اللعبة الشعبية الأولى في العالم على وشك الانهيار

الهدوء الذي سيطر على فترة الانتقالات الشتوية ينذر بركود كبير في رياضة كرة القدم

فرنانديز انضم إلى يونايتد الموسم الماضي في آخر صفقات النادي التي تعد باهظة (رويترز)
فرنانديز انضم إلى يونايتد الموسم الماضي في آخر صفقات النادي التي تعد باهظة (رويترز)
TT

اللعبة الشعبية الأولى في العالم على وشك الانهيار

فرنانديز انضم إلى يونايتد الموسم الماضي في آخر صفقات النادي التي تعد باهظة (رويترز)
فرنانديز انضم إلى يونايتد الموسم الماضي في آخر صفقات النادي التي تعد باهظة (رويترز)

لا نحتاج إلى عراف حكيم لكي يخبرنا بمستقبل كرة القدم بعد الهدوء الكبير الذي سيطر على فترة الانتقالات الشتوية الأخيرة. صحيح أن أندية وستهام ومانشستر يونايتد وأستون فيلا وبرايتون أنفقت ملايين الجنيهات -على سعيد بن رجمة (من برينتفورد) مقابل 20 مليون جنيه إسترليني، وأماد ديالو (من أتالانتا)، ومورغان سانسون (من مرسيليا)، ومويسيس كايسيدو من (إنديبندينتي الإكوادوري)، على التوالي- لكن باقي الأندية إما لم تدعم صفوفها على الإطلاق أو اكتفت بضم بعض اللاعبين على سبيل الإعارة أو في صفقات انتقال حرة.
ومن الواضح للجميع أن كرة القدم على جميع المستويات، مثل أي نشاط اجتماعي عادي آخر، تمر بأزمة مالية كبيرة نتيجة تداعيات تفشي فيروس كورونا. وكما هو الحال مع التحديات الاجتماعية الأكبر، سيكون مقياس القيم الحقيقية للرياضة هو كيفية معالجتها لهذه التداعيات الاقتصادية، وما إذا كان الأثرياء سيستغلون الوضع الحالي لمصلحتهم الخاصة أم سيتضامنون مع المتعثرين لمساعدتهم في هذه الأوقات الصعبة.
ومثلما يهدف البث المستمر لمباريات كرة القدم التي تقام في ملاعب خاوية من الجماهير، ووضع أصوات مسجلة للجمهور، إلى تشتيت انتباه السكان المقيمين في المنازل عن حقائق الوباء، فإنه بطريقة ما يؤخر مناقشة الحساب المالي الآتي لهذه الأندية. لكن فترة الانتقالات الشتوية الأخيرة جاءت لتوضح هذه الأمور تماماً. صحيح أن فترة الانتقالات الشتوية ليست هي النافذة التي تريد فيها معظم الأندية التعاقد مع لاعبين جدد، لكن العام الماضي -مثل كل عام- شهد قيام كثير من الأندية بتدعيم صفوفها في مثل هذا التوقيت.
وقد شهدت فترة الانتقالات الشتوية للعام الماضي تعاقد الأندية الإنجليزية مع 21 لاعباً جديداً بمقابل مادي يصل إلى مليون جنيه إسترليني أو أكثر لكل صفقة، بما في ذلك نادي بريستول سيتي الذي يلعب في دوري الدرجة الأولى، والذي باع جوش براونهيل إلى بيرنلي مقابل 9 ملايين جنيه إسترليني، ثم أنفق 5 ملايين جنيه إسترليني على التعاقد مع ناهكي ويلز. كما دفع مانشستر يونايتد لسبورتينغ لشبونة 46.5 مليون جنيه إسترليني للتعاقد مع النجم البرتغالي برونو فرنانديز الذي أثبت أنه إضافة قوية للغاية للشياطين الحمر.
لكن هذه المرة، كانت الرسالة التي بعثت بها الأندية كافة -سواء هنا في إنجلترا أو في جميع أنحاء أوروبا- لا تتعلق بالطموح الكروي بقدر ما تتعلق بركود وشيك في اللعبة. وقال مالك نادي يوفنتوس الإيطالي، أندريا أنيلي، مؤخراً إن إجمالي خسائر الأندية من الوباء، بالنظر إلى غياب الجماهير عن الملاعب وتقليل قيمة عائدات البث التلفزيوني، قد تصل إلى 7.5 مليار جنيه إسترليني.
وقد بدا أن الأندية والمسابقات والجهات الإدارية نحت خلافاتها جانباً في مواجهة هذا الوباء في البداية، واتفقت على تأجيل نهائيات كأس الأمم الأوروبية، وإعادة ترتيب الأولويات. وبعد ما يقرب من عام، ما زالت هذه الأندية تتكبد خسائر مالية هائلة، لكن التحركات الأكثر جدية ومفاجأة من قبل بعض الأندية الكبرى لدراسة إقامة بطولة أوروبية منفصلة للأندية العملاقة خرقت هذه الهدنة، وهو الأمر الذي دعا الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) والاتحاد الأوروبي لكرة القدم (ويفا) إلى توجيه انتقادات علنية لهذه الخطوة. وفي الوقت نفسه، أوضح عدد كبير من روابط المشجعين -من خلال التوقيع على بيان من رابطة المشجعين الأوروبيين لكرة القدم- أن انفصال أي ناد كبير ورغبته في الانضمام لهذه المسابقة المقترحة من أجل جني مزيد من الأموال يتناقض تماماً مع فكرة التوزيع الأكثر إنصافاً للأموال في هذه اللعبة الشعبية.
