شاب عربي يسرق 20 ألف رصاصة من الجيش الإسرائيلي

مخاوف من تسربها إلى عالم الجريمة

قاعدة سلاح الجو الإسرائيلية التي اقتحمتها السيارة أمس (الدفاع الإسرائيلي)
قاعدة سلاح الجو الإسرائيلية التي اقتحمتها السيارة أمس (الدفاع الإسرائيلي)
TT

شاب عربي يسرق 20 ألف رصاصة من الجيش الإسرائيلي

قاعدة سلاح الجو الإسرائيلية التي اقتحمتها السيارة أمس (الدفاع الإسرائيلي)
قاعدة سلاح الجو الإسرائيلية التي اقتحمتها السيارة أمس (الدفاع الإسرائيلي)

تمكن شاب عربي من بدو النقب (فلسطينيي 48)، من اقتحام واحدة من أكبر قواعد سلاح الجو، في إسرائيل، التي تحتوي على طائرات «إف 35»، وتبلغ مساحتها مساحة تل أبيب. ورغم مطاردة قوات كبيرة من الشرطة والجيش وطائرة مروحية، أفلت الشاب واختفت آثاره.
جاء ذلك في وقت كشف فيه عن سرقة كبيرة أخرى من مخازن داخل معسكر للجيش الإسرائيلي، وقد أثارت هذه الحوادث قلقاً شديداً في إسرائيل، وانتقادات لاذعة للجيش، الذي أعلن، أمس الثلاثاء، أنه سيتخذ إجراءات صارمة لمواجهة هؤلاء «اللصوص المحترفين». وأجرت الشرطة العسكرية تحقيقاً سريعاً، اتضح منه أن هناك إهمالاً مفزعاً في حراسة القواعد العسكرية.
كانت قيادة الجيش الإسرائيلي، قد أعلنت الشهر الماضي، عن تشديد إجراءات الحراسة في معسكراتها، خصوصاً تلك القائمة على مقربة من بلدات عربية في الجنوب (النقب)، والشمال (الجليل)، بعد الكشف عن سرقة 93 ألف رصاصة وعدد من الأسلحة الأوتوماتيكية من معسكر «سدي تيمان» في النقب، التابع للواء المدرعات المشهور «غبعاتي». ولكن هذا المعسكر نفسه، تعرض أمس الثلاثاء، لسرقة صناديق تحتوي على 20 ألف رصاصة. وقال خبير عسكري بسخرية، إن «هذه السرقات وقعت، بالرغم عن إعلان الجيش الإسرائيلي استثماره عشرات ملايين الشواقل، في تحسين حراسة القواعد العسكرية ومخازن الأسلحة». ومع أن الجيش ادعى أنه «لم تتم سرقة أسلحة من مخازن تجري حراستها بالمعايير الجديدة»، فقد رفض المراقبون إعطاء أي تبرير كهذا. وأعربت قيادة لجنة المتابعة العربية في إسرائيل، أن «الجيش يتعاطى مع هذا الموضوع بعنجهية واستخفاف، وبذلك يتيح تسرب الأسلحة وكميات هائلة من الذخيرة إلى سوق عالم الإجرام، الذي يبيعها لكل من يرغب ويجني أرباحاً طائلة من ورائها. والمجتمع العربي (في إسرائيل) يدفع ثمن ذلك بالدم». وقال رئيس اللجنة، محمد بركة، إن تصرفات الجيش تجعلنا نشتبه بأن هناك مخططاً مقصوداً لإغراق بلداتنا بالأسلحة ونشر العنف الدموي، لإلهائنا عن القضايا المحرقة وعن النضال الوطني في سبيل حقوقنا».
وتم الكشف عن هذه السرقة بعد تورط الجيش في فضيحة جديدة تتعلق بحماية قاعدة سلاح الطيران «نتيفيم»، في النقب، مساء الاثنين. فقد اتضح أن شاباً عربياً من النقب، اشتبه به يسرق سيارة من بلدة ديمونا، فطاردته الشرطة، لكنه هرب باتجاه تلك القاعدة، ووجد الباب مفتوحاً، فدخل. وقام الحارس برفع حاجز المسامير في المدخل الثاني، مما تسبب في ثقب إطارات السيارة، لكنه لم يتوقف إلا بعد 200 متر. ثم خرج من السيارة وهرب إلى داخل القاعدة العسكرية. وأعلنت قيادة المعسكر عن حالة طوارئ، وأمرت النزلاء بالبقاء داخل الغرف، وراحت قوات كبيرة من الشرطة والجيش تفتش عنه طوال ساعات، مستخدمة طائرة مروحية للشرطة العسكرية. وتبين فجر أمس الثلاثاء، أن الشاب تمكن من الخروج من القاعدة العسكرية، بعد أن تسلق على سياجين شائكين على ارتفاع 5 أمتار، من دون اكتشافه. وأفادت مصادر إعلامية، بأن السياج الذي تسلق عليه المشتبه يحيط بالقاعدة العسكرية بطول يزيد عن 40 كيلومتراً.
ورجحت مصادر في الشرطة أن يكون المشتبه به، عربياً من إحدى القرى مسلوبة الاعتراف في النقب، وهي قرى تفتقر للخدمات الأساسية والبنى التحتية تحاول السلطات الإسرائيلية منع تطورها لدفع سكانها إلى الرحيل عنها، حتى تتم مصادرتها وإقامة مشاريع للسكان اليهود، محلها، مثل بلدات أو حدائق قومية أو مقرات عسكرية. وقد تسببت هذه السياسة، بنشوء أجيال من البؤساء، الذين يلجأ قسم كبير منهم إلى عالم الجريمة. وكانت القيادات العربية لدى فلسطينيي 48، قد حذرت كثيراً من أن إهمال هذه البلدات والتمسك بالسياسة العنصرية التي لا تكترث للإنسان العربي، ستقود إلى نتائج وخيمة ليس على العرب وحدهم، بل أيضاً على مؤسسات الدولة وعلى البلدات اليهودية أيضاً. لكن هذه السلطات لم تحرك ساكناً، ولم تفهم الرسالة.
وقال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، أمس، معلقاً على اقتحام قاعدة سلاح الجو، إن «هذا الحدث جنائي وليس أمنياً». وطمأن الجمهور، بأن «مطاردة المشتبه داخل القاعدة، لم يُشكل خطراً على المنشآت الأمنية وأسراب الطائرات المقاتلة، بينها طائرات F35».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.