علماء: الدردشة والرسائل الفورية خلال الوباء قد تزيد التوتر

شعور الشخص بأن عليه الرد فورياً على الرسائل يجعله يشعر بالتوتر (رويترز)
شعور الشخص بأن عليه الرد فورياً على الرسائل يجعله يشعر بالتوتر (رويترز)
TT

علماء: الدردشة والرسائل الفورية خلال الوباء قد تزيد التوتر

شعور الشخص بأن عليه الرد فورياً على الرسائل يجعله يشعر بالتوتر (رويترز)
شعور الشخص بأن عليه الرد فورياً على الرسائل يجعله يشعر بالتوتر (رويترز)

في أوقات الأزمات، ينصح بعض الخبراء الأشخاص بزيادة التواصل مع غيرهم لتقليل توترهم وتحسين حالتهم النفسية، وهو الأمر الذي حدث بعد تفشي فيروس كورونا المستجد وتطبيق عدد من البلدان لإجراءات إغلاق صارمه لمواجهته، حيث أكد الخبراء مؤخراً على أهمية استخدام تطبيقات الدردشة والتراسل حفاظاً على الصحة العقلية.
ولكن رغم ذلك، فقد حذر عدد من العلماء من أن هذه التطبيقات قد تأتي بنتائج عكسية وتزيد من توتر الأشخاص، وذلك في تقرير نشرته شبكة «بي بي سي» البريطانية.
واستطلع التقرير آراء عدد من المواطنين البريطانيين الذين قالوا إنه عندما بدأ الإغلاق لأول مرة في مارس (آذار)، كانت الدردشات الجماعية والرسائل الفورية بمثابة شريان حياة بالنسبة لهم، حيث ساعدتهم على التواصل مع الأهل والأصدقاء خلال الأزمة.
ولكن مع استمرار الوباء، أكد أولئك الأشخاص أن الرسائل الفورية زادت من توترهم بدلاً من تقليله، نتيجة لمعاناتهم من حالة أطلق عليها العلماء اسم «الحمل الاجتماعي الزائد».
وأوضح العلماء أن شعور الشخص بأن عليه الرد فورياً على الرسائل الواردة في تطبيقات التراسل ومنصات الدردشة الجماعية يجعله يشعر بالتوتر.
وفي حال عدم الرد الفوري، فإن شعوره بأن لديه عشرات الرسائل التي لم يقرأها يزيد من توتره أيضاً.
ويقول إلياس أبو جودة، الطبيب النفسي في جامعة ستانفورد في كاليفورنيا: «أحد أسباب توترنا هو الدافع الداخلي لقراءة نص ما في الوقت الفعلي، وتوقع الشخص الذي أرسل لك الرسالة أيضاً بأنك ستستجيب في الوقت الفعلي». وأضاف: «عدم الاستجابة على الفور يجعلنا قلقين. إنه يمنحنا إحساساً بالتخلف عن الركب وكسر قاعدة رئيسية للاتصالات عبر الإنترنت».
ومن جهته، يقول بيرني هوغان، الباحث في معهد الإنترنت بجامعة أكسفورد: «عندما يتأخر الشخص في الرد على الرسائل الواردة في دردشة جماعية، يمكن أن تتراكم العشرات من هذه الرسائل بسرعة. ونتيجة لذلك فإن الشخص يشعر بتوتر شديد شبيه بالتوتر الذي ينتاب الموظفين عند تكدس البريد الإلكتروني للعمل». وتابع: «قبل الوباء، كان بإمكاننا استخدام عذر حياتنا المزدحمة لتبرير عدم الرد على رسالة ما لفترة طويلة. أما الآن، ومع إجراءات الإغلاق المطبقة في عدد من البلدان، أصبح الشخص ملزماً إلى حد كبير بالرد على الرسائل في فترة زمنية قصيرة».
أما فيل رايت، الباحث في الجمعية الأميركية لعلم النفس: «لا تحتاج في الواقع إلى عذر لعدم إرسال رسائل نصية إلى شخص ما على الفور. يجب علينا القيام بأشياء في حدود سيطرتنا لحماية صحتنا العقلية، يتضمن ذلك إيقاف إشعارات الهاتف وأخذ استراحة من الدردشة لبعض الوقت». وأضاف: «يمكن أن يتسبب ذلك في غضب بعض الأشخاص منك، ولكن وضع حدود بينك وبين غيرك أمر بالغ الأهمية».
وأكد رايت على أهمية أن يشرح الأشخاص لأصدقائهم بصراحة أنهم بحاجة إلى بعض الهدوء والراحة بدلاً من البحث عن أي حجج وتبريرات أخرى لتفادي غضبهم من عدم الرد على رسائلهم.


