«الحراك المدني» في لبنان يدعو إلى «استعادة الدولة المخطوفة»

المتظاهرون طالبوا الجامعة العربية والأمم المتحدة بحمايتهم

دقيقة صمت في وقفة احتجاجية على اغتيال لقمان سليم (الشرق الأوسط)
دقيقة صمت في وقفة احتجاجية على اغتيال لقمان سليم (الشرق الأوسط)
TT

«الحراك المدني» في لبنان يدعو إلى «استعادة الدولة المخطوفة»

دقيقة صمت في وقفة احتجاجية على اغتيال لقمان سليم (الشرق الأوسط)
دقيقة صمت في وقفة احتجاجية على اغتيال لقمان سليم (الشرق الأوسط)

نظمت مجموعات من «الحراك المدني» في لبنان وقفة احتجاجية رفضا لعودة أسلوب التصفيات، في حديقة سمير قصير في وسط بيروت حيث كانت دعوات لرص الصفوف واستعادة الدولة المخطوفة.
وبدأت الوقفة بدقيقة صمت تحية لروح الكاتب والناشط السياسي لقمان سليم، ثم تلا الكاتب السياسي حارث سليمان بياناً باسم المجموعات، أكد فيه «أنه لم تكن للقمان سليم ثقة بالتحقيقات التي تجريها النيابات القضائية بعدما اختبر عجزها في كل الاغتيالات السابقة فأصدر حكمه بنفسه في جريمة اغتياله»، مشيرا إلى أنه «قبل سنة خلت قال لقمان سليم أنا في خطر وحياتي مهددة، ومسؤولية حمايتي وأمني تقع على الجيش والأجهزة الأمنية».
وأضاف: «إذا كانت دول العالم تراهن على هذه المؤسسات العسكرية لتكون ضمانة وركيزة لإعادة بناء الدولة اللبنانية، فتدعمها عدة وتجهيزا وأسلحة، فقد آن الاوان لكل الدول الصديقة للبنان أن تضع أمام قيادات المؤسسات الأمنية والجيش رسالة بالحقيقة والخيار».
وتابع: «رحل لقمان سليم إلى طيب الذكر والسيرة، شهيدا حرا للكلمة والرأي، كان كاتبا وناشطا، لم يتبرأ يوما من محيطه، بل سكن ربوع ساحته، وقارع قوى الأمر الواقع فيها، بالحجة والشجاعة وأخلاق النبلاء، ليأتي الرد شنيعا بشعا بالاختطاف والرصاص وحقد البغضاء».
ودعا اللبنانيين وكل قوى المعارضة إلى «توحيد الصفوف ورصها في مواجهة الاستبداد واستباحة الدماء، من أجل استعادة الدولة المخطوفة وإعادة تكوين السلطة وصولا لدولة مدنية تحترم المواطن والإنسان وترسي مبادئ الحق والعدالة»، ومضيفا «على جامعة الدول العربية ودولها ومنظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن فيها، تأمين السبل والوسائل لحماية اللبنانيين من التداعيات الكارثية لممارسات السلطة».
وشدّد على أن «إدانة هذه المنظومة وممارسة أقسى الضغوط عليها، ومحاصرتها ستكون عونا لشعب لبنان في معركته العادلة والمشروعة، وإن أي انفتاح من المجتمع الدولي على المنظومة ستترجمه رخصة لها، لممارسة القمع والترهيب والقتل بحق كل اللبنانيين».



الحوثيون يعدون بسداد ديون صغار المودعين خلال 17 عاماً

الحوثيون سيطروا على البنك المركزي وصادروا الدين العام الداخلي والخارجي وأرباحه (أ.ف.ب)
الحوثيون سيطروا على البنك المركزي وصادروا الدين العام الداخلي والخارجي وأرباحه (أ.ف.ب)
TT

الحوثيون يعدون بسداد ديون صغار المودعين خلال 17 عاماً

الحوثيون سيطروا على البنك المركزي وصادروا الدين العام الداخلي والخارجي وأرباحه (أ.ف.ب)
الحوثيون سيطروا على البنك المركزي وصادروا الدين العام الداخلي والخارجي وأرباحه (أ.ف.ب)

أطلقت الجماعة الحوثية التي تختطف العاصمة اليمنية صنعاء ومحافظات أخرى في شمال البلاد، وعداً بسداد جزء من الدين الداخلي لصغار المودعين على أن يتم دفع هذه المبالغ خلال مدة زمنية قد تصل إلى نحو 17 عاماً، وذلك بعد أن صادرت الأرباح التي تكونت خلال 20 عاماً، وقامت بتحويل تلك الودائع إلى حسابات جارية.

وتضمنت رسالة موجهة من فواز قاسم البناء، وكيل قطاع الرقابة والإشراف على المؤسسات المالية في فرع البنك المركزي بصنعاء الخاضع لسيطرة الجماعة، ما أسماه آلية تسديد الدين العام المحلي لصغار المودعين فقط.

