أسباب تراجع مستوى ولفرهامبتون... أزمة ثقة أم تفريط بنجومه؟

معاناة الفريق بدأت مع تغيير طريقة اللعب بسبب الاستغناء عن لاعبين وكثرة الإصابات

الهبوط الحاد في مستوى تراوري (يسار) أدى إلى غياب الفاعلية الهجومية لولفرهامبتون (أ.ب)
الهبوط الحاد في مستوى تراوري (يسار) أدى إلى غياب الفاعلية الهجومية لولفرهامبتون (أ.ب)
TT

أسباب تراجع مستوى ولفرهامبتون... أزمة ثقة أم تفريط بنجومه؟

الهبوط الحاد في مستوى تراوري (يسار) أدى إلى غياب الفاعلية الهجومية لولفرهامبتون (أ.ب)
الهبوط الحاد في مستوى تراوري (يسار) أدى إلى غياب الفاعلية الهجومية لولفرهامبتون (أ.ب)

من الواضح للجميع أن نادي ولفرهامبتون يعاني بشدة خلال الموسم الحالي، ولكي نعرف أسباب ذلك يجب أن نشير إلى أن مات دوهرتي، الذي سجل أربعة أهداف مع الفريق في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، قد رحل إلى توتنهام هوتسبير ودييغو جوتا الذي سجل سبعة أهداف الموسم الماضي قد انتقل إلى ليفربول، وراؤول خيمينيز الذي سجل 17 هدفاً في الدوري الموسم الماضي أصيب بكسر في الجمجمة في مباراته العاشرة بالدوري هذا الموسم ولن يعود لبعض الوقت.
وتشير الأرقام والإحصائيات إلى أن هذا الثلاثي ساهم فيما بينه في 70 في المائة من إجمالي أهداف ولفرهامبتون في الدوري الموسم الماضي. وبالتالي، عندما تفقد جهود هؤلاء اللاعبين لن يكون من الغريب أن يعاني الفريق بشدة في النواحي الهجومية في الآونة الأخيرة. ورغم أن خيمينيز لم يشارك في أي مباراة منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، فإنه لا يزال يتصدر قائمة هدافي الفريق في الدوري!
وفي المرحلة 22، فاز ولفرهامبتون على آرسنال بهدفين مقابل هدف وحيد، لينهي سلسلة طويلة من ثماني مباريات بدون فوز، قبل أن يتعادل سلبياً مع ليستر سيتي في المرحلة 23 الماضية. وكان الانتصار أمام آرسنال هاما للغاية، لأنه أبعد الفريق عن مراكز الهبوط بـ12 نقطة، لكن الأداء الذي قدمه الفريق خلال هذا اللقاء لا يدعو للتفاؤل، حيث ظهر لاعبو ولفرهامبتون متوترين للغاية، كما كان من الواضح أن الفريق لا يشعر بالراحة وهو يلعب بأربعة لاعبين في الخط الخلفي، وكان يتم اختراق خط الدفاع كثيرا قبل أن يتعرض المدافع البرازيلي ديفيد لويز وحارس المرمى بيرند لينو للطرد ويكمل آرسنال المباراة بتسعة لاعبين. ورغم طرد اثنين من لاعبي آرسنال والحصول على ركلة جزاء، لم يقدم ولفرهامبتون أداء جيداً وفاز بفضل هدف من تسديدة من على بُعد 25 ياردة.
ولأول مرة منذ صعود ولفرهامبتون إلى الدوري الإنجليزي الممتاز في عام 2018، يبدو وكأن المدير الفني للفريق، نونو إسبريتو سانتو، يشك في جدوى الطريقة التي يلعب بها. فخلال جميع المباريات الـ38 التي لعبها الفريق في كل موسم من أول موسمين له في الدوري الإنجليزي الممتاز والمباريات الثمانية الأولى هذا الموسم، كان ولفرهامبتون يلعب بثلاثة لاعبين في الخط الخلفي. وكما هو الحال مع العديد من الأندية التي كانت لا تزال تشارك في البطولات الأوروبية في أغسطس (آب) الماضي، بدأ ولفرهامبتون مسيرته في الدوري ببطء، لكنه حصل على 10 نقاط من أربع مباريات لعبها في أكتوبر (تشرين الأول) قبل أن يخسر بصعوبة أمام ليستر سيتي.
ثم أصيب كل من كونور كوادي ورومان سايس بفيروس كورونا. ونظراً لغياب اثنين من الأعمدة الأساسية في خط الدفاع، غير نونو طريقة اللعب واعتمد على أربعة لاعبين في الخط الخلفي أمام ساوثهامبتون. وانتهت هذه المباراة بالتعادل بهدف لكل فريق، ثم فاز ولفرهامبتون على آرسنال في المباراة التي تعرض فيها خيمينيز للإصابة. ومنذ ذلك الحين، لعب ولفرهامبتون 12 مباراة في الدوري، اعتمد نونو في سبع منها - بما في ذلك مباراة آرسنال - على أربعة لاعبين في خط الدفاع، وبلغ متوسط النقاط التي حصل عليها الفريق في هذه المباريات 0.71 في المباراة الواحدة، كما بلغ معدل الأهداف التي أحرزها الفريق 1.29 هدف في المباراة، في حين بلغ معدل الأهداف التي استقبلها 2.14 هدف في المباراة. وفي المباريات الخمسة الأخرى، لعب ولفرهامبتون بثلاثة لاعبين في الخط الخلفي، وحصل خلالها على 0.80 نقطة في كل مباراة في المتوسط، وبلغ معدل الأهداف التي أحرزها 0.60 هدفاً في المباراة، ومعدل الأهداف التي استقبلها 1.00 هدف في المباراة.
