اعتقال زعيم «القاعدة في اليمن» خالد باطرفي

العملية أدت إلى مقتل نائبه سعد العولقي بمحافظة المهرة

خالد باطرفي زعيم فرع «تنظيم القاعدة في اليمن» (إ.ب.أ)
خالد باطرفي زعيم فرع «تنظيم القاعدة في اليمن» (إ.ب.أ)
TT

اعتقال زعيم «القاعدة في اليمن» خالد باطرفي

خالد باطرفي زعيم فرع «تنظيم القاعدة في اليمن» (إ.ب.أ)
خالد باطرفي زعيم فرع «تنظيم القاعدة في اليمن» (إ.ب.أ)

اعتُقل زعيم فرع «تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب» خالد باطرفي في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي في اليمن، حيث توجد هذه المجموعة الإرهابية التي تعدها واشنطن خطرة جداً، بشكل كبير، كما أفاد تقرير للأمم المتحدة نشر أول من أمس. والتقرير الذي أعدّه فريق مراقبة تابع للأمم المتحدة وأرسِل لمجلس الأمن، أشار إلى أنّ باطرفي المعروف باسم «أبو مقداد الكندي»، والذي تولّى قيادة تنظيم «القاعدة في شبه جزيرة العرب» قبل عام اعتُقل خلال «عمليّة في مدينة الغيضة بمحافظة المهرة في أكتوبر الماضي، أدّت أيضاً إلى مقتل نائبه سعد عاطف العولقي». والتقرير الصادر عن الفريق المتخصص بمراقبة الجماعات المتطرفة هو أول تأكيد رسمي لاعتقال باطرفي بعد تقارير غير مؤكدة. وكان المركز الأميركي لمراقبة المواقع الجهادية (سايت) أشار إلى «تقارير غير مؤكدة» في أكتوبر، عن اعتقال باطرفي من طرف قوات الأمن اليمنية. لكن التقرير الأممي لم يقدم مزيداً من التفاصيل حول عملية الاعتقال تلك، كما لم يكشف مكان باطرفي حالياً». ويعتبر باطرفي بمثابة كنز من المعلومات لوكالات مكافحة الإرهاب حول العالم، لما يختزنه من معلومات عن التنظيم الإرهابي.
ووفقاً لمركز «سايت» المتخصص بالشؤون الاستخباراتية، فإن سماح باطرفي بأن يعتقل على قيد الحياة عوضاً عن «الشهادة» مثل أسامة بن لادن سيكون مصدر إحراج كبيراً لـ«القاعدة»، خصوصاً بعد الخطاب الذي ألقاه خلال تنصيبه وقوله إن «استشهاد قادتنا دليل على الصدق في منهجنا». وباطرفي أصبح زعيم تنظيم «القاعدة في اليمن» في أوائل عام 2020 بعد أن قتل سلفه في غارة أميركية، ويبلغ عمر باطرفي 40 عاماً وهو من عائلة يمنية تدرب مع تنظيم القاعدة في أفغانستان قبل أحداث 11 سبتمبر (أيلول)، والهجوم على مركز التجارة في نيويورك. يذكر أنه في فبراير (شباط) من العام الماضي، أعلن التنظيم المتطرف مقتل زعيمه قاسم الريمي في غارة أميركية نفذتها طائرة من دون طيار (درون) في اليمن، وعين باطرفي خلفاً له. من جانبه، أكد مصدر محلي يمني مطلع على الأمر صحة ما ورد في التقرير. وقال لوكالة الصحافة الفرنسية إن «العملية أنهت دور باطرفي كزعيم للقاعدة في اليمن» وقتل نائبه سعد العولقي. وباطرفي الذي يعتقد أنه في الأربعينات من العمر تولى قيادة «القاعدة في اليمن» في فبراير 2020 بعد مقتل زعيمها السابق قاسم الريمي في ضربة جوية أميركية في اليمن.
