مصر تتمسك بخطوة إيجابية تجاه الفلسطينيين شرطاً لزيارة نتنياهو

TT

مصر تتمسك بخطوة إيجابية تجاه الفلسطينيين شرطاً لزيارة نتنياهو

كشفت مصادر سياسية في تل أبيب، أمس الأربعاء، عن أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، طلب أن يزور مصر قبل الانتخابات الإسرائيلية، ويلتقي الرئيس عبد الفتاح السيسي، ولكن القاهرة طلبت أن يقدم نتنياهو خلال الزيارة، أو قبلها، بادرة حسن نية أو أي خطوة إيجابية تجاه القضية الفلسطينية، مثل إعلان الالتزام بحل الدولتين.
وقالت هذه المصادر، وفقاً للموقع الإخباري العبري «واللا»، أمس، إن الزيارة كادت تتم في الخريف الماضي، لكن مصر تراجعت عندما قرر نتنياهو التوجه لانتخابات جديدة. وحسب تلك المصادر، وافقت القاهرة على استئناف الحوار حول زيارة كهذه، رغم اقتراب موعد الانتخابات في إسرائيل، لأن «المصريين مثل الإسرائيليين، قلقون للغاية من العلاقة مع إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، ويريدون أن يظهروا موقفاً يأخذ هذه العلاقة إلى مكان إيجابي، ويعتقدون أن موقعهم في دعم القضية الفلسطينية وقربهم من جميع أطراف الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، سيساعدهم في العلاقات مع البيت الأبيض. ولذلك يهمهم أن يظهروا شركاء في خطة بايدن لإعادة تفعيل الموضوع الفلسطيني، ويرون في زيارة نتنياهو خطوة مهمة في هذا الاتجاه، بشرط أن تترافق مع تغيير ما في الموقف الإسرائيلي»، الذي يتسم حالياً بالسلبية في هذه المعادلة.
وأضاف الموقع أن طلب نتنياهو زيارة مصر قيد البحث بين الطرفين منذ أشهر عدة، علماً بأن آخر زيارة رسمية وعلنية له تمت قبل عقد من الزمان، في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، ولم تتم في القاهرة؛ بل في شرم الشيخ. وادعى الموقع أن «نتنياهو زار مصر سراً مرات عدة، وحافظ على علاقات جيدة حتى مع الرئيس السابق، محمد مرسي. ولكنه يريد حالياً زيارة علنية للرئيس السيسي بالذات، بحكم العلاقات الجيدة التي تربط البلدين، بيد أن السيسي يطلب خطوة إيجابية من نتنياهو تلائم المرحلة وتساعد الطرفين، مثل أن يدلي نتنياهو ببيان قبل أو أثناء زيارته لمصر، يلتزم بموجبه بحل الدولتين، أو القيام ببعض الخطوات على الأرض».
لكن نتنياهو من طرفه يريد من الزيارة «تحسين وضعه في الحملة الانتخابية القاسية التي يخوضها، ولا يريد أن يعلن مواقف تجعله يخسر من قاعدته الانتخابية اليمينية، لذلك يعترض نتنياهو على الطلب المصري، ويقول إن الإدلاء بمثل هذا التصريح أو اتخاذ أي خطوة بشأن القضية الفلسطينية عشية الانتخابات، قد تصب في صالح منافسيه الكثيرين في اليمين».
يذكر أن رئيس المخابرات المصرية، عباس كامل، زار إسرائيل قبل أسبوعين، للتداول في موضوع الانتخابات الفلسطينية، وحاول الحصول على تعهدات بألا تقدم السلطات الإسرائيلية على تخريب هذه الانتخابات. ومع أن الحكومة الإسرائيلية برئاسة نتنياهو لا تتحمس لهذه الانتخابات، ولا تبدي أي استعداد لتشجيعها أو تسهيلها، إلا إنها أبدت تجاوباً مع الطلب المصري وتعهدت بألا تعرقلها.



بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
TT

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الخميس) إلى الأردن، مستهِلاً جولة لبحث الأزمة في سوريا بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أفاد صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية» كان ضمن فريق الصحافيين المرافق له في الطائرة.

وقال مسؤولون أميركيون، للصحافيين المرافقين، إن بلينكن المنتهية ولايته سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزيرَ خارجيته في مدينة العقبة (نحو 325 كيلومتراً جنوب عمان) على البحر الأحمر، في إطار سعيه إلى عملية «شاملة» لاختيار أعضاء الحكومة السورية المقبلة. وفور وصوله، توجَّه بلينكن إلى الاجتماع، ومن المقرر أن يسافر في وقت لاحق من اليوم إلى تركيا.

ودعا بلينكن إلى عملية «شاملة» لتشكيل الحكومة السورية المقبلة تتضمَّن حماية الأقليات، بعدما أنهت فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكم بشار الأسد المنتمي إلى الطائفة العلوية التي تُشكِّل أقلية في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، لدى إعلانها عن جولة بلينكن، إنه سيدعو إلى «قيام سلطة في سوريا لا توفر قاعدة للإرهاب أو تُشكِّل تهديداً لجيرانها»، في إشارة إلى المخاوف التي تُعبِّر عنها كل من تركيا، وإسرائيل التي نفَّذت مئات الغارات في البلد المجاور خلال الأيام الماضية. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إلى أنه خلال المناقشات في العقبة على البحر الأحمر «سيكرر بلينكن دعم الولايات المتحدة لانتقال جامع (...) نحو حكومة مسؤولة وتمثيلية». وسيناقش أيضاً «ضرورة (...) احترام حقوق الأقليات، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، ومنع تحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب أو أن تُشكِّل تهديداً لجيرانها، وضمان تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية وتدميرها بشكل آمن». وهذه الزيارة الثانية عشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، التي ردَّت بحملة عنيفة ومُدمِّرة ما زالت مستمرة على قطاع غزة.

وانتهت رحلة بلينكن السابقة بخيبة أمل بعد فشله في تأمين صفقة تنهي فيها إسرائيل و«حماس» الحرب في مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وسيغادر بلينكن منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل مع إدارة الرئيس جو بايدن.

ووصف الرئيس المنتخب دونالد ترمب الوضع في سوريا بـ«الفوضى». وقال إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتدخل، رغم أنه لم يوضح السياسة الأميركية منذ سقوط الأسد.