الكاظمي يتهم قوى سياسية بجعل العراق «ساحة تسوية حسابات»

حملها مسؤولية «حرب استنزافية خسرتنا الكثير»

الكاظمي خلال الاجتماع أمس (رئاسة الحكومة العراقية)
الكاظمي خلال الاجتماع أمس (رئاسة الحكومة العراقية)
TT
20

الكاظمي يتهم قوى سياسية بجعل العراق «ساحة تسوية حسابات»

الكاظمي خلال الاجتماع أمس (رئاسة الحكومة العراقية)
الكاظمي خلال الاجتماع أمس (رئاسة الحكومة العراقية)

اتهم رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي قوى سياسية لم يسمها بجعل العراق ساحة لتسوية الحسابات والتسبب بخسائر كثيرة للبلاد، نتيجة سنوات من «حرب استنزافية».
وجاءت اتهامات الكاظمي في كلمة أمام أعضاء لجنة الأمن والدفاع في البرلمان، أمس، تناولت التطورات الأمنية التي شهدتها البلاد مؤخراً، وتصاعد الهجمات التي يشنها تنظيم «داعش» على المدنيين وقوات الأمن و«الحشد الشعبي».
وقال الكاظمي خلال اللقاء إنه «منذ اليوم الأول لتأسيس هذا النظام، لعبت بعض القوى دوراً أدى إلى أن يكون العراق ساحة لتسوية حسابات، وهذا سبب خسائر كثيرة لأولادنا وأهلنا، حيث عاش العراق سنوات من حرب استنزافية خسرتنا الكثير».
وأضاف: «لم تكن هناك حرب أهلية في العراق، بل كانت هناك جماعات حاولت أن تصنع أوهاماً، وخطف عناوين دينية وقومية لاستغلالها في أجندات سياسية ضد العراق»، في إشارة إلى أيام الحرب المذهبية التي اجتاحت البلاد بين عامي 2006 و2008.
وذكر الكاظمي أن «الحرب استنزفت منا الكثير، وكانت السبب الرئيس وراء الأزمة الاقتصادية، حيث لم نستطع أن نبني أنفسنا طوال السنوات الماضية لأننا انحصرنا في زاوية واحدة».
وحول التطورات الأمنية الأخيرة التي تشهدها البلاد، قال: «نواجه التحديات بقوة وباستمرارية. لدينا عمليات استباقية كل يوم. كانت لدينا يوم (أول من) أمس عملية مهمة استهدفت أربعة أهداف منها ما يسمى بوالي الجنوب، وقتلنا قبل أسبوع ما يسمى بوالي العراق، في عملية بطولية عراقية بامتياز».
وأكد أن قواته الأمنية «قادرة ولديها الإمكانية الكاملة لمواجهة التحديات، ولكنها تحتاج إلى الدعم والحماية، وأن تبقى مستقلة ومهنية، وشرط ألا ينعكس الوضع السياسي على الوضع الأمني». وجدد تعهده إجراء الانتخابات النيابية العامة المقررة في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. وأتى كلام الكاظمي في ظل هجمات لعناصر «داعش» في العراق، إذ تمكن التنظيم، أول من أمس، من مباغتة والهجوم على قوة من «الحشد الشعبي»، أثناء قيامها بعملية أمنية في منطقة نفط خانة شرق محافظة ديالى، وقتل خمسة من منتسبيه.
وفي محافظة الأنبار غرب العراق، شنت عناصر «داعش» هجوماً ضد قوات تابعة لـ«الحشد» أيضاً، أسفر عن إصابة اثنين. وأقيم أمس تشييع حاشد لجثامين قتلى «الحشد» في النجف، فيما شرعت قواته بعملية أمنية «واسعة» في مناطق نفط خانة التابعة لقضاء خانقين شرق محافظة ديالى، رداً على الهجوم.
وفي سياق متصل بنشاطات «داعش» في الأيام الأخيرة، أعلنت قيادة العمليات المشتركة العراقية، أمس، إحباط هجمات انتحارية بأربعة أحزمة ناسفة، كان التنظيم الإرهابي يخطط للقيام بها. وقال المتحدث باسم القيادة اللواء تحسين الخفاجي، في تصريحات، إن «القوات الأمنية نجحت في منع تنظيم (داعش) الإرهابي من شن هجمات انتحارية وإرهابية جديدة، من خلال الضربات النوعية ضد قيادات التنظيم البارزة».
وأضاف أن «القوات الأمنية تمكنت من قتل شخص يقوم بنقل الانتحاريين والتخطيط للهجمات الانتحارية، ووجدت أربعة أحزمة ناسفة كانت معدة لعمليات إرهابية انتحارية مقبلة».
كانت خلية الإعلام الأمني أعلنت، أول من أمس، عن مقتل أربعة عناصر بتنظيم «داعش» في ضربة جوية لطائرات التحالف الدولي في قضاء أبو غريب شمال بغداد، والعثور على أربعة أحزمة ناسفة في موقع الضربة. كما أعلن المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة، يحيى رسول، عن مقتل المشرف على التفجير بأحزمة ناسفة الذي وقع في ساحة الطيران وسط بغداد، الأسبوع قبل الماضي. وقال إن «جبار علي فياض، المكنى بـ(أبو حسن الغريباوي)، هو من أشرف على عملية ساحة الطيران، وقد قُتل بضربة جوية أميركية في قضاء أبو غريب بعد معلومات دقيقة قدمها الجانب العراقي إلى الجانب الأميركي».



