شاشة الناقد

عن سماء لبنان وحروبه
• الفيلم : SOUS LE CIEL A‪’‬ALICE
• إخراج: ‪ كلوي مازلو‬
• فرنسا | دراما عاطفية (2020)
• تقييم: ****

كان من المفترض أن يُعرض هذا الفيلم الأول لمخرجته كلوي مازلو في نطاق «أسبوع النقاد» في مهرجان «كان» العام المنصرم. إلغاء الدورة بأسرها عوّم هذا الفيلم صوب مهرجانات أخرى ومن المحتمل أنه حسر الاهتمام الذي كان يرجوه لنفسه.
حكاية أليس (ألبا رورڤاشر) الفتاة السويسرية التي تعيش مع والديها عند سفوح الألب وقد تسلمت عرضي عمل في يوم واحد، الأول ينقلها إلى فرنسا والثاني إلى لبنان. هذا في عام 1957 أيام كان لبنان موقعاً شهياً يتمناه العديدون من الأوروبيين. وهي تشد الرحال إليه وتتعرف على جوزيف (وجدي معوّض) وتتزوّج منه وتنجب. هي سعيدة بحياتها وسط تقاليد العائلة التي ينتمي إليها زوجها، وهو سعيد بها وسعيد بمواصلة العمل على صاروخ لبناني يطمح للوصول إلى القمر.
قبل الوصول إلى هذه النقطة يفاجئنا هذا الفيلم الرقيق والعميق معاً باختياراته في الكيفية التي سيعرض فيها بعض ما يريده من مشاهد. مثلاً تعرض المخرجة جمال الريف السويسري عبر رسوم متحركة وجمال بيروت الخمسينات من خلال وثائقيات توفرها بعرض خلفي (Back Projection) نرى فيها ساحة الشهداء بمشاتها وسياراتها وصولاً لصالة سينما ريفولي ما بين الساحة والبحر. جانباً ما يظهر ملصق فيلم صلاح أبو سيف «الوسادة الخالية» (1957). ولنصف ساعة أولى تنتقل المخرجة بإبداع وبهجة بين الحي والرسم والتوثيق.
ثم تهمد اختيارات المخرجة كثيراً بعد ذلك وقد وصلت إلى محطة زمنية فارقة. إذ تغمر الحرب اللبنانية الوضع بدءاً من مجزرة عين الرمّانة (1975) تتغير أدوات المخرجة. تميل إلى الدراما عوض الجماليات السابقة وهي تعرض أزمة أليس التي ألفت الحياة اللبنانية وأحبّت زوجها المخلص لأحلامه الفضائية لكنها باتت تدرك استحالة الاستمرار.
رغم أن هناك مشاهد رمزية تشوبها السذاجة (حاجز يفصل بين مقاتلين وفتاة ترتدي شجرة أرز ترمز إلى لبنان المحبة) فإن فيلم كلوي مازلو يبقى بديعاً في سرده حكاية رومانسية بمعالجة مبتكرة فنياً وحيادية سياسياً (باستثناء مشاهد لقوات الردع لم تكن ضرورية). تغرف من حكاية تفيض بمشاعر حب لا يمكن لكاتبها إلا أن يكون عاشها كتجربة ذاتية. في الموازاة، تجربة المخرجة في المزج بين فورمات عمل مختلفة وسرد حكاية عاطفية صوب لبنان تنبض بمشاعر واقعية كما معايشة أسروية واقعية أمور تميز العمل عن كل فيلم اقترب سابقاً من هذا الموضوع الشائك.
نعمة | Bliss
• إخراج: ‪مايك كاهِل‬
• الولايات المتحدة | دراما عاطفية (2021)
يواصل المخرج مايك كاهِل ما بدأه قبل سنوات قليلة عندما أخرج «أرض أخرى» و«آي أوريجنز»: تقديم أفكار خيال علمية من بطولة شخصيات تلتقيها كل يوم. يختلف فيلمه الجديد من حيث إنه يحتوي على قصّة عاطفية بين سلمى حايك وأووِن ولسون الذي بات يعتقد بأنه يعيش داخل عالم خلقه الكومبيوتر وليس في رحاب عالمنا الفعلي. أداء جيد مع خفوت في عنصر التشويق.

كونوت | Conot
* إخراج: ‪كاووري أودا‬
* يابان- مكسيك | تسجيلي (2020)

كاووري أودا هو أحد تلامذة المخرج المجري بيلا تار لكن فيلمه الطويل الأول هذا لا يعكس الكثير من تعاليم المخرج المعتزل، بل يؤلف منهجه الذي يروق له وحده على الغالب. الغاية نبيلة وهي تصوير معتقدات قبائل مايان الساكنة في بعض ربوع المكسيك، لكن التنفيذ أمر آخر إذ يغرق - فعلياً - في ماء البحيرات بأمل أن يجد جواباً على السبب الذي من أجله درجت القبيلة على عبادة الماء.

ميا تضيّع فرصتها للانتقام | Mia Misses Her Revenge
* إخراج: ‪بوغدان تيودور أولتيانو‬
* رومانيا | دراما عاطفية (2021)

المبدأ الذي يقول إنه إذا لم تكن لديك حكاية فليس لديك فيلم ترويه ضاع في كل مرّة يفتقد فيلم ما السبب الذي من أجله تم تصويره. هذا الفيلم لا يختلف عن هذا المصير. الموقف الذي يبني عليه 81 دقيقة من الصور ينطلق من صفعة تتلقاها بطلة الفيلم من صديقها الغيور. تبعاً للصفعة تقرر إثارة غيرته أكثر بـ«تمثيل» مشهد غرامي بالهاتف وإرساله إليه. شخصيات ثرثارة وحبكة مفقودة.