بسبب «كورونا»... مرضى السرطان يواجهون الوحدة خلال جلسات العلاج

جعلت قيود وباء «كورونا» العام الحالي أكثر صرامة بالنسبة للشباب الذين يعانون من مرض السرطان.
وكان على صوفي، مثل العديد من مرضى السرطان الآخرين، حضور المواعيد وجلسات العلاج وحدها، من دون وجود أفراد العائلة أو أصدقائها إلى جانبها، وفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).
وتقول الفتاة البالغة من العمر 24 عاماً: «كانت أمي تبكي، وبكيت أنا أيضاً، وكان عليها أن تتركني عند الباب وتذهب».
في العام الماضي، قيل لها إنها ستحتاج إلى فترة علاج في المستشفى مدتها خمسة أسابيع، على بعد 70 ميلاً من المنزل.
وتقول صوفي: «كان علينا أن نسافر إلى مانشستر، فذهبت برفقة أمي... وصلنا إلى الباب ومعي حقيبتي. كانت أمي خائفة من المغادرة، لأنها ربما كانت تفكر فيما إذا كنت سأخرج من هذا المستشفى أم لا».
واختلفت القواعد الخاصة بمن يمكنه زيارة المرضى في المستشفيات طوال فترة الوباء، لكن نصيحة هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا هي أن مرضى السرطان الشباب والصغار بالسن يجب أن يكونوا قادرين على الحصول على دعم الأصدقاء والعائلة خلال رحلة العلاج، لكن بطريقة آمنة من فيروس كورونا.
وكانت ميكايلا، البالغة من العمر 18 عاماً، من فروم، بحاجة إلى علاج من السرطان في مارس (آذار) الماضي. وكان لديها ثلاثة أسابيع من العلاج الإشعاعي وعلاج الخصوبة لتجميد البويضات وعملية أخذ خزعة.
وتمكنت والدة ميكايلا من الذهاب معها إلى جلستين من العلاج الكيميائي، لكن قواعد الإغلاق غيرت ذلك.
وكان على ميكايلا حضور المواعيد، وإجراء عملية زرع الخلايا الجذعية وحدها.
*تجربة «صعبة للغاية»
تقول كاثرين، البالغة من العمر 22 عاماً، من غويرنفيلد في فلينتشاير، والتي تعاني من سرطان الغدد الليمفاوية، إن احتمال عزلها في المستشفى لمدة تصل إلى ستة أسابيع دون وجود أي من أفراد عائلتها هناك يصعب فهمه.
وقالت: «سيكون من الصعب للغاية الانتقال من المنزل الذي يوجد فيه أبي وأمي وأخي إلى مكان ليس فيه أي من أفراد عائلتي... أعرف من الأصدقاء الذين يمرون بأشياء مماثلة أهمية وجود أفراد الأسرة إلى جانب المريض».
وأوضح متحدث باسم هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا إنه «من الواضح تماماً أن مرضى السرطان الشباب يجب أن يكونوا قادرين على الحصول على دعم من الأصدقاء والعائلة خلال جلسات العلاج، وهذا هو السبب في أن الإرشادات الوطنية صريحة بضرورة إعطائهم هذه الفرصة بطريقة آمنة من فيروس (كورونا)».
وأشار متحدث باسم وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية في إنجلترا إلى أن «هذا الوباء يمثل وقتاً صعباً بشكل فريد، ونعلم أنه صعب بشكل خاص للأشخاص الذين يعانون من مرض خطير. للتأكد من حصول المرضى على الرعاية والدعم الذي يحتاجون إليه، توصي إرشاداتنا الحالية بإمكانية حصول المرضى على مرافقة حيثما كان ذلك مناسباً وضرورياً، شريطة أن يحدث ذلك بطريقة آمنة من فيروس (كورونا)».