهرة للسينما الفرانكفونية»، الخميس، وتستمر فعالياته حتى الثاني من ديسمبر (كانون الأول) المقبل، بعرض 75 فيلماً من 30 دولة فرانكفونية.

وشهد حفل الافتتاح تقديم فيلم قصير منفذ بالذكاء الاصطناعي، للتأكيد على أهمية تطويع التكنولوجيا والاستفادة منها في إطار تحكم العقل البشري بها، بجانب عرض راقص يمزج بين ألحان الموسيقار الفرنسي شارل أزنافور احتفالاً بمئويته، وموسيقى فريد الأطرش في ذكرى مرور 50 عاماً على رحيله.

وكرّم المهرجان المخرج المصري أحمد نادر جلال، والإعلامية المصرية سلمى الشماع، إلى جانب الممثلة إلهام شاهين التي تطرقت في كلمتها للتطور الذي يشهده المهرجان عاماً بعد الآخر، مشيدة بالأفلام التي يعرضها المهرجان كل عام من الدول الفرانكفونية.

وأكد رئيس المهرجان ياسر محب «دعم المهرجان للشعب الفلسطيني في الدورة الجديدة»، مشيراً إلى أن السينما ليست بمعزل عما يحدث في العالم من أحداث مختلفة.

وأوضح أنهم حرصوا على تقديم أفلام تعبر عن التغيرات الموجودة في الواقع الذي نعيشه على كافة المستويات، لافتاً إلى أن من بين الأفلام المعروضة أفلاماً تناقش الواقع السياسي.

جانب من الحضور في حفل الافتتاح (حساب إلهام شاهين على «فيسبوك»)

وشهد حفل الافتتاح كلمة للمستشار الثقافي للسفارة الفلسطينية بالقاهرة ناجي الناجي، أكد فيها على دور الفن في دعم القضية الفلسطينية، مشيداً بدور الأعمال الفنية المتنوعة في التعبير عن القضية الفلسطينية وعرض 14 فيلماً عنها ضمن فعاليات الدورة الجديدة للمهرجان.

وتضمن حفل الافتتاح رسالة دعم ومساندة للشعب اللبناني من خلال عرض الفيلم التسجيلي «ثالث الرحبانية» عن حياة وإبداعات الموسيقار اللبناني إلياس الرحباني، وحظي بتفاعل كبير من الحضور.

وقال المنتج الفلسطيني حسين القلا الذي يترأس مسابقة الأفلام الروائية والتسجيلية القصيرة لـ«الشرق الأوسط» إن «السينما ليست مجرد مشاهدة للأفلام فحسب، ولكن ربط بين الثقافات والحضارات المختلفة»، مشيراً إلى طغيان ما يحدث في غزة على كافة الفعاليات السينمائية.

ويترأس القلا لجنة التحكيم التي تضم في عضويتها الفنانة التونسية عائشة عطية، والفنان المصري تامر فرج الذي أكد لـ«الشرق الأوسط» أن «المهرجان ليس منصة فقط لعرض الأفلام السينمائية للدول الفرانكفونية، ولكنه مساحة للتعبير عن المبادئ التي تجمع هذه الدول، والقائمة على المساواة والأخوة والسعي لتحقيق العدل، الأمر الذي ينعكس على اختيارات الأفلام».

وعدّ الناقد الفني المصري أحمد سعد الدين، المهرجان «من الفعاليات السينمائية المهمة التي تهدف لتعزيز التبادل الثقافي مع 88 دولة حول العالم تنتمي للدول الفرانكفونية، الأمر الذي يعكس تنوعاً ثقافياً وسينمائياً كبيراً»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «المهرجان يركز على استقطاب وعروض أفلام متنوعة وليس (الشو الدعائي) الذي تلجأ إليه بعض المهرجانات الأخرى».

وعبر عن تفاؤله بالدورة الجديدة من المهرجان مع أسماء الأفلام المتميزة، والحرص على عرضها ومناقشتها ضمن الفعاليات التي تستهدف جانباً ثقافياً بشكل بارز ضمن الفعاليات المختلفة.