أميركا لزيادة عدد اللاجئين المقبولين في أراضيها 8 أضعاف

إدارة بايدن تضع سقفاً لاستضافة 125 ألفاً... وبلينكن يسعى لمعالجة «الوضع المزري»

طالبو لجوء يحتجون خارج المفوضية المكسيكية لمساعدات اللاجئين في تاباتشولا في 20 يناير (إ.ب.أ)
طالبو لجوء يحتجون خارج المفوضية المكسيكية لمساعدات اللاجئين في تاباتشولا في 20 يناير (إ.ب.أ)
TT

أميركا لزيادة عدد اللاجئين المقبولين في أراضيها 8 أضعاف

طالبو لجوء يحتجون خارج المفوضية المكسيكية لمساعدات اللاجئين في تاباتشولا في 20 يناير (إ.ب.أ)
طالبو لجوء يحتجون خارج المفوضية المكسيكية لمساعدات اللاجئين في تاباتشولا في 20 يناير (إ.ب.أ)

باشر وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، اتخاذ خطوات لإبلاغ الكونغرس وعدد من الوكالات الفيدرالية بأن وزارته ستعمل على مضاعفة عدد اللاجئين الذين يمكن قبولهم في الولايات المتحدة، بنسبة تزيد على ثماني مرات عن المستوى الذي حددته إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب.
وكشفت تقارير أعدتها الهيئات المعنية أن الإدارة الجديدة تعتزم قبول ما يصل إلى 125 ألفاً من اللاجئين هذه السنة، علما بأن الإدارة السابقة خفضت الحد الأقصى لقبول اللاجئين إلى 15 ألفاً فقط. واتخذ وزير الخارجية هذه المقررات في سياق متابعة القرار التنفيذي الذي أصدره الرئيس جو بايدن قبل يومين، قائلاً إن «اللاجئين مرحب بهم في الولايات المتحدة»، التي تلتزم معاملة جميع الأفراد المتقدمين لبرامج اللجوء الأميركية «بكرامة واحترام ومن دون تمييز». وأكد بلينكن أنه يتطلع إلى «استعادة برنامج قبول اللاجئين في الولايات المتحدة والبرامج الإنسانية الأخرى للأجيال القادمة»، متعهداً بـ«إعادة بناء وتوسيع» هذه البرامج خلال الأشهر والسنوات المقبلة، بما يعكس بحسب قوله «قيمنا كأمة ويتناسب مع الحاجات العالمية، بما يتوافق مع قوانيننا المحلية والتزاماتنا الدولية»، فضلاً عن «المسؤولية عن سلامة وأمن الشعب الأميركي».
وتختلف هذه المقاربة بصورة كلية تماماً عن نهج أرساه الرئيس السابق دونالد ترمب، ويتعامل مع قضية اللجوء في الغالب باعتبارها تهديداً للأمن القومي للولايات المتحدة، ومصدراً للمزيد من التوترات الاجتماعية والدينية والعرقية للمجتمع الأميركي. وتأمل إدارة الرئيس بايدن في أن تؤدي المقاربة الجديدة إلى تحفيز الابتكار والاستفادة من الخبرة التكنولوجية لتعزيز فاعلية التدقيق الأمني واكتشاف الاحتيال، وتبسيط معالجة التطبيقات، وتعزيز عملية صنع القرار القائمة على البيانات. وكذلك يتوقع أن تعمل الخطوات الملموسة أيضاً على تحسين المشاركة والتنسيق على مستوى رفيع، وسد فجوات كبيرة في التوظيف في المناصب الأساسية المسؤولة عن عملية قبول اللاجئين والبرامج الإنسانية الأخرى. ويلغي القرار التنفيذي الذي أصدره بايدن الإجراءات التنفيذية التي تحدت روح قانون اللاجئين لعام 1980.
وشدد بلينكن على أن بلاده ستعالج القضايا المتراكمة، مع متابعة «عمليات الفحص الأمني التي تتسم بالفاعلية والإنصاف وتتوافق مع الأهداف الإنسانية لبرامجنا، وكذلك مصالح الأمن القومي والسياسة الخارجية للولايات المتحدة». ولاحظ أن برنامج قبول اللاجئين ما كان ليكون على ما هو عليه اليوم لولا ملايين الأميركيين (...) الذين رحبوا بسخاء باللاجئين من جميع أنحاء العالم». ووعد بـ«إنشاء روابط أوسع مع برامج الرعاية المجتمعية والخاصة التي من شأنها تعزيز البرنامج»، موضحاً أن هذا النهج «سيكمل النظام التقليدي للعمل مع شبكتنا من وكالات إعادة التوطين المحلية للترحيب باللاجئين الجدد وتوطينهم».
وضيقت إدارة ترمب ما يسمى مؤشرات «الأهلية» في عمليات اختيار اللاجئين لإعادة توطينهم، بما في ذلك الأشخاص المضطهدون بسبب الدين، بالإضافة إلى العراقيين الذين أدت مساعدتهم للولايات المتحدة إلى تعريض حياتهم للخطر.
وأشار بلينكن إلى أن وزارة الخارجية ستتشاور بانتظام مع سلطات الولايات والسلطات المحلية لتخطيط إعادة توطين اللاجئين، مشدداً على ضرورة الحصول على «دعم مستمر» من المشرعين الديمقراطيين والجمهوريين في الكونغرس. وأبدى حرصه على التشاور مع مجلسي النواب والشيوخ في شأن خطة بايدن لزيادة هدف العام المالي 2021 «بشكل كبير لمعالجة الوضع المزري للاجئين، وبدء عملية زيادة قدرة البرنامج على السماح بأهداف أعلى لقبول اللاجئين السنوي في السنوات المالية المقبلة».
وأمل سونيل فارغيز من مشروع المساعدة الدولية للاجئين في نيويورك، في أن يرفع بايدن هدف قبول اللاجئين «بشكل كبير على الفور»، مشيراً إلى الأزمات الإنسانية العديدة في العالم، بما فيها التي ظهرت أخيراً «مثل الوضع الذي يواجه المتظاهرين المؤيدين للديمقراطية في هونغ كونغ».
كذلك، قال بلينكن إن هذا الأمر «ليس إلا الخطوة الأولى في تنشيط برنامج قبول اللاجئين في الولايات المتحدة وتحسين البرامج الإنسانية الأخرى، حتى عندما نتعامل مع التحديات التي تفرضها جائحة (كوفيد – 19)»، موضحاً أن الرئيس بايدن «ينوي زيادة إعادة توطين اللاجئين بشكل كبير خلال السنوات الأربع المقبلة، ونحن ملتزمون بتوسيع نطاق عمليات إعادة توطين اللاجئين بأسرع ما يمكن». وإذ وصف رؤية بايدن بأنها «طموحة»، شدد على استعادة هذه العناصر الحاسمة لقيادة الولايات المتحدة في الشؤون الإنسانية عالمياً «في وقت يحتاج إلينا أكثر الناس ضعفاً في العالم».



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.