ودائماً ما تعد التهديدات الانفصالية من التحديات الهائلة في عالم كرة القدم، لكن اندلاعها هذا الموسم يعد نذيراً آخر للضغوط المالية التي تعاني منها الأندية. وقد أوضح أحد المصادر في أحد الأندية الكبرى مؤخراً هذا الأمر، عندما حذر من افتراض أن الأندية الأكثر ثراء تعد نفسها في وضع أفضل للتعافي بقوة. ورغم أن هذه الأندية الكبرى تعيش في وضع مختلف تماماً عن أندية دوريات الدرجة الثانية والثالثة في إنجلترا، ولا تزال تحصل على أموال كبيرة من عائدات البث التلفزيوني، فإنها لا تزال تدفع أجوراً ضخمة للاعبين، ويشعر ملاك هذه الأندية بقلق بالغ بسبب الأموال الكبيرة التي يخسرونها.
وكانت عائدات مانشستر يونايتد الذي يُقال إنه أحد المؤيدين للانفصال المحتمل من البث التلفزيوني أقل على أي حال في الموسم الماضي، في مقابل عام (2018-2019)، نظراً إلى أن النادي كان يلعب في الدوري الأوروبي، وليس في دوري أبطال أوروبا، لكن التقرير السنوي للنادي عن عام (2019-2020) ذكر أن عائدات البث التلفزيوني انخفضت قرابة 101 مليون جنيه إسترليني. وأعرب نائب رئيس النادي، إد وودوارد، عن أسفه للخسائر المالية المختلفة بسبب الوباء، وفضل مانشستر يونايتد عدم التنبؤ بالأمور المالية لهذا العام. وعندما تم تعليق منافسات كرة القدم في 13 مارس (آذار) الماضي، بعدما لُعبت معظم مباريات الموسم، كان مانشستر يونايتد قد خسر بالفعل 20 مليون جنيه إسترليني من عائدات بيع تذاكر المباريات. وأشار وودوارد إلى زيادة الخسائر بسبب تقليل قيمة صفقات بث المباريات، وغياب الجماهير عن الملاعب بعد استئناف المباريات، وإغلاق المتاجر، وما تلا ذلك من تداعيات على جميع الأنشطة التجارية.
وسجلت أندية الدوري الإنجليزي الممتاز الأخرى التي نشرت حساباتها المالية حتى 30 يونيو (حزيران) -بعد 3 أشهر فقط من آثار الوباء- خسائر مالية كبيرة، حيث أعلن ساوثهامبتون وبرايتون عن خسائر بقيمة 76 مليون جنيه إسترليني و67 مليون جنيه إسترليني على التوالي. وقال مالك نادي برايتون، توني بلوم: «بشكل مأساوي، فقد آلاف الأشخاص أرواحهم أو أحبائهم بسبب الوباء، ومن بينهم عدد من محبي برايتون ألبيون وأعضاء مجتمع ألبيون؛ مثل هذه المآسي تضع كرة القدم في منظورها الصحيح».
ومع ذلك، فإن المنظور الصحيح للرياضة، حتى في هذه الظروف الصعبة، يمكن أن يكشف مدى أهميتها لأرواح الناس ورفاهيتهم، ودورها المحتمل في المساعدة على استعادة بعض جوانب الحياة الطبيعية عندما ينتهي هذا الأمر. ويتجلى حب هذه الرياضة في الأرقام المذهلة للجماهير التي تشاهد المباريات بحماس كبير من المنازل.
لكن يجب الإشارة إلى أن الأندية التي تلعب في دوريات الدرجة الثانية والثالثة تعتمد حالياً على أموال الإنقاذ التي استغرقت أندية الدوري الإنجليزي الممتاز شهوراً للموافقة عليها، وعلى الدعم المقدم من ملاك هذه الأندية. وقال آندي هولت، مالك نادي أكرينغتون ستانلي الذي يلعب في دوري الدرجة الثانية، إن كرة القدم تعاني بشدة من الناحية المالية بسبب تداعيات تفشي فيروس كورونا. كما أصدرت رابطة المشجعين الأوروبيين لكرة القدم بياناً، أكدت فيه أن اللعبة الشعبية الأولى في العالم «على وشك الانهيار» في كثير من البلدان.
ويمثل هذا تحدياً كبيراً لأفضل الأندية في الدوري الإنجليزي الممتاز، وفي المسابقات الأوروبية المختلفة، للمساعدة في الوصول إلى تضامن مناسب مع باقي الأندية المتعثرة، وليس مجرد الاعتناء بنفسها بخطط انفصالية أو غير ذلك من الاهتمامات الشخصية! وبالتالي، لم يكن من الغريب أن يتم تسجيل فترة الانتقالات الشتوية لعام 2021 في التاريخ على أنها ليست طبيعية على الإطلاق. ومن المؤكد أن ما ستفعله الأندية بعد ذلك سيكون أكثر أهمية!



«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.