تنظيم «قاعدة الجهاد في شبه جزيرة العرب» نشأ عام 2009 وتعده الولايات المتحدة أخطر فروع تنظيم القاعدة في العالم. وقد استغل الحرب الدائرة في اليمن منذ عام 2014 بين المتمردين الحوثيين والسلطة لتعزيز نفوذه في جنوب وجنوب شرقي البلاد. وشن التنظيم في السنوات الماضية هجمات في اليمن ضد المتمردين الحوثيين وكذلك ضد القوات الحكومية.
وقد تبنى هذا التنظيم هجمات في الولايات المتحدة وأوروبا، خصوصاً حصار أسبوعية «شارلي إيبدو» الساخرة الفرنسية في باريس عام 2015 الذي أوقع 12 قتيلاً وإطلاق نار أوقع ثلاثة قتلى عام 2019 في قاعدة مجوقلة أميركية في فلوريدا. ومنذ عام 2017، كثفت الولايات المتحدة هجماتها ضد هذه المجموعة. ويرى خبراء أن هذه الشبكة فقدت حالياً نفوذها. وقال تقرير الأمم المتحدة إنه «إلى جانب الخسائر التي سجلت في قيادته، يواجه فرع تنظيم (القاعدة في شبه جزيرة العرب) تفككاً في صفوفه بفعل انشقاقات قادها بشكل أساسي أحد المساعدين السابقين لباطرفي». إلا أن التقرير الأممي أعطى فكرة عن حال التنظيم الإرهابي، لافتاً إلى أن «القاعدة» بالإضافة إلى خسائره على مستوى القادة، فإنه يعاني من انشقاقات في صفوفه بجزيرة العرب، لا سيما بعد الضربات والهزائم الكبرى التي تلقاها في محافظة البيضاء باليمن. لكن التقرير حذر أيضاً من «التهديد المستمر» الذي لا يزال يشكله التنظيم الإرهابي في اليمن. وأشار خصوصاً إلى «هجوم كبير» أوقع عدة قتلى في لودر بمحافظة أبين رغم «الهدوء النسبي الذي ساد بعد اعتقال باطرفي».
في غضون ذلك، قال المحلل غريغوري دي جونسون الذي ألف كتاباً عن «القاعدة في جزيرة العرب»، إن الأمر «بالتأكيد انتكاسة» للتنظيم.
وأكد لوكالة الصحافة الفرنسية أن اعتقال باطرفي «يعني على الأرجح أن بإمكانه تقديم معلومات استخباراتية مهمة للدولة التي تحتجزه».
وبحسب جونسون، فإن التنظيم «في هذه اللحظة بأضعف مرحلة منذ تأسيسه في عام 2009. ولكن (في السابق) تم إضعاف جماعات مرتبطة بـ(القاعدة)، وحتى القضاء عليه في عام 2004 وعاد مرة أخرى».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يفرضون مقرراً دراسياً يُضفي القداسة على زعيمهم

