آلاف العائلات الفلسطينية تنتظر «لم الشمل»

السلطة تقول إن إسرائيل تعاقبها برفض منح الاقامات

TT

آلاف العائلات الفلسطينية تنتظر «لم الشمل»

تناضل آلاف العائلات الفلسطينية للحصول على «لم شمل»، وهو قرار إسرائيلي يمنح مواطنين «مخالفين» عائدين من الخارج إلى الأراضي الفلسطينية، «هوية فلسطينية»، تعني أنه أصبح مواطناً يتمتع بكل الحقوق بما فيها السفر.
وقدم آلاف من الفلسطينيين خلال السنوات الماضية، طلبات إلى هيئة الشؤون المدنية الفلسطينية المعنية بالأمر، من أجل لم شملهم مع زوجاتهم وأبنائهم وذويهم في الضفة الغربية، لكن إسرائيل لم تتجاوب مع أي طلب، بعدما منحت حوالي 50 ألف مواطن هذا الحق قبل حوالي 10 سنوات.
وأطلق المتضررون، الشهر الماضي، حملة كبيرة بعنوان «لم الشمل حقي»، من أجل الضغط على الجهات المعنية، شملت مواقع على وسائل التواصل الاجتماعي ومقابلات مع وسائل الإعلام المحلية. وكتب المتضررون على الموقع الرسمي، في رسالة موجهة للرئيس الفلسطيني محمود عباس: «نحن العائلات المكلومة الملهوفة المظلومة المشتتة، المقيمين على أرض فلسطين ونحمل الجوازات الأجنبية من بلدنا الثاني العزيز على قلوبنا جميعاً، تقدمنا بطلب الحصول على لم الشمل، لنا ولعائلاتنا، منذ 21 عاماً ويزيد، وما زلنا على قائمة الانتظار الذي ما زال مجهول المعالم، حيث إن أزواجنا يحملون الهوية الفلسطينية، وأطفالنا ما زالوا مشتتين ما بين الضفة الغربية وقطاع غزة والمملكة الأردنية الهاشمية، ودول عربية أخرى. عند مراجعة وزارة الشؤون المدنية في رام الله ومنذ سنوات عدة، لم نسمع سوى كلمة الملف مجمد من الجانب الإسرائيلي(...). نحن نعاني بصمت حيث إننا لا نملك هوية لم الشمل، التي تشكل لنا حياة بأكملها، حيث الاسم والعنوان الذي يمنح الحياة في كل أرجاء الوطن لننعم بالعلاج والتعليم والتنقل والسفر. نرجو من سيادتكم أن ترأفوا بحالنا وعائلاتنا، وأن تبحثوا لنا عن مخرج من الأوضاع المؤلمة بشكل عاجل ولم شملنا وعائلاتنا».
ويأمل المتضررون أن تضغط السلطة على إسرائيل من أجل إنهاء الملف، لكن رئيس هيئة الشؤون المدنية حسين الشيخ، أكد لمتظاهرين منهم، الأحد، أن هذا الملف دائماً على طاولة البحث وإسرائيل ترفض التعاطي معه. وشدد على «المطالبة بالهوية ولم الشمل، حق وطني وأخلاقي وإنساني، هذه مشكلتنا الأولى مع الإسرائيليين، ودائماً هذا الملف على طاولة البحث معهم».
وتابع: «كنا نحصل على كوتة سنوية بلم شمل المواطنين، لكن منذ 10 سنوات توقف ذلك بقرار إسرائيلي». وأردف: «هذا جزء من العقوبات الإسرائيلية التي نواجهها يومياً».
وطالب الشيخ بتوسيع دائرة الفعل والحراك من خلال مؤسسات حقوقية وإنسانية، ومراسلة المؤسسات الدولية والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان، وتفعيل الملف ومتابعته من كل الجهات الحقوقية والقانونية في العالم. وأردف أن «إسرائيل منعت تحريك ملف لم الشمل، بالكامل، بحجة أمنية، لكني أعتقد أن القرار سياسي وليس أمنياً».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.