مصادر سودانية ترجح تأجيل إعلان حكومة «السلام» الجديدة اليوم

المتحدث باسمها: قوائم المرشحين لم تكتمل

رئيس الوزراء عبد الله حمدوك (غيتي)
رئيس الوزراء عبد الله حمدوك (غيتي)
TT

مصادر سودانية ترجح تأجيل إعلان حكومة «السلام» الجديدة اليوم

رئيس الوزراء عبد الله حمدوك (غيتي)
رئيس الوزراء عبد الله حمدوك (غيتي)

بات من المرجح تأجيل تشكيل الحكومة الجديدة في السودان، التي كان من المقرر إعلانها اليوم (الخميس) حسب الجدول الزمني الذي اتفق عليه شركاء الحكم في البلاد الأسبوع الماضي، لاستكمال هياكل السلطة الانتقالية.
وقال المتحدث باسم الحكومة، وزير الإعلام والثقافة، فيصل محمد صالح، إن بعض مكونات التحالف الحاكم لم تسلم قوائم مرشحيها لرئيس الوزراء. وهي أول وزارة تشكل بعد توقيع اتفاقية السلام مع الجماعات المسلحة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وتتضمن في عضويتها عدداً من قادة الجماعات المسلحة الموقعة على السلام.
وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادرها أن المكونات التي لم تدفع بمرشحيها للوزارة الجديدة، العسكريين في مجلس السيادة الانتقالي، وتحالف الجبهة الثورية، وهي الحركات والأجسام الموقعة على اتفاقية سلام جوبا.
وتسلم رئيس الوزراء، عبد الله حمدوك الاثنين الماضي قائمة الترشيحات قوى التغيير في 17 وزارة، بالإضافة إلى ترشيحات حزب الأمة القومي في 4 وزارات من بينها وزارة الخارجية، وتبدو حظوظ مريم المهدي ابنة الزعيم الراحل لحزب الأمة الصادق المهدي الأكبر لتولي الوزارة. وتخضع قوائم الترشيحات في الوزارة الجديدة إلى الفحص الأمني، وهو إجراء تقوم به الأجهزة النظامية لكل الأشخاص الذين يتم تقديمهم لتقلد مناصب في كل مستويات السلطة الانتقالية. وشدد حمدوك في لقاءات مع الأحزاب السياسية على أهمية توافق قوى الثورة بشأن تشكيل الحكومة الجديدة وفق المعايير المتفق عليها.
وقضت اتفاقية السلام والوثيقة الدستورية على تشكيل حكومة جديدة في البلاد، تضم الفصائل المسلحة الموقعة على اتفاقية جوبا للسلام.
وتنص الوثيقة الدستورية الموقعة بين قوى (التغيير) والمجلس العسكري (المنحل) على منح المكون العسكري في مجلس السيادة، حق تعيين وزيري الدفاع والداخلية، بمشاورة قوى (التغيير)، ولم ترشح أي معلومات عن الأسماء المرشحة من قبل العسكريين.
وحصل أطراف عملية السلام، 5 وزارات، ومن أبرز مكوناتها، الحركة الشعبية - شمال - بقيادة مالك عقار، وحركة جيش تحرير السودان، بزعامة مني أركو مناوي، ومكونات الجبهة الثورية، برئاسة الهادي إدريس.
وسيطال التغيير غالبية الوزراء في الحكومة، عدا وزراء العدل والري والشؤون الدينية والأوقاف، حيث توافقت الأطراف كافة على الإبقاء عليهم في التشكيل الوزاري الجديد.
وكان مجلس شركاء الحكم في السودان حدد الرابع من فبراير (شباط) الحالي موعداً، لإعلان التشكيل الوزاري الجديد، واستكمال مجلس السيادة الانتقالي، بتعيين 3 أعضاء جدد من قادة أطراف عملية السلام.
واتفق الشركاء على تشكيل المجلس التشريعي الانتقالي في منتصف الشهر الحالي، بالإضافة إلى تكوين المفوضيات، وأبرزها مفوضية مكافحة الفساد.
وتشير متابعات الصحيفة إلى أن أقوى المرشحين لعضوية مجلس السيادة الانتقالي، رئيس الحركة الشعبية، مالك عقار، ورئيس الجبهة الثورية، الهادي إدريس، ورئيس حركة العدل والمساواة، جبريل إبراهيم.
ونصت اتفاقية السلام الموقعة بين الحكومة والحركات المسلحة على تمثيلها بنسبة 25 في المائة من مقاعد الحكومة الانتقالية و3 أعضاء في مجلس السيادة، و75 عضواً في المجلس التشريعي الانتقالي.
ورغم نجاح الحكومة الحالية برئاسة عبد الله حمدوك، في كثير من الملفات المهمة وعلى رأسها إزالة البلاد من قائمة الدول الراعية للإرهاب، فإنها تواجه أزمة اقتصادية خانقة جلبت لها الكثير من الانتقادات.