العالم العربي قادة حوثيون في مطابع الكتاب المدرسي في صنعاء (إعلام حوثي)

الحوثيون يفرضون مقرراً دراسياً يُضفي القداسة على زعيمهم

تواصل الجماعة الحوثية إجراء تغييرات في المناهج التعليمية، بإضافة مواد تُمجِّد زعيمها ومؤسسها، بالتزامن مع اتهامات للغرب والمنظمات الدولية بالتآمر لتدمير التعليم

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي استعراض الجماعة الحوثية لقدراتها العسكرية في العاصمة صنعاء والتي تتضمن أسلحة نوعية (رويترز)

تقرير أُممي يتّهم الحوثيين بالتنسيق مع إرهابيين وجني عشرات الملايين بالقرصنة

تقرير جديد لفريق الخبراء الأُمميّين المعنيّ باليمن يكشف عن تعاون الحوثيين مع تنظيم «القاعدة»، و«حركة الشباب» الصومالية، وابتزاز وكالات الشحن الدولية.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي توقعات بإقصاء من يرفضون المشاركة في فعاليات الجماعة الحوثية من وظائفهم (رويترز)

انقلابيو اليمن يستكملون «حوثنة» المؤسسات بهياكل إدارية جديدة

بدأت الجماعة الحوثية بإعداد آلية لدمج عدد من مؤسسات الدولة وتقليص الهيكل الإداري لها وتغيير مهامها في سبيل المزيد من السيطرة والنفوذ عليها وأدلجتها.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي جانب من لقاء وزير التخطيط اليمني مع مسؤولي البنك الدولي على هامش زيارته لواشنطن (سبأ)

اليمن يقدم رؤية شاملة للبنك الدولي لإعادة هيكلة المشروعات التنموية

قدمت الحكومة اليمنية إلى البنك الدولي رؤية شاملة لإعادة هيكلة المشروعات، في مسعى لزيادة المخصصات المالية للبلاد.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي بمعية محافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان في زيارة سابقة للخطوط الأمامية بمأرب (سبأ)

الجيش اليمني يحذر من محاولة حوثية للعودة للحرب وإجهاض جهود السلام

تتصاعد حدة التوترات في عدة جبهات يمنية في ظل استمرار جماعة الحوثي في تحشيد عناصرها وحفر الخنادق، خصوصاً بمحافظة الحديدة على ساحل البحر الأحمر.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

اليمن... 219 ألف إصابة بالكوليرا أغلبها في مناطق سيطرة الحوثيين

59 ألف حالة اشتباه بالإصابة بالكوليرا في محافظتَي حجة والحديدة وحدهما (الأمم المتحدة)
59 ألف حالة اشتباه بالإصابة بالكوليرا في محافظتَي حجة والحديدة وحدهما (الأمم المتحدة)
TT

اليمن... 219 ألف إصابة بالكوليرا أغلبها في مناطق سيطرة الحوثيين

59 ألف حالة اشتباه بالإصابة بالكوليرا في محافظتَي حجة والحديدة وحدهما (الأمم المتحدة)
59 ألف حالة اشتباه بالإصابة بالكوليرا في محافظتَي حجة والحديدة وحدهما (الأمم المتحدة)

كشف تقرير أممي حديث عن أن حالات الكوليرا في اليمن ارتفعت إلى نحو 219 ألف حالة منذ مطلع العام الحالي، أغلب هذه الحالات تم تسجيلها في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، في حين استفاد أكثر من مليون شخص من خدمات توفير مياه الشرب النظيفة وخدمات الصرف الصحي المقدمة من الأمم المتحدة.

وأظهر تقرير مشترك صادر عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة وكتلة المياه والصرف الصحي في اليمن، أنه تم الإبلاغ عن أكثر من 219 ألف حالة اشتباه بالإسهال المائي الحاد والكوليرا في معظم أنحاء البلاد خلال الفترة من 1 يناير (كانون الثاني) وحتى 20 أكتوبر (تشرين الأول)، وكانت أغلب هذه الحالات في المحافظات الخاضعة لسيطرة الحوثيين، وتشكل ما نسبته أكثر من 80 في المائة من إجمالي الحالات المُبلَّغ عنها.

الحوثيون يواصلون التكتم على أعداد المصابين بالكوليرا (إعلام محلي)

وطبقاً لهذه البيانات، احتلت محافظة حجة قائمة المحافظات اليمنية في معدل حالات الإصابة بالوباء، حيث سُجل فيها نحو 35 ألف حالة، تلتها محافظة الحديدة بنحو 24 ألف حالة، ثم محافظة عمران التي سجلت 19 ألف حالة إصابة، ومن بعدها محافظتا إب وذمار بنحو 16 ألف حالة في كل واحدة منهما.

كما سجلت محافظة تعز 15 ألف حالة إصابة مشتبه بها، والعاصمة المختطفة صنعاء ومحافظتا الضالع والبيضاء بواقع 14 ألف إصابة في كل واحدة منها، في حين سجلت محافظة ريف صنعاء أكثر من 12 ألف إصابة، وسجلت محافظة صعدة المعقل الرئيسي للحوثيين 11 ألف إصابة، ومثل هذا العدد سُجل في محافظة المحويت الواقعة إلى الغرب من صنعاء، في حين سجلت بقية المحافظات 5 آلاف حالة.