وبالتالي، فمن الواضح أن الفريق يكون أكثر صلابة من الناحية الدفاعية عندما يلعب بثلاثة لاعبين في الخط الخلفي، لكنه لا يسجل الكثير من الأهداف. أما عندما يلعب بأربعة لاعبين في خط الدفاع، فإنه يكون أكثر إبداعاً لكنه يستقبل عدداً أكبر من الأهداف. ويأخذنا هذا إلى طرح سؤال مهم للغاية: كيف يعمل نادي ولفرهامبتون، وما هو هدفه في المسابقة؟ للإجابة على هذا السؤال يجب أن نعرف أن العلاقة بين وكيل أعمال اللاعبين الشهير خورخي مينديز والنادي كانت مدعاة للقلق منذ استحواذ شركة «فوسون إنترناشيونال» الصينية على النادي في عام 2016، لكن الحقيقة أن ولفرهامبتون قد استفاد كثيرا - على الأقل حتى الآن - من هذه العلاقة، التي ساعدت النادي على التعاقد مع عدد كبير من اللاعبين البرتغاليين الموهوبين. لكن هذه هي المرة الأولى التي يبيع فيها النادي عددا من اللاعبين المميزين بدون أن يتعاقد مع بدلاء لهم على المستوى نفسه.
لكن من الواضح أيضاً أن النادي واجه سوء حظ كبير في هذا الصدد. لقد تعاقد ولفرهامبتون مع سيميدو، الذي خاض 17 مباراة دولية مع منتخب البرتغال وكان يلعب في نادٍ كبير مثل برشلونة ولا يزال في السابعة والعشرين من عمره، وبالتالي كان الجميع يتوقعون أن يمثل هذا اللاعب إضافة هائلة لولفرهامبتون في مركز الظهير الأيمن، حتى وإن كان البعض يرى أن صفقة انتقاله مقابل 27.6 مليون إسترليني كانت مرتفعة بعض الشيء. لكن اللاعب البرتغالي لم يقدم الأداء المتوقع منه، وما زاد الأمر سوءاً هو الهبوط الحاد في مستوى أداما تراوري، وهو الأمر الذي أدى إلى غياب الفاعلية الهجومية للفريق بشكل واضح.
وفي غضون ذلك، من الواضح أن فابيو سيلفا، الذي تعاقد معه النادي قادما من بورتو البرتغالي مقابل 37 مليون إسترليني، يمتلك قدرات وإمكانيات هائلة، حيث يمتاز بالقوة البدنية والمهارة، وهو الأمر الذي ظهر في الهدف الرائع الذي سجله في مرمى وست بروميتش ألبيون بثقة عالية. لكنه لا يزال في الثامنة عشرة من عمره، ومن المؤكد أنه لم يكن ليشارك في عدد كبير من المباريات الآن لو لم يتعرض خيمينيز للإصابة. وبالتالي، كان من المنطقي تماماً أن يتعاقد النادي مع ويليان خوسيه في فترة الانتقالات الشتوية ليكون بديلاً لخيمينيز على المدى القصير.
وفي الآونة الأخيرة، كان هناك الكثير من الحديث عن افتقاد لاعبي ولفرهامبتون للثقة في أنفسهم، وهو الأمر الذي يعرض الفريق للمخاطر بشكل متزايد. لكن الحقيقة أن ولفرهامبتون كان دائماً فريق يتحلى بالحذر الشديد تحت قيادة نونو، وكان يعتمد في الأساس على الدفاع القوي، وخير دليل على ذلك أن الفريق جاء في المرتبة الخامسة بين جميع فرق المسابقة الموسم الماضي من حيث عدد الأهداف المستقبلة.
في الحقيقة، لم تتغير طريقة لعب ولفرهامبتون كثيراً، حتى مع تغير الشكل، والدليل على ذلك أن عدد التسديدات على مرمى المنافسين في كل مباراة، وعدد التسديدات على مرمى الفريق، ونسبة الاستحواذ على الكرة، ودقة التمريرات لم تختلف كثيرا عن الموسم الماضي. لكن ما تغير هو عدد هذه الفرص التي تم استغلالها، وعدد الأهداف التي استقبلها شباك الفريق منذ بداية اللعب بأربعة مدافعين في الخط الخلفي.
وبالتالي، يبدو الأمر بكل صراحة وكأن الفريق قد أصبح أقل فاعلية من الناحية الهجومية ويعاني من أزمة كبيرة في الثقة، وبدأ يتخلى عن طريقة اللعب التي ساعدته على تحقيق النجاح في السابق.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».