أول انكماش في إندونيسيا منذ 20 عاماً

TT

أول انكماش في إندونيسيا منذ 20 عاماً

أظهرت بيانات رسمية نشرت الجمعة، أن اقتصاد إندونيسيا سجل خلال العام الماضي أول انكماش سنوي له منذ أكثر من عقدين، في الوقت الذي تكافح فيه البلاد من أجل احتواء جائحة كورونا.
وذكر مكتب الإحصاء المركزي الإندونيسي، أن الاقتصاد انكمش خلال العام الماضي بنسبة 2.07 في المائة من إجمالي الناتج المحلي مقارنة بالعام السابق. وسجل الاقتصاد انكماشاً بنسبة 2.19 في المائة خلال الربع الأخير من العام الماضي مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق عليه.
ويأتي ذلك في ظل زيادة مطردة في عدد الإصابات اليومية الجديدة بفيروس كورونا المستجد في إندونيسيا، مع عدم وجود أي مؤشر على تراجع الإصابات منذ رفع إجراءات الإغلاق جزئياً في البلاد في يونيو (حزيران) الماضي.
وتعتبر إندونيسيا، وهي رابع أكبر دولة من حيث عدد السكان في العالم، الأكبر في شرق آسيا من حيث عدد المصابين بفيروس كورونا المستجد، حيث وصل الإجمالي بها إلى أكثر من 1.1 مليون إصابة مؤكدة و31 ألف حالة وفاة.
وفي سياق ذي صلة، ذكر وزير تنسيق الشؤون الاقتصادية الإندونيسي، إيرلانغا هارتارتو في بيان، الجمعة، أن الحكومة لديها مهمة رئيسية تتمثل في تعزيز الاستهلاك المنزلي بما يتراوح ما بين 1.3 و1.8 في المائة في الربع الأول من العام الحالي، طبقاً لما ذكرته وكالة «بلومبرغ».
وستواصل الحكومة طرح برنامجها للمساعدة الاجتماعية بقيمة 148.66 تريليون روبية (نحو 10 مليارات دولار) حالياً، مع خضوع البرنامج للتغيير وفقاً للمتغيرات. وتتوقع الحكومة نمو الاستثمار بما بين 3 و4 في المائة في الربع الأول من العام. وذكرت «بلومبرغ»، أن الحكومة تتوقع أيضاً نمواً في الاستهلاك يتراوح ما بين 4 و5 في المائة في الربع الأول من العام، عندما يكون معدل الاستهلاك عادة ضئيلاً جداً. وستحول الحكومة التركيز والتخصيص في إنفاق الموازنة نحو قطاعات ستكون أكثر نفعاً للاقتصاد في الربع الأول من العام الحالي.



«المركزي الروسي»: الاقتصاد آمن بأسعار النفط الحالية ومهدد دون 60 دولاراً

العلم الروسي يرفرف فوق مقر البنك المركزي في موسكو (رويترز)
العلم الروسي يرفرف فوق مقر البنك المركزي في موسكو (رويترز)
TT

«المركزي الروسي»: الاقتصاد آمن بأسعار النفط الحالية ومهدد دون 60 دولاراً

العلم الروسي يرفرف فوق مقر البنك المركزي في موسكو (رويترز)
العلم الروسي يرفرف فوق مقر البنك المركزي في موسكو (رويترز)

قال البنك المركزي الروسي إن مستويات أسعار النفط الحالية لا تشكل تهديداً لاستقرار الاقتصاد الروسي، لكنها قد تتحول إلى تحدٍّ خطير إذا انخفضت الأسعار دون الهدف الذي حُدد في الموازنة والذي يبلغ 60 دولاراً للبرميل.

وتشكل عائدات النفط والغاز نحو ثلث إيرادات الموازنة الروسية، وعلى الرغم من التوقعات بتراجع هذه النسبة في السنوات المقبلة، فإن إيرادات السلع الأساسية تظل تلعب دوراً محورياً في الاقتصاد الروسي، كما أن سعر النفط بالروبل يعد عنصراً مهماً في الحسابات المالية للموازنة.