وحددت الرسالة المستحقين لذلك بأنهم من استثمروا أموالهم في أذون الخزانة، ولا تتجاوز ودائع أو استثمارات أي منهم ما يعادل مبلغ عشرين مليون ريال يمني (40 ألف دولار)، بحسب أرصدتهم الظاهرة بتاريخ 30 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

عاملة في البنك المركزي اليمني في صنعاء الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية (أ.ف.ب)

وسيتم الصرف - بحسب الرسالة - لمن تقدم من صغار المودعين بطلب استعادة أمواله بالعملة المحلية، وبما لا يتجاوز مبلغ نحو 200 دولار شهرياً للمودع الواحد، وهو ما يعني أن السداد سوف يستغرق 16 عاماً وثمانية أشهر، مع أن الجماعة سبق أن اتخذت قراراً بتصفير أرباح أذون الخزانة قبل أن تعود وتصدر قراراً بتحويل تلك الودائع إلى حسابات جارية، ما يعني حرمان المودعين من الأرباح.

جملة شروط

حدد الحوثيون في رسالتهم التي اطلعت عليها «الشرق الأوسط» موعد تقديم طلب الاستعاضة بدءاً من شهر فبراير (شباط) المقبل، وبشرط الالتزام بالتعليمات، وإرفاق المودع البيانات والتقارير المطلوبة، وضرورة أن يتضمن الطلب التزام البنوك الكامل بتنفيذ التعليمات الصادرة من إدارة فرع البنك المركزي.

وهددت الجماعة بإيقاف الاستعاضة في حال المخالفة، وحمّلوا أي بنك يخالف تعليماتهم كامل المسؤولية والنتائج والآثار المترتبة على عدم الالتزام.

صورة ضوئية لتوجيهات الحوثيين بشأن تعويض صغار المودعين

ووفق الشروط التي وضعتها الجماعة، سيتم فتح حساب خاص للخزينة في الإدارة العامة للبنك لتقييد المبالغ المستلمة من الحساب، ويكون حساب الخزينة منفصلاً عن حسابات الخزينة العامة الأخرى، كما سيتم فتح حسابات خزائن فرعية مماثلة لها في الفروع، على أن تتم تغذيتها من الحساب الخاص للخزينة في الإدارة العامة.

ومنعت الجماعة الحوثية قيد أي عملية دائنة بأرصدة غير نقدية إلى حسابات العملاء بعد تاريخ 30 نوفمبر، إلا بموافقة خطية مسبقة من قبل فرع البنك المركزي بصنعاء.

ويشترط البنك الخاضع للحوثيين تسليمه التقارير والبيانات اللازمة شهرياً أو عند الطلب، بما في ذلك التغيرات في أرصدة العملاء والمركز المالي، وأي بيانات أخرى يطلبها قطاع الرقابة، خلال فترة لا تتجاوز خمسة أيام عمل من بداية كل شهر أو من تاريخ الطلب، مع استمرار الفصل الكامل بين أرصدة العملاء غير النقدية والأرصدة النقدية، وعدم صرف الإيداعات النقدية للعملاء لسداد أرصدة غير نقدية.

ومع ذلك، استثنى قرار التعويض صغار المودعين المدينين للبنك أو الذين عليهم أي التزامات أخرى له.

1.2 مليون مودع

وفق مصادر اقتصادية، يبلغ إجمالي المودعين مليوناً ومئتي ألف مودع لدى البنوك في المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعة الحوثية، في حين تقدر عائداتهم بثلاثة مليارات دولار، وهي فوائد الدين الداخلي، لكن الجماعة الحوثية تصر على مصادرة هذه الأرباح بحجة منع الربا في المعاملات التجارية والقروض.

الحوثيون حولوا مقر البنك المركزي في صنعاء إلى موقع للفعاليات الطائفية (إعلام حوثي)

وبحسب المصادر، فإن هذه الخطوة تأتي محاولةً من الجماعة الحوثية للتخفيف من آثار قرارهم بمصادرة أرباح المودعين بحجة محاربة الربا، حيث يعيش القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الحوثيين حالة شلل تام بسبب التنفيذ القسري لقانون منع التعاملات الربوية، والذي قضى على مصداقية وثقة البنوك تجاه المودعين والمقترضين، كما ألغى العوائد المتراكمة لودائع المدخرين لدى البنوك، وعلى الفوائد المتراكمة لدى المقترضين من البنوك.

وأدى قرار الحوثيين بشطب الفوائد المتراكمة على أذون الخزانة والسندات الحكومية إلى تفاقم مشكلة ندرة السيولة في القطاع المصرفي؛ إذ تقدر قيمة أذون الخزانة والسندات الحكومية والفوائد المتراكمة عليها لأكثر من 20 سنة بأكثر من 5 تريليونات ريال يمني، وهو ما يعادل نحو 9 مليارات دولار، حيث تفرض الجماعة سعراً للدولار في مناطق سيطرتها يساوي 535 ريالاً.

كما جعل ذلك القرار البنوك في تلك المناطق غير قادرة على استرداد قروضها لدى المستثمرين، والتي تقدر بنحو تريليوني ريال يمني، والتي كانت تحصل على عوائد منها بما يقارب مليار دولار، والتي تبخرت بسبب قانون منع التعاملات الربوية.