الخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط»: لن نتهاون في تطبيق «قانون قيصر»

أكدت استخدام أدوات الضغط كافة للوصول إلى حل سلمي ينهي الصراع في سوريا

الخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط»: لن نتهاون في تطبيق «قانون قيصر»
TT

الخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط»: لن نتهاون في تطبيق «قانون قيصر»

الخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط»: لن نتهاون في تطبيق «قانون قيصر»

رغم أن خيارات إدارة جو بايدن السياسية الجديدة، والمسارات الاستراتيجية تجاه الأزمة السورية لم تتضح بعد، فإن تطبيق «قانون قيصر» واستخدام الأدوات كافة التي تقود إلى تطبيقه يبقى هو المرجع والأساس في المرحلة الحالية التي تتعامل فيه وزارة الخارجية، إلى حين أن تتضح الصورة أكثر خلال الفترة المقبلة، حسب اعتقاد أوساط في واشنطن.
وأكد متحدث باسم وزارة الخارجية لـ«الشرق الأوسط»، أن إدارة الرئيس بايدن «لن تتهاون في تطبيق (قانون قيصر) الذي تم فرضه خلال عام 2019، الإدارة السابقة بعد أن تم التصويت عليه في الكونغرس بشقيه النواب والشيوخ، مع الحفاظ على المسار الدبلوماسي في تسهيل العمل الإنساني والإغاثي، للوصول إلى حل سلمي في البلاد التي مزّقتها الحرب على مدار 10 أعوام».
وأفاد بأن الإدارة الجديدة «أخذت على عاتقها أمراً مهماً في تطبيق القانون، بألا تستهدف خطوط التجارة أو المساعدات أو الأنشطة الإنسانية للشعب السوري، كما أن القانون لن يستهدف الاقتصاد اللبناني ولا الشعب اللبناني»، مضيفاً «بكل تأكيد يستهدف (قانون قيصر) الأشخاص أو الكيانات التي تدعم نظام الأسد وتعيق التوصل إلى حل سياسي سلمي للنزاع على النحو الذي دعا إليه قرار مجلس الأمن رقم 2254».
وفيما يخص التعيينات الجديدة بوزارة الخارجية في الملف السوري، لم يعلّق المتحدث على تلك التعيينات الجديدة أو الأسماء المقترحة، بعد أن راج في وسائل الإعلام، أن الدبلوماسي ديفيد براونشتاين الذي خدم في السفارة الأميركية بوسط أفريقيا، سينتقل للعمل في الميدان في القواعد الأميركية العسكرية في الشمال الشرقي (منطقة الأكراد) خلفاً للسفير وليام روبوك الذي عمل هناك على الأرض بمنصب نائب المبعوث الأميركي للتحالف الدولي لمحاربة «داعش» في سوريا.
وكانت إدارة الرئيس جو بايدن أكدت أنها لن تنسحب من سوريا في أي وقت قريب، ولو لأسباب أخلاقية.
وفي سياق متصل، قال نيد برايس، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأميركية، في أول مؤتمر صحافي له أول من أمس، إن الإدارة الأميركية الجديدة ستجدد جهودها للترويج لتسوية سياسية في سوريا؛ بهدف إنهاء الحرب الأهلية، وذلك بالتشاور الوثيق مع حلفاء واشنطن وشركائها في الأمم المتحدة.
وأكد برايس، أن معالجة التسوية السياسية يجب أن تأخذ في الحسبان الأسباب الأساسية التي أدت إلى استمرار ما يقرب من عقد من الحرب الأهلية، وأن إدارة الرئيس بايدن ستستخدم الأدوات كافة المتاحة لها، بما في ذلك الضغط الاقتصادي، للضغط من أجل المساءلة وتحقيق إصلاح هادف في البلاد، ومواصلة دعم دور الأمم المتحدة في التفاوض على تسوية سياسية بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن رقم 2254.
وأضاف «سنعيد أيضاً قيادة الولايات المتحدة في تقديم المساعدة الإنسانية، وقد سمعتني أقول ذلك مرات عدة في هذا الإحاطة بالفعل. سوريا كارثة إنسانية، وعلينا أن نفعل المزيد لمساعدة السوريين المستضعفين النازحين داخل سوريا، وكذلك اللاجئون الذين فروا إلى الخارج».
في حين ذكرت العديد من وسائل الإعلام الأميركية، أنه من المتوقع استئناف الأحزاب الكردية السورية المتنافسة، للمحادثات التي توقفت منذ خروج إدارة الرئيس ترمب من السلطة، والتي تهدف في نهاية المطاف إلى الوحدة بين تلك الفصائل الكردية، وكانت تدعمها الولايات المتحدة.
وقالت صحيفة «مونيتور» بأن المحادثات ربما تعود هذا الأسبوع، بيد أن احتمالات التوصل إلى اتفاق تبدو بعيدة المنال أكثر من أي وقت مضى، على الرغم من التقدم الأولي، بحسب مصادر مطلعة على المفاوضات.
وحث مظلوم كوباني قائد «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) الذي يدير المحادثات مع وزارة الخارجية الأميركية، على مواصلة الاجتماع بين الأطراف. وقال في تغريدة بتاريخ 31 يناير (كانون الثاني) «هدفنا هو نجاح الحوار، الاتفاقات التي توصلنا إليها مهمة وتحمي مصالح شعبنا، ومن واجب الجميع الاستعداد لمرحلة الوحدة الجديدة».
وقالت وزارة الخارجية الأميركية في تغريدة بتاريخ 15 يناير، أي قبل أن تتسلم إدارة بايدن السلطة في البلاد، إنها لا تزال ملتزمة تعزيز الحوار بين الأكراد، لكن موقفها سوف يصبح أكثر وضوحاً عندما يتم تعيين مبعوث جديد إلى سوريا، ويتم ضبط سياسة سوريا الجديدة، ومن المرجح أن يكون لمنسق مجلس الأمن القومي للشرق الأوسط، بريت ماكغورك، الذي ساعد في صياغة التحالف المناهض للدولة الإسلامية مع الأكراد السوريين، دور كبير في تلك المحادثات.