«الوفد» المصري يدخل أزمة جديدة بعد فصل أحد قادته

رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
TT

«الوفد» المصري يدخل أزمة جديدة بعد فصل أحد قادته

رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)

دخل حزب «الوفد» المصري العريق في أزمة جديدة، على خلفية قرار رئيسه عبد السند يمامة، فصل أحد قادة الحزب ورئيسه الأسبق الدكتور السيد البدوي، على خلفية انتقادات وجَّهها الأخير إلى الإدارة الحالية، وسط مطالبات باجتماع عاجل للهيئة العليا لاحتواء الأزمة، فيما حذَّر خبراء من «موجة انشقاقات» تضرب الحزب.

وانتقد البدوي في حديث تلفزيوني، دور حزب الوفد الراهن، في سياق حديثه عمّا عدَّه «ضعفاً للحياة الحزبية» في مصر. وأعرب البدوي عن استيائه من «تراجع أداء الحزب»، الذي وصفه بأنه «لا يمثل أغلبية ولا معارضة» ويعد «بلا شكل».

وذكر البدوي، أن «انعدام وجوده (الوفد) أفقد المعارضة قيمتها، حيث كان له دور بارز في المعارضة».

و«الوفد» من الأحزاب السياسية العريقة في مصر، وهو الثالث من حيث عدد المقاعد داخل البرلمان، بواقع 39 نائباً. في حين خاض رئيسه عبد السند يمامة، انتخابات الرئاسة الأخيرة، أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، وحصل على المركز الرابع والأخير.

المقر الرئيسي لحزب «الوفد» في القاهرة (حزب الوفد)

وأثارت تصريحات البدوي استياء يمامة، الذي أصدر مساء الأحد، قراراً بفصل البدوي من الحزب وجميع تشكيلاته.

القرار ووجه بانتقادات واسعة داخل الحزب الليبرالي، الذي يعود تأسيسه إلى عام 1919 على يد الزعيم التاريخي سعد زغلول، حيث اتهم عدد من قادة الحزب يمامة بمخالفة لائحة الحزب، داعين إلى اجتماع طارئ للهيئة العليا.

ووصف عضو الهيئة العليا للحزب فؤاد بدراوي قرار فصل البدوي بـ«الباطل»، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن «لائحة الحزب تنظم قرارات فصل أي قيادي بالحزب أو عضو بالهيئة العليا، حيث يتم تشكيل لجنة تضم 5 من قيادات الحزب للتحقيق معه، ثم تُرفع نتيجة التحقيق إلى (الهيئة العليا) لتتخذ قرارها».

وأكد بدراوي أن عدداً من قيادات الحزب «دعوا إلى اجتماع طارئ للهيئة العليا قد يُعقد خلال الساعات القادمة لبحث الأزمة واتخاذ قرار»، معتبراً أن «البدوي لم يخطئ، فقد أبدى رأياً سياسياً، وهو أمر جيد للحزب والحياة الحزبية».

