موجة اغتيالات جديدة تطال ناشطين في الحراك العراقي

اتهامات علنية لأتباع الصدر بالضلوع فيها... وتياره يحذر من {مخطط للفتنة}

صورة ترجع لشهر يناير الماضي لعناصر أمنية في إحدى نقاط التفتيش وسط بغداد (أ.ف.ب)
صورة ترجع لشهر يناير الماضي لعناصر أمنية في إحدى نقاط التفتيش وسط بغداد (أ.ف.ب)
TT

موجة اغتيالات جديدة تطال ناشطين في الحراك العراقي

صورة ترجع لشهر يناير الماضي لعناصر أمنية في إحدى نقاط التفتيش وسط بغداد (أ.ف.ب)
صورة ترجع لشهر يناير الماضي لعناصر أمنية في إحدى نقاط التفتيش وسط بغداد (أ.ف.ب)

تعيد موجة الاغتيالات والاعتداءات الجديدة ضد ناشطي الحراك العراقي إلى الأذهان ما تعرضت له جماعات الحراك من عمليات بطش وقتل واغتيال عقب اندلاع «انتفاضة تشرين» عام 2019، والأشهر التي تلتها وتسببت بمقتل وجرح واختطاف آلاف الناشطين. ووسط تكنهات بجولة احتجاجات جديدة، يتهم ناشطون علناً أتباع التيار الصدري، أو ما بات يسميها الحراك «ميليشيات الصدر»، بالضلوع في تلك الأعمال. وسجل شريط أحداث الحراك، أمس، اعتداءً على متظاهرين في النجف واغتيال 3 ناشطين في الناصرية، إلى جانب مواجهات وقعت بين متظاهرين وقوات الأمن في محافظة واسط.
واتهم الناشط أحمد الحلو، «سرايا السلام»، الجناح العسكري للتيار الصدري، بضربه والاعتداء عليه، مساء الاثنين، وأظهر شريط «فيديو» الحلو، وهو يتحدث بألم عن اعتداء تعرض له من عناصر السرايا، كما بدت آثار الضرب واضحة على وجهه.
والحلو متظاهر من محافظة بابل القريبة شارك، خلال الأيام الأخيرة، في إحياء الذكرى الأولى لحادث ساحة الاعتصام (مجزرة النجف) التي هاجمها عناصر يعتقد بانتمائهم للتيار الصدري، ما أوقع عشرات القتلى والجرحى بين صفوف المتظاهرين.
وفي النجف أيضاً، قامت عناصر مسلحة باختطاف الشاعر والناشط يوسف جبران، المعروف بمواقفه وقصائده الحادة التي تهاجم إيران وميليشياتها في العراق، ووجه الناشطون كالعادة أصابع الاتهام إلى أتباع الصدر.
وهاجمت والدة الناشط مهند القيسي، الذي قتل في أحداث النجف العام الماضي، مقتدى الصدر، بشدة، أمس، وحملته في كلمة مسجلة تداولها ناشطون على نطاق واسع المسؤولية الكاملة عن عمليات القتل والخطف التي طالت وتطال ناشطين. وقالت مخاطبة الصدر: «إنك من أمر أتباعك بتنفيذ مجزرة النجف العام الماضي، بشهادة ومعرفة المحافظ وقائد الشرطة وآلاف النجفيين». الناشط والمدون علي السنبلي من النجف أيضاً، تحدث عن «مداهمات وعمليات اختطاف وضرب المتظاهرين بسبب وجودهم ونشرهم في مواقع التواصل الاجتماعي، وحضورهم وإلقاء البعض منهم لقصائد بذكرى مجزرة النجف أمام مرأى ومسمع من حكومة النجف المحلية ومدير شرطتها». واعتبر أن «الوضع في النجف مقلق جداً وسط تسيد الميليشيات للأجواء الأمنية».
ووسط سكوت لافت من قبل الحكومتين الاتحادية والمحلية بشأن حالة التوتر القائمة في النجف بين الحراك وأتباع الصدر، يقول السنبلي: «لا أعلم لمن نوجه دعوة من أجل الضغط لفرض القانون وردع الميليشيات عن هذه العمليات الإجرامية».
كانت أهازيج وشعارات غاضبة أطلقها ناشطون، الجمعة الماضي، ضد مقتدى الصدر، حيث مقر إقامته في النجف، أثارت استياء ونقمة أتباع التيار الصدري.
بدوره، حذر المقرب من الصدر، صالح محمد العراقي، أمس، من مخطط جهات لإثارة الفتنة، وقال في بيان: «وصلتنا معلومات شبه مؤكدة بأن هناك اتفاقاً بعثياً داعشياً وبعض المندسين معهم للهجوم على بعض المقدسات في النجف الأشرف وكربلاء المقدسة والعاصمة بغداد». وأضاف أن «الاستهداف لا يخص المراقد الشيعية، إن جاز التعبير، إنما لنشر الفتنة والفوضى».
وفيما كانت الفصائل الموالية لإيران موضع اتهام دائم بالضلوع في عمليات القتل والاختطاف والاعتداء في الأيام والأشهر الأولى للانتفاضة، بات أتباع التيار الصدري، اليوم، في مرمى الاتهام.
وفي مدينة الناصرية، مركز محافظة ذي قار الجنوبية، نجا ثلاثة ناشطين من محاولة اغتيال من قبل مجهولين يستقلون دراجة نارية استهدفوا خلالها الناشطين علي عماد ورحيم هاشم بمنطقة صوب الشامية بإطلاقات نارية بطلق ناري، وأصيب عماد بأربع رصاصات أسقطته على الفور، وأصيب الناشط هاشم برصاصة في ساقه اليسرى، وأصيب ناشط آخر برفقتهم ببعض الكدمات والخدوش. وأفاد ناشطون بأن حالة علي عماد الذي نقل إلى المستشفى لتلقي العلاج غير مستقرة.
وتجددت المواجهات، أمس، بين المتظاهرين وقوات الأمن في محافظة واسط بعد قيام المتظاهرين بقطع طريق رئيس في المدينة، احتجاجاً على عدم إقالة المحافظ محمد جميل المياحي ونوابه من مناصبهم. وقال الناشط والمحامي سجاد سالم لـ«الشرق الأوسط»، إن «إصابات طفيفة وقعت بين صفوف الجانبين نتيجة استعمال الطوب والحصى في المواجهة، حيت لا تسمح السلطات لقوات الأمن باستعمال الأسلحة أو الرصاص الحي».
ويرى سالم أن «الأمور على وشك الانفلات في واسط، إذا لم تبادر الحكومة الاتحادية إلى تنفيذ مطالب المحتجين وإقالة المحافظ».
ويضيف سالم أن «سبب الانفلات المحتمل يعود إلى أن مدينتنا تحكمها عصابة مفوضة من المحافظ بالسيطرة على مواردها الاقتصادية مقابل استهداف المتظاهرين». ويؤكد أن «المحافظ يقوم بتجنيد تجار المخدرات والبلطجية وأصحاب السوابق لضرب المتظاهرين، وهؤلاء يصولون ويجولون في محافظتنا، بينما يخشى المتظاهر على حياته وحياة عائلته».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.