ليبيا تعلن ترحيل نحو 370 مهاجراً من نيجيريا ومالي

السلطات الليبية تعلن ترحيل نحو 370 نيجيرياً ومالياً من المهاجرين غير النظاميين (أ.ف.ب)
السلطات الليبية تعلن ترحيل نحو 370 نيجيرياً ومالياً من المهاجرين غير النظاميين (أ.ف.ب)
TT

ليبيا تعلن ترحيل نحو 370 مهاجراً من نيجيريا ومالي

السلطات الليبية تعلن ترحيل نحو 370 نيجيرياً ومالياً من المهاجرين غير النظاميين (أ.ف.ب)
السلطات الليبية تعلن ترحيل نحو 370 نيجيرياً ومالياً من المهاجرين غير النظاميين (أ.ف.ب)

أعلنت السلطات الليبية، اليوم (الثلاثاء)، إعادة نحو 370 نيجيرياً ومالياً من المهاجرين غير النظاميين إلى هذين البلدين، بينهم أكثر من 100 امرأة وطفل.

وبحسب «وكالة الصحافة الفرنسية»، قال اللواء محمد بريدعة، المسؤول في جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية في وزارة الداخلية، إن «الجهاز بدأ اليوم عملية لإعادة المهاجرين غير الشرعيين إلى بلدانهم» في رحلتين: الأولى تقل 204 نيجيريين، والثانية تقل 165 مالياً.

ومن بين المهاجرين النيجيريين، هناك 108 نساء، و18 قاصراً، و9 أطفال.

وأكد المسؤول أن «رحلات المغادرة الطوعية هذه يتم تنظيمها بالتنسيق مع المنظمة الدولية للهجرة».

تساعد المنظمة الدولية للهجرة التي تنشط في جميع أنحاء ليبيا، من خلال برنامج العودة الإنسانية الطوعية، على تسهيل عودة المهاجرين الذين تقطّعت بهم السبل في ليبيا أو المُعرّضين للخطر.

استغل المهرِّبون مناخ عدم الاستقرار الذي يسود ليبيا منذ سقوط معمر القذافي في عام 2011 لتطوير شبكات الهجرة غير الشرعية.

وتعدّ ليبيا التي تقع على بعد 300 كيلومتر من ساحل إيطاليا، إحدى دول المغادرة الرئيسية في شمال أفريقيا لآلاف المهاجرين، معظمهم من جنوب الصحراء الكبرى الذين يرغبون في الوصول إلى أوروبا.

وكثيراً ما يتم اعتراض المهاجرين في أثناء عبورهم إلى إيطاليا ووضعهم في مراكز احتجاز، إضافة إلى القبض على عديد من المهاجرين الذي لا يحملون أوراقاً ثبوتية أو تصاريح إقامة.

وأضاف بريدعة أن «الاعتقالات تتم بعد تقديم شكوى إلى جهاز مكافحة الهجرة من قبل البلديات» التي يوجد فيها هؤلاء المهاجرون، «ثم يأمرنا مكتب المدعي العام باعتقالهم، حيث هم موجودون».

وقال حكيم، وهو نيجيري ينتظر ترحيله، إنه كان ينبغي منح المهاجرين وقتاً كافياً لتنظيم أنفسهم، في إشارة إلى سرعة اعتقالهم ونقلهم إلى مراكز الاحتجاز وترحيلهم.

وكان عماد الطرابلسي، وزير الداخلية في الحكومة المعترف بها من الأمم المتحدة ومقرها طرابلس، صرّح خلال مؤتمر صحافي في العاشر من يوليو (تموز) بأن «قضية الهجرة تتعلق بأمننا القومي»، مشيراً إلى أن «الوقت حان لحل هذه المشكلة» لأن «ليبيا لم تعد قادرة على الاستمرار في دفع الثمن».

وتشهد ليبيا فوضى عارمة منذ سقوط نظام معمر القذافي في عام 2011، وتدير شؤونها حكومتان: الأولى تسيطر على غرب البلاد ومقرّها طرابلس ويرأسها عبد الحميد الدبيبة وشُكّلت إثر حوار سياسي مطلع عام 2021، والثانية تسيطر على شرق البلاد ويرأسها أسامة حمّاد، وهي مكلّفة من مجلس النواب ومدعومة من المشير خليفة حفتر.