ويتخوف مراقبون من أن تتسبب الأزمة في تعميق الخلافات الداخلية بالحزب، مما يؤدي إلى «موجة انشقاقات»، وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور طارق فهمي لـ«الشرق الأوسط» إن «مشكلة فصل البدوي قد تؤدي إلى موجة انشقاقات داخل الحزب، وهي ظاهرة مرشحة للتفاقم في الحياة السياسية المصرية خلال الفترة القادمة، فمشكلة (الوفد) مثل باقي الأحزاب... لا توجد قناعة بتعدد الآراء والاستماع لجميع وجهات النظر».

وأكد فهمي أن «اجتماع الهيئة العليا لحزب (الوفد) لن يحل الأزمة، والحل السياسي هو التوصل إلى تفاهم، للحيلولة دون حدوث انشقاقات، فمشكلة (الوفد) أنه يضم تيارات وقيادات كبيرة تحمل رؤى مختلفة دون وجود مبدأ استيعاب الآراء كافة، وهو ما يؤدي إلى تكرار أزمات الحزب».

وواجه الحزب أزمات داخلية متكررة خلال السنوات الأخيرة، كان أبرزها إعلان عدد من قياداته في مايو (أيار) 2015 إطلاق حملة توقيعات لسحب الثقة من رئيسه حينها السيد البدوي، على خلفية انقسامات تفاقمت بين قياداته، مما أدى إلى تدخل الرئيس عبد الفتاح السيسي في الأزمة، حيث اجتمع مع قادة «الوفد» داعياً جميع الأطراف إلى «إعلاء المصلحة الوطنية، ونبذ الخلافات والانقسامات، وتوحيد الصف، وتكاتف الجهود في مواجهة مختلف التحديات»، وفق بيان للرئاسة المصرية حينها.

وأبدى فهمي تخوفه من أن «عدم التوصل إلى توافق سياسي في الأزمة الحالية قد يؤدي إلى مواجهة سياسية بين قيادات (الوفد)، ومزيد من قرارات الفصل، وهو ما سيؤثر سلباً على مكانة الحزب».

في حين رأى نائب مدير «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» في مصر الدكتور عمرو هاشم ربيع، أن «(الوفد) سيتجاوز هذه الأزمة كما تجاوز مثلها»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الأزمة ستمر مثل كثير من الأزمات، لكنها لن تمر بسهولة، وستحدث عاصفة داخل الحزب».

واستنكر ربيع فصل أحد قيادات حزب ليبرالي بسبب رأيه، قائلاً: «من الغريب أن يقوم رئيس حزب ليبرالي ينادي بحرية التعبير بفصل أحد قياداته بسبب رأيه».

كان البدوي قد أعرب عن «صدمته» من قرار فصله، وقال في مداخلة تلفزيونية، مساء الأحد، إن القرار «غير قانوني وغير متوافق مع لائحة الحزب»، مؤكداً أنه «لا يحق لرئيس الحزب اتخاذ قرار الفصل بمفرده».

وأثار القرار ما وصفها مراقبون بـ«عاصفة حزبية»، وأبدى عدد كبير من أعضاء الهيئة العليا رفضهم القرار، وقال القيادي البارز بحزب «الوفد» منير فخري عبد النور، في مداخلة تلفزيونية، إن «القرار يأتي ضمن سلسلة قرارات مخالفة للائحة الحزب، ولا بد أن تجتمع الهيئة العليا لمناقشة القرار».

ورأى عضو الهيئة العليا لحزب «الوفد» عضو مجلس النواب محمد عبد العليم داوود، أن قرار فصل البدوي «خطير»، وقال في مداخلة تلفزيونية إن «القرار لا سند له ولا مرجعية».

وفي يوليو (تموز) الماضي، شهد الحزب أزمة كبرى أيضاً بسبب مقطع فيديو جرى تداوله على نطاق واسع، على منصات التواصل الاجتماعي، يتعلق بحديث لعدد من الأشخاص، قيل إنهم قيادات بحزب «الوفد»، عن بيع قطع أثرية؛ مما أثار اتهامات لهم بـ«الاتجار غير المشروع في الآثار».