تمثل كرة القدم جزءا رئيسيا من حياة مئات ملايين المشجعين والمحبين حول العالم، لكنها لا ترتبط فقط بالشق العاطفي والجماهيري، لأنها باتت صناعة مكتملة الأركان بالسنوات الأخيرة، تؤثر بشكل واضح وصريح على مداخيل الأفراد والشركات واقتصاديات الدول، ولها ارتباط وثيق بعقود الرعاية والبث التلفزيوني، وحتى عوائد السياحة والإعلانات وكل ما يتعلق بالسفر وحضور المباريات وشراء التذاكر، وحتى تبادل الخبرات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لذلك فإن أي توقف جديد لهذه اللعبة قد يعني مزيداً من الخلل والخسائر لمجتمعات تعيش عليها وتتأثر بها.
ونتيجة لذلك فإن معظم الدول الكبيرة قررت استمرار النشاط الرياضي دون توقف، رغم تزايد الإصابات بجائحة كورونا وتوحش ما يعرف بالموجة الثانية وحتى الثالثة للفيروس، حيث أصرت الاتحادات العالمية والأوروبية على استكمال المسابقات الدولية والقارية والمحلية، سواء الدوريات الوطنية أو دوريات الأبطال على المستوى القاري، وهو النهج المسيطر على الوسط الكروي بالكامل في الوقت الراهن.
أمثلة عديدة على استمرار الدوريات رغم الإصابات وحتى الوفيات بالفيروس، حيث سجلت بريطانيا خلال شهر يناير (كانون الثاني) الماضي عدد إصابات يتراوح بين 40 إلى 55 ألف إصابة يومياً، مع عدد وفيات يصل إلى أكثر من 1000 حالة، لكن الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم أصر على استئناف بطولة البريمرليغ، ولعب الفرق كل ثلاثة أيام وحتى يومين، حرصاً على عدم توقف النشاط الرياضي وضرب هذه الصناعة في مقتل. وكما فعلت إنجلترا، سارت الدول الأوروبية الأخرى في الاتجاه نفسه، فالدوري الفرنسي استمر بكلاسيكو مارسيليا وباريس سان جيرمان، رغم اكتشاف 15.845 إصابة جديدة مع 171 حالة وفاة في المدن الفرنسية يوم المباراة. وبالمثل في إيطاليا، التي سجلت 11.641 إصابة جديدة مع 270 حالة وفاة بشكل شبه يومي، والدوري الإيطالي لم ولن يتوقف خلال الفترة القادمة، وهو النهج نفسه الذي اتبعه الإسبان في بطولة الليغا التي واصلت مبارياتها وسط حضور النجوم الكبار مثل ليونيل ميسي، رغم استمرار الحالات المصابة بكورونا في مختلف أنحاء البلد.
وكما الحال في أوروبا وأميركا ومختلف بقاع العالم، فإن المسؤولين في المملكة العربية السعودية لديهم الحرص الشديد على استكمال بطولة دوري المحترفين ومواصلة استئناف النشاطات الرياضية، جنباً لجنب مع اتباع الإجراءات الاحترازية ومكافحة كورونا بكل الطرق الممكنة والمشروعة، وسط التزام الجميع بالتعليمات من أجل السيطرة على الفيروس بالشكل المطلوب.
وبدأت الدول والاتحادات القارية في استحداث أساليب جديدة لمواجهة الجائحة، مثل نظام الفقاعة المتبع في كأس العالم للأندية بقطر. حيث تقتصر فيه حركة جميع المشاركين في البطولة، من لاعبين وإداريين ومنظمين، على أماكن الإقامة، وملاعب التدريب، والملاعب الرسمية التي تقام فيها المباريات، مما يقلل كثيراً من الإصابات والعدوى بين المشاركين.
كذلك اعتمد الاتحاد الأوروبي لكرة القدم على نظام الملاعب الآمنة، كقراره لعب مباراة الذهاب في دور الـ16 من منافسات دوري الأبطال بين لايبزيغ وليفربول في مدينة بودابست المجرية وليس في ألمانيا، بسبب القواعد المفروضة في ألمانيا للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد والتي تمنع دخول أشخاص قادمين من دول محددة إلى البلاد في ظل انتشار السلالة الجديدة من الفيروس.
الجدير بالذكر أن اتحاد كرة القدم السعودي أرسل مؤخراً خطاباً للأندية تضمن تقليص عدد الحضور ليكون 10 للمضيف و5 للضيف بدلاً من 30 للمضيف و20 للضيف، المعمول بها سابقاً، ضمن سلسلة من القرارات التي تضمن استمرار بطولة الدوري، رغم أنف كورونا وتحوراتها، وتؤكد سير الجهات الرياضية في المملكة على خطى معظم الدوريات الأوروبية والعالمية الكبيرة بضرورة مواصلة النشاط الرياضي ودوران عجلة هذه الصناعة في المستويات كافة.
الدوريات الوطنية في العالم تتحدى «موجات كورونا»
اتحاد الكرة السعودي طالب بتطبيق الاحترازات الصحية لاستمرار «دوري المحترفين»
الدوريات الوطنية في العالم تتحدى «موجات كورونا»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة