رحيل الممثل الكندي كريستوفر بلامر عن 91 عاماً

نجم فيلم «صوت الموسيقى» والممثل الأكبر سناً الفائز بالأوسكار

كريستوفر بلامر (د.ب.أ)
كريستوفر بلامر (د.ب.أ)
TT

رحيل الممثل الكندي كريستوفر بلامر عن 91 عاماً

كريستوفر بلامر (د.ب.أ)
كريستوفر بلامر (د.ب.أ)

غيب الموت الممثل الكندي كريستوفر بلامر الذي شكل فيلم «ذي ساوند أوف ميوزيك» بداية شهرته، إذ توفي عن عمر 91 عاما، على ما أفاد مدير أعماله الجمعة.
وقال لو بيت الذي يتولى إدارة أعمال النجم الراحل منذ مدة طويلة «كان كريس رجلاً رائعاً أحب مهنته واحترمها بشدة»، مشيداً «بأسلوبه القديم الرائع».
وأضاف في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية أن بلامر «كان كنزاً وطنياً شديد التعلق بجذوره الكندية».
أما جولي أندروز التي مثلت معه في «ذي ساوند أوف ميوزيك» (صوت الموسيقى) فاعتبرت في بيان أن «العالم فقد اليوم ممثلاً بارعاً»، وأنها شخصياً فقدت «صديقاً عزيزاً». وتابعت «أعتز بذكريات عملنا وكل روح الدعابة والطرافة التي جمعتنا على مر السنين».
وترك بلامر الذي نشأ في مونتريال وراءه مسيرة مهنية استمرت 75 عاماً حفلت بأعمال باللغتين الإنجليزية والفرنسية.
في كندا، وصف رئيس الوزراء جاستن ترودو الممثل الراحل بأنه «رجل نبيل حقيقي ومحترف بارع». ورأى أن «كندا والعالم فقدا اليوم ممثلاً محبوباً ويشكل رمزاً». ولاحظ أن «بلامر كان ممثلاً خالداً أمتع ملايين الأشخاص حول العالم وألهم الكثيرين لامتهان الفنون».
ولم ينل كريستوف بلامر جائزة أوسكار إلا عندما بلغ الثانية والثمانين، إذ فاز بها عام 2012 عن دور داعم إلى جانب إيوان ماكغريغور والفرنسية ميلاني لوران في فيلم «بيغينيرز».
ورشح بلامر للأوسكار مرة ثانية بعد بضع سنوات عن فيلم «أول ذي ماني إن ذي وورلد» لريدلي سكوت، وقد حل فيه مكان كيفن سبايسي الذي كان يواجه اتهامات بالاعتداء الجنسي.
ولا يزال بلامر يعتبر حتى اليوم. إلا أن المفارقة أن اسم كريستوفر بلامر لا يزال غير معروف لعامة الناس رغم مشاركته في أكثر من مائة فيلم اتسمت بالتنوع، منها «تويلف مانكيز» لتيري غيليام، و«مالكوم إكس» لسبايك لي أو حتى «ستار تريك 6: ذي أنديسكافرد كإنتري» لنيكولاس ماير.
وتولى أخيراً دوراً في فيلم «نايفز أوت» للمخرج راين جونسون، إلى جانب دانيال كريغ وكريس إيفنز.
ونعاه الأخير على «تويتر» مستذكراً لحظات التصوير التي عزف خلالها كلاهما على البيانو بين اللقطات. وكتب «كابتن أميركا» في منشوره «يا لها من خسارة لا تصدق. قلة هم الذين كانت مسيرتهم الفنية بهذا الطول وبهذا التأثير».
أما مخرج «نايفز أوت» راين جونسون فوصف بلامر بـ«الأسطورة»، ملاحظاً أنه «عشق فنه وكان رجلاً نبيلاً». وأضاف في تعليق كتبه «أنا محظوظ جداً لأنني تشاركت معه في موقع تصوير واحداً». كذلك أشاد به الممثل جون كوزاك الذي مثل معه في فيلم «ماست لاف دوغز» عام 2005.
ورأى جورج تاكي الذي أدى دور «السيد سولو» في سلسلة «ستار تريك»، فاعتبر أن «صوت الموسيقى حزين اليوم»، واصفاً الراحل بأنه «عملاق المسرح والشاشة الصغيرة»، هو الذي عمل إلى جانبه في «ستار تريك 6».
وتوفي كريستوفر بلامر في منزله في ولاية كونيتيكت (شمال شرقي الولايات المتحدة)، وإلى جانبه زوجته إيلاين تايلور التي كان متزوجاً منها منذ 53 عاماً.



موسوعة لتوثيق أعمال سعيد العدوي مؤسس جماعة التجريبيين بمصر

أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
TT

موسوعة لتوثيق أعمال سعيد العدوي مؤسس جماعة التجريبيين بمصر

أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)

تأتي موسوعة الفنان سعيد العدوي (1938-1973) لترصد مسيرة مؤسس جماعة التجريبيين المصريين وأحد أبرز فناني الحفر والجرافيك في النصف الثاني من القرن العشرين.

وتتضمن الموسوعة، حسب قول المشرف عليها والباحث في شؤون الحركة الفنية المصرية الدكتور حسام رشوان، المئات من أعمال العدوي ويومياته ومذكراته واسكتشاته، مدعومة بعدد كبير من الدراسات التي تم إعداد بعضها خصوصاً من أجل هذه الموسوعة، ومعها دراسات أخرى نشرها أصحابها في صحف ومجلات ومطبوعات خاصة بالفن في مصر والوطن العربي.

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن مقدمة الدكتورة أمل نصر تتناول جميع المقالات، والزاوية التي نظر منها الناقد لأعمال العدوي موضع الدراسة، كما تقوم بقراءتها وتحليلها وبسط عناصرها أمام الباحثين ومحبي فنه».

موسوعة العدوي تضمنت اسكتشاته ورسوماته (الشرق الأوسط)

وتأتي موسوعة العدوي التي نشرتها مؤسسة «إيه آر جروب» التي يديرها الفنان أشرف رضا، في صورة مونوغراف جامع لكل أعماله، التي تعبق برائحة الماضي، وعالم الموشحات، وحلقات الذكر والمشعوذين، وعربات الكارو والحنطور، وتجمعات الموالد والأسواق والأضرحة، فضلاً عن لوحة «الجنازة» بعد رحيل عبد الناصر. وجمعت الموسوعة كل كراساته واسكتشاته بالكامل، ومذكراته الخاصة التي كتبها وتعتبر دراسات نفسية قام بكتابتها، وقد ساعدت هذه المذكرات النقاد والباحثين في فن العدوي على تناول أعماله بصورة مختلفة عن سابقيهم الذين تصدوا لفنه قبل ظهورها، وفق رشوان.

ولأعمال العدوي طابع خاص من الحروفيات والزخارف والرموز ابتكرها في إبداعاته وهي تخصه وحده، وتخرّج العدوي ضمن الدفعة الأولى في كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية عام 1962، وأسس مع زميليه محمود عبد الله ومصطفى عبد المعطي جماعة التجريبيين. وتأتي الموسوعة باللغة العربية في قطع كبير بالألوان، تزيد على 600 صفحة، من تصميم وتجهيز وإنتاج طباعي «إيه آر جروب» للتصميم والطباعة والنشر.

الموسوعة ضمت العديد من الأعمال الفنية ودراسات عنها (الشرق الأوسط)

وتتضمن الموسوعة، وفق رشوان، دراستين جديدتين للدكتور مصطفى عيسى، ودراسة لكل من الدكتورة ريم حسن، وريم الرفاعي، والدكتورة أمل نصر، ودراسة للدكتورة ماري تيريز عبد المسيح باللغة الإنجليزية، وجميعها تم إعدادها خصوصاً للموسوعة، وهناك دراسات كانت موجودة بالفعل للدكتور أحمد مصطفى، وكان قد جهّزها للموسوعة لكن عندما أصدرت مجلة فنون عدداً خاصاً عن فن العدوي قام بنشرها ضمن الملف، وإلى جانب ذلك هناك بحث عن أعمال العدوي للراحلين الدكتور شاكر عبد الحميد والفنان عز الدين نجيب وأحمد فؤاد سليم ومعهم عدد كبير من النقاد والفنانين الذي اهتموا برائد التجريبيين المصري وأعماله.

والتحق سعيد العدوي بمدرسة الفنون بالإسكندرية سنة 1957، وقبلها بعام كان في كلية الفنون بالزمالك، وقضى خمس سنوات لدراسة الفن في عروس البحر المتوسط، أما الأعمال التي تتضمنها الموسوعة وتوثق لها فتغطي حتى عام 1973؛ تاريخ وفاته. وهناك عدد من رسوم الكاريكاتير كان قد رسمها وقت عمله بالصحافة، وهذه الأعمال اهتمت بها الموسوعة ولم تتجاهلها لأنها تكشف عن قدرات كبيرة للعدوي وسعيه للدخول في مجالات عديدة من الفنون التشكيلية، وفق كلام رشوان.

من أعمال العدوي (الشرق الأوسط)

ولفت إلى أن «تراث العدوي بكامله بات متاحاً من خلال الموسوعة للباحثين في فنه والمهتمين بأعماله وتاريخ الفن التشكيلي المصري، وقد توفر لدى كتّاب الموسوعة عدد مهول بالمئات من اللوحات الكراسات والاسكتشات، فأي ورقة كان يرسم عليها اعتبرناها وثيقة وعملاً فنياً تساعد في الكشف عن رؤية العدوي التشكيلية وعالمه الخَلَّاق».

ولا تعتمد الموسوعة فكرة التسلسل الزمني، لكنها توثق عبر المقالات كل الأعمال التي تناولتها، من هنا بنى رشوان رؤيته وهو يرسم الخطوط الرئيسية لفن العدوي على الدراسات البانورامية التي تشتغل بحرية كاملة على الأعمال دون التقيد بتاريخها.

وسبق أن أصدر الدكتور حسام رشوان، بالاشتراك مع الباحثة والناقدة الفرنسية فاليري هيس، موسوعة فنية عن رائد التصوير المصري محمود سعيد عن دار «سكيرا» الإيطالية عام 2017 بمناسبة مرور 120 عاماً على ميلاد محمود سعيد، وتضمنت الموسوعة في جزئها الأول أكثر من 500 لوحة و11 مقالاً ودراسة نقدية.