وأظهر التقرير المشترك أن شركاء العمل الإنساني، وضمن جهود الاستجابة المشتركة لمواجهة تفشي وباء الكوليرا، تمكّنوا من الوصول إلى أكثر من مليون شخص بخدمات توفير المياه النظيفة والصرف الصحي ومستلزمات النظافة في 141 منطقة و128 موقعاً للنزوح الداخلي، منذ بداية العام.

شريان حياة

في تقرير آخر، أكد مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع أن الأحداث المناخية المتطرفة في اليمن خلقت عواقب مدمرة على المجتمعات الحضرية والريفية على حد سواء، وأن الطرق المقاومة للمناخ أصبحت شريان حياة للسكان، الذين يعانون بالفعل أزمة إنسانية مدمرة، حيث أدى مناخ البلاد شبه الجاف، إلى جانب الأحداث المناخية المتطرفة، إلى تفاقم نقاط الضعف القائمة.

وبيَّن المكتب أن تطوير البنية الأساسية المستدامة والمقاومة للمناخ والتي يمكنها تحمل الصدمات والضغوط المستقبلية بات أمراً ضرورياً لمعالجة الاحتياجات الهائلة للمجتمعات في جميع أنحاء البلاد.

الفيضانات ضاعفت معاناة سكان الريف في اليمن ودمَّرت طرقات وممتلكات (الأمم المتحدة)

وأوضح التقرير أنه من خلال مشروعين ممولين من قِبل مؤسسة التنمية الدولية التابعة للبنك الدولي، استجاب للتحديات الملحة المتمثلة في الأحداث المناخية المتطرفة المتزايدة الناجمة عن تغير المناخ في كل من المناطق الريفية والحضرية.

وذكر أن كثيراً من اليمنيين الذين يعتمدون على الزراعة في معيشتهم ومصدر غذائهم، أصبحوا أكثر عرضة لتأثيرات تغير المناخ، بما في ذلك ندرة المياه وأنماط هطول الأمطار غير المتوقعة وتآكل التربة، كما أن الفيضانات يمكن أن تقطع المجتمعات الريفية عن الخدمات الأساسية وتجعل من الصعب على المزارعين نقل منتجاتهم إلى الأسواق.

ولأن هذا المزيج، بحسب مكتب مشاريع الأمم المتحدة، أدى إلى انعدام الأمن الغذائي الشديد؛ فإن مكونات المشروع تستهدف إعادة تأهيل وتطوير 150 كيلومتراً من طرق الوصول الريفية، وبناء جسرين نموذجيين في مواقع استراتيجية ودعم صيانة 60 كيلومتراً من طرق الوصول إلى القرى و150 كيلومتراً من طرق الوصول الريفية من أجل ضمان الوصول الآمن والموثوق به إلى الأسواق والخدمات الاجتماعية والخدمات الأساسية للمجتمعات الريفية.

مشاريع الطرقات وفَّرت فرص عمل لعشرات الآلاف من اليمنيين (الأمم المتحدة)

ويركز المشروع على ترقية أسطح الطرق وتحسين الصرف واستخدام المواد الصديقة للمناخ، وإنشاء شبكة طرق يمكنها تحمُّل آثار تغير المناخ. بالإضافة إلى ذلك، يتم استخدام تقنيات تثبيت المنحدرات لمنع التآكل وحماية الطرق من الانهيارات الأرضية؛ مما يعزز مرونة البنية الأساسية الريفية.

ولتعزيز الاستدامة بشكل أكبر؛ يؤكد المكتب الأممي أنه يتم تنفيذ الأعمال من قِبل أكثر من 40 شركة محلية، وأن التدريب في بناء القدرات ونقل المعرفة ساعد حتى الآن في إيجاد نحو 400 ألف فرصة عمل، بما في ذلك 39 ألف فرصة للنساء.