مقالات ذات صلة

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)
أوروبا أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» في نيويورك (أ.ب)

انتشر في 29 دولة... ماذا نعرف عن متحوّر «كورونا» الجديد «XEC»؟

اكتشف خبراء الصحة في المملكة المتحدة سلالة جديدة من فيروس «كورونا» المستجد، تُعرف باسم «إكس إي سي»، وذلك استعداداً لفصل الشتاء، حيث تميل الحالات إلى الزيادة.

يسرا سلامة (القاهرة)
صحتك طفل يخضع لاختبار الكشف عن فيروس كورونا (أرشيفية - أ.ب)

دراسة: «كورونا» يزيد من خطر إصابة الأطفال والمراهقين بالسكري

كشفت دراسة جديدة عن أن عدوى فيروس كورونا تزيد من خطر إصابة الأطفال والمراهقين بمرض السكري من النوع الثاني مقارنة بعدوى أمراض الجهاز التنفسي الأخرى.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

هيكل عظمي لـ5 أشخاص تفصل بينهم آلاف السنوات

فُسِّر اللغز لفكّ غموضه (مواقع التواصل)
فُسِّر اللغز لفكّ غموضه (مواقع التواصل)
TT

هيكل عظمي لـ5 أشخاص تفصل بينهم آلاف السنوات

فُسِّر اللغز لفكّ غموضه (مواقع التواصل)
فُسِّر اللغز لفكّ غموضه (مواقع التواصل)

حلَّ علماء آثار لغز هيكل عظمي غريب من بلجيكا يتكوّن من عظام 5 أشخاص عاشوا قبل 2500 عام متفرِّقين.

وذكرت «إندبندنت» أنّ الهيكل الذي اكتُشف في السبعينات دُفن في مقبرة رومانية بوضعية الجنين. اعتُقد بدايةً أنّ العظام تعود إلى القرن الثاني أو الثالث الميلادي، رغم أنّ ترتيب الجثة في وضعية الجنين كان غير معتاد في الحقبة الرومانية.

دفع دبّوس عظمي روماني بالقرب من الجمجمة علماء الآثار إلى تفسير البقايا على أنها تعود إلى امرأة عاشت بين أعوام 69 و210 بعد الميلاد خلال العصر الغالو-روماني. لكنّ تأريخ الكربون المشعّ للهيكل العظمي السليم عام 2019 كشف أنّ أجزاء منه أصلها روماني، وأخرى تعود إلى العصر الحجري الحديث.

وجد العلماء بصورة روتينية جثثاً بشرية تعرَّضت للتلاعب، لكنّ تجميع العظام من أشخاص مختلفين أمر نادر جداً. الأندر، هو الأفراد المركَّبون بعناصر هيكلية تفصل بينهم مئات أو حتى آلاف السنوات. لكن كيف التقت هذه المجموعة المختلطة من العظام في هيكل واحد؟ يشتبه الباحثون في أنّ مدفناً من العصر الحجري تعرَّض للعبث، وأعاد الرومان صياغته بعد 2500 عام بإضافة جمجمة جديدة وأشياء قبرية مثل دبوس العظم. برأيهم أن «ذلك ربما استلزم إصلاحاً من خلال إكمال أو بناء فرد له وجاهة في الحياة الأخرى. الاحتمال الآخر هو جَمْع الفرد بالكامل خلال الفترة الغالو-رومانية، مع الجَمْع بين عظام العصر الحجري الحديث المحلّية وجماجم من الفترة الرومانية».

يتابع العلماء أنّ الرومان، «مستوحين من الخرافات على الأرجح»، ربما جمعوا الهيكل العظمي المركَّب «للتواصل مع فرد احتلّ المنطقة قبلهم. وإما أنه لم يكن ثمة جمجمة في الأصل، وأضاف المجتمع الروماني الذي اكتشف المدفن جمجمة لإكمال الفرد، أو استبدلوا الجمجمة الموجودة من العصر الحجري الحديث بأخرى من العصر الروماني». ورغم أنّ الدافع لا يزال غامضاً، يخلُص الباحثون إلى أنّ «وجود» الفرد «كان مقصوداً بوضوح». فقد «اُختيرت العظام والموقع المناسب ورُتّبت العناصر بعناية لمحاكاة الترتيب التشريحي الصحيح؛ إذ يشير الدفن الناتج إلى عناية وتخطيط كبيرَيْن، فضلاً عن معرفة جيدة بالتشريح البشري».