وزراء عرب يناقشون خطة إعمار غزة مع مبعوث ترمب

جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
TT
20

وزراء عرب يناقشون خطة إعمار غزة مع مبعوث ترمب

جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)

ناقشت اللجنة الوزارية الخماسية بشأن غزة، الأربعاء، مع ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، خطة إعادة إعمار القطاع التي أقرتها القمة العربية الطارئة في القاهرة بتاريخ 4 مارس (آذار) الحالي.

جاء ذلك خلال اجتماع استضافته الدوحة، بمشاركة الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، والشيخ محمد بن عبد الرحمن رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، والدكتور أيمن الصفدي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني، والدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري، وخليفة المرر وزير الدولة بوزارة الخارجية الإماراتية، وحسين الشيخ أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.

وبحث المشاركون تطورات الأوضاع في غزة، واتفقوا على مواصلة التشاور والتنسيق بشأن الخطة كأساس لجهود إعادة إعمار القطاع، بحسب بيان صادر عن الاجتماع.

بدر عبد العاطي يلتقي ويتكوف على هامش الاجتماع في الدوحة (الخارجية المصرية)
بدر عبد العاطي يلتقي ويتكوف على هامش الاجتماع في الدوحة (الخارجية المصرية)

وأكد الوزراء العرب أهمية تثبيت وقف إطلاق النار في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، مشددين على ضرورة إطلاق جهد حقيقي لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، بما يضمن تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال.

وجدَّدوا تأكيد الحرص على استمرار الحوار لتعزيز التهدئة، والعمل المشترك من أجل ترسيخ الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة، عبر تكثيف الجهود الدبلوماسية، والتنسيق مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية.

وسبق الاجتماع لقاء للوزراء الخمسة العرب والمسؤول الفلسطيني، في الدوحة، بحثوا خلاله «سبل الترويج وحشد التمويل للخطة العربية الإسلامية للتعافي المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة، لا سيما في ظل استضافة مصر للمؤتمر الدولي لإعادة الإعمار بالتعاون مع الأمم المتحدة والحكومة الفلسطينية، وبحضور الدول والجهات المانحة»، بحسب الخارجية المصرية.

من لقاء الوزراء الخمسة العرب والمسؤول الفلسطيني في الدوحة (الخارجية المصرية)
من لقاء الوزراء الخمسة العرب والمسؤول الفلسطيني في الدوحة (الخارجية المصرية)

كان الاجتماع الوزاري الاستثنائي لمنظمة التعاون الإسلامي في جدة (غرب السعودية)، الجمعة الماضي، قد أكد دعم الخطة العربية لإعادة إعمار قطاع غزة، مع التمسُّك بحق الشعب الفلسطيني في البقاء على أرضه.

ورداً على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي في تصريحات أعقبت «اجتماع جدة»، إن الخطة أصبحت عربية - إسلامية، بعد تبنّي واعتماد «الوزاري الإسلامي» جميع مخرجات «قمة القاهرة»، مؤكداً السعي في الخطوة المقبلة لدعمها دولياً، عبر تبنيها من قِبل الاتحاد الأوروبي والأطراف الدولية؛ كاليابان وروسيا والصين وغيرها، للعمل على تنفيذها.

بدر عبد العاطي خلال مشاركته في الاجتماع الوزاري الإسلامي بمحافظة جدة (الخارجية المصرية)
بدر عبد العاطي خلال مشاركته في الاجتماع الوزاري الإسلامي بمحافظة جدة (الخارجية المصرية)

وأشار الوزير المصري إلى تواصله مع الأطراف الدولية بما فيها الجانب الأميركي، وقال إنه تحدّث «بشكل مسهب» مع مبعوث ترمب إلى الشرق الأوسط عن الخطة بمراحلها وجداولها الزمنية وتكاليفها المالية. وأضاف أن ويتكوف تحدث عن عناصر جاذبة حولها، وحسن نية وراءها.

إلى ذلك، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأربعاء، في بداية اجتماع بالبيت الأبيض مع رئيس الوزراء الآيرلندي مايكل مارتن: «لن يطرد أحد أحداً من غزة».

من جهته، دعا رئيس الوزراء الآيرلندي خلال لقائه ترمب، إلى وقف إطلاق النار في غزة، وقال: «نريد السلام، نريد إطلاق سراح الرهائن»، مضيفاً: «يجب إطلاق سراح جميع الرهائن، ويجب إدخال المساعدات إلى غزة».