ووفقاً لحسابات «رويترز»، فإن سعر مزيج النفط الروسي «أورال» في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) قد تجاوز السعر المُستخدم في حسابات موازنة الدولة لعام 2024، وذلك بفضل الانخفاض الحاد في قيمة الروبل. وأكد البنك المركزي أن سعر النفط «أورال» بلغ 66.9 دولار للبرميل بداية من 15 نوفمبر.

وفي مراجعته السنوية، قال البنك المركزي: «لا تشكل مستويات أسعار النفط الحالية أي مخاطر على الاستقرار المالي لروسيا»، لكنه حذر من أنه «إذا انخفضت الأسعار دون المستوى المستهدف في الموازنة، البالغ 60 دولاراً للبرميل، فإن ذلك قد يشكل تحديات للاقتصاد والأسواق المالية، بالنظر إلى الحصة الكبيرة التي تمثلها إيرادات النفط في الصادرات الروسية».

كما أشار البنك إلى أن روسيا قد خفضت إنتاجها من النفط بنسبة 3 في المائة ليصل إلى 9.01 مليون برميل يومياً في الفترة من يناير (كانون الثاني) إلى أكتوبر (تشرين الأول)، وذلك في إطار التزامها باتفاقات مجموعة «أوبك بلس». وأضاف أن الخصم في سعر النفط الروسي مقارنة بسعر المؤشر العالمي قد تقلص إلى 14 في المائة في أكتوبر، مقارنة بـ 16-19 في المائة في الفترة من أبريل (نيسان) إلى مايو (أيار).

الإجراءات لدعم الروبل فعّالة

من جانبه، قال نائب محافظ البنك المركزي الروسي، فيليب جابونيا، إن البنك سيواصل اتباع سياسة سعر صرف الروبل العائم، مؤكداً أن التدابير التي اتخذها لدعم قيمة الروبل كافية وفعالة.

ووصل الروبل إلى أدنى مستوى له منذ مارس (آذار) 2022، إثر فرض أحدث جولة من العقوبات الأميركية على القطاع المالي الروسي. وفي خطوة لدعم العملة الوطنية، تدخل البنك المركزي، وأوقف شراء العملات الأجنبية بداية من 28 نوفمبر.

وفي مؤتمر صحافي، صرح جابونيا: «نعتقد أن التدابير المتبعة حالياً كافية، ونحن نلاحظ وجود مؤشرات على أن الوضع بدأ في الاستقرار». وأضاف: «إذا كانت التقلبات قصيرة الأجل الناجمة عن مشكلات الدفع تشكل تهديداً للاستقرار المالي، فنحن نمتلك مجموعة من الأدوات الفعّالة للتعامل مع هذا الوضع».

وأكد جابونيا أن سعر الفائدة القياسي المرتفع، الذي يبلغ حالياً 21 في المائة، يسهم في دعم الروبل، من خلال تعزيز جاذبية الأصول المقومة بالروبل، وتهدئة الطلب على الواردات.

وكانت أحدث العقوبات الأميركية على القطاع المالي الروسي قد استهدفت «غازبروم بنك»، الذي يتولى مدفوعات التجارة الروسية مع أوروبا، ويعد المصدر الرئيسي للعملات الأجنبية في السوق المحلية. وقد أدت هذه العقوبات إلى نقص حاد في سوق العملات الأجنبية الروسية، ما تَسَبَّبَ في حالة من الهلع واندفاع المستثمرين نحو شراء العملات الأجنبية. ورغم هذه التحديات، أصر المسؤولون الروس على أنه لا توجد أسباب جوهرية وراء تراجع قيمة الروبل.

النظام المصرفي يتمتع بمرونة عالية

وفي مراجعة للاستقرار المالي، يوم الجمعة، قال المركزي الروسي إن الشركات الصغيرة فقط هي التي تواجه مشكلات في الديون في الوقت الحالي، في وقت يشكو فيه بعض الشركات من تكاليف الاقتراض المرتفعة للغاية مع بلوغ أسعار الفائدة 21 في المائة.

وأضاف أن نمو المخاطر الائتمانية قد أدى إلى انخفاض طفيف في نسبة كفاية رأس المال للبنوك الروسية في الربعين الثاني والثالث، لكنه وصف القطاع المصرفي بأنه يتمتع بمرونة عالية. كما نصح البنوك بإجراء اختبارات ضغط عند تطوير منتجات القروض، بما في ذلك سيناريوهات تتضمن بقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترات طويلة.