إدانات عربية وأوروبية لنقل سفارة كوسوفو إلى القدس

إعلان وزيرة خارجية كوسوفو إطلاق سفارة في القدس الاثنين الماضي (أ.ب)
إعلان وزيرة خارجية كوسوفو إطلاق سفارة في القدس الاثنين الماضي (أ.ب)
TT

إدانات عربية وأوروبية لنقل سفارة كوسوفو إلى القدس

إعلان وزيرة خارجية كوسوفو إطلاق سفارة في القدس الاثنين الماضي (أ.ب)
إعلان وزيرة خارجية كوسوفو إطلاق سفارة في القدس الاثنين الماضي (أ.ب)

أدان الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، ورئيس البرلمان العربي، عادل العسومي، في بيانين منفصلين، أمس، اعتراف كوسوفو بالقدس عاصمة لإسرائيل، وقرارها افتتاح سفارة في المدينة الواقعة تحت الاحتلال.
وأعرب أبو الغيط عن إدانته، بأشد العبارات، ما أقدمت عليه كوسوفو، مؤكداً أن «القرار عارٍ عن الشرعية، ويمثل خرقاً للقانون الدولي الذي يعتبر مدينة القدس أرضاً محتلة، ويحظر نقل السفارات إليها». وشدد أبو الغيط، على أن قرار كوسوفو يخرج على الإجماع الدولي في شأن افتتاح سفاراتٍ في القدس المحتلة، «والذي لم تخترقه سوى دولتين فقط حتى الآن، هما الولايات المتحدة وغواتيمالا»، مؤكداً أن قرارات مجلس الأمن صريحة في هذا الصدد، وعلى رأسها القرار 478 (لعام 1980)، «الذي يدين ضم إسرائيل للقدس الشرقية، ويحظر على الدول إقامة بعثات دبلوماسية في المدينة».
واعتبر الأمين العام للجامعة العربية، أن افتتاح سفارة لهذه الدولة أو تلك، في القدس، لا يغير من حقيقة كون المدينة واقعة تحت الاحتلال، ولا يمكن حسم مصيرها سوى بالتفاوض، باعتبار أن القدس تُمثل واحدة من أهم قضايا الحل النهائي بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي.
كذلك أدان رئيس (البرلمان العربي)، عادل العسومي، اعتراف كوسوفو بالقدس عاصمة لإسرائيل، مشيراً في هذا السياق إلى قرار مجلس الأمن رقم 2334 لعام 2016 بشأن عدم اعتراف مجلس الأمن بأي تغييرات تجريها القوة القائمة بالاحتلال، في القدس، بغير طريق المفاوضات.
وشدَّد رئيس البرلمان العربي، على أن قرار كوسوفو في هذا الشأن، ليس له أي أثر قانوني ويعتبر ملغيا وباطلا، بموجب القانون الدولي، مطالباً حكومة وبرلمان كوسوفو بـ«التراجع عن هذا القرار المخالف للشرعية الدولية، والالتزام بحالة الإجماع الدولي بشأن مدينة القدس المحتلة».
في السياق، نقلت صحيفة «يسرائيل هيوم» الإسرائيلية، تصريحات عن المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية، بيتر ستانو، الذي قال إن موقف الاتحاد الأوروبي بخصوص نقل سفارة كوسوفو للقدس، واضح، ويستند إلى قرار الأمم المتحدة، وإن سفارات الاتحاد الأوروبي، جميعها، يجب أن تكون في تل أبيب، ويتوقع من كوسوفو أن «تسير على هذا الخط وألا تخاطر بالمساس بهويتها الأوروبية». وأضاف ستانو، أن الاتحاد الأوروبي ملتزم بحل الدولتين عن طريق مفاوضات، ومن خلالها، يمكن إيجاد طريق لحل حول مكانة القدس عاصمة مستقبلية لكلتا الدولتين.



3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
TT

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)

على الرغم من مرور ستة عقود على قيام النظام الجمهوري في اليمن، وإنهاء نظام حكم الإمامة الذي كان يقوم على التمايز الطبقي، فإن نحو 3.5 مليون شخص من المهمشين لا يزالون من دون مستندات هوية وطنية حتى اليوم، وفق ما أفاد به تقرير دولي.

يأتي هذا فيما كشف برنامج الأغذية العالمي أنه طلب أكبر تمويل لعملياته الإنسانية في اليمن خلال العام المقبل من بين 86 دولة تواجه انعدام الأمن الغذائي.

لا يزال اليمن من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية في العالم (إعلام محلي)

وذكر المجلس النرويجي للاجئين في تقرير حديث أن عناصر المجتمع المهمش في اليمن يشكلون 10 في المائة من السكان (نحو 3.5 مليون شخص)، وأنه رغم أن لهم جذوراً تاريخية في البلاد، لكن معظمهم يفتقرون إلى أي شكل من أشكال الهوية القانونية أو إثبات جنسيتهم الوطنية، مع أنهم عاشوا في اليمن لأجيال عدة.

ويؤكد المجلس النرويجي أنه ومن دون الوثائق الأساسية، يُحرم هؤلاء من الوصول إلى الخدمات الأساسية، بما في ذلك الصحة، والتعليم، والمساعدات الحكومية، والمساعدات الإنسانية. ويواجهون تحديات في التحرك بحرية عبر نقاط التفتيش، ولا يمكنهم ممارسة الحقوق المدنية الأخرى، بما في ذلك تسجيل أعمالهم، وشراء وبيع وتأجير الممتلكات، والوصول إلى الأنظمة المالية والحوالات.

ووفق هذه البيانات، فقد أفاد 78 في المائة من المهمشين الذين شملهم استطلاع أجراه المجلس النرويجي للاجئين بأنهم لا يمتلكون بطاقة هوية وطنية، في حين يفتقر 42 في المائة من أطفال المهمشين إلى شهادة ميلاد.

ويصف المجلس الافتقار إلى المعلومات، وتكلفة الوثائق، والتمييز الاجتماعي بأنها العقبات الرئيسة التي تواجه هذه الفئة الاجتماعية، رغم عدم وجود أي قوانين تمييزية ضدهم أو معارضة الحكومة لدمجهم في المجتمع.

وقال إنه يدعم «الحصول على الهوية القانونية والوثائق المدنية بين المهمشين» في اليمن، بما يمكنهم من الحصول على أوراق الهوية، والحد من مخاطر الحماية، والمطالبة بفرص حياة مهمة في البلاد.

أكبر تمويل

طلبت الأمم المتحدة أعلى تمويل لعملياتها الإنسانية للعام المقبل لتغطية الاحتياجات الإنسانية لأكثر من 17 مليون شخص في اليمن يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد، بمبلغ قدره مليار ونصف المليار دولار.

وأفاد برنامج الأغذية العالمي في أحدث تقرير له بأن التمويل المطلوب لليمن هو الأعلى على الإطلاق من بين 86 بلداً حول العالم، كما يُعادل نحو 31 في المائة من إجمالي المبلغ المطلوب لعمليات برنامج الغذاء العالمي في 15 بلداً ضمن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وشرق أوروبا، والبالغ 4.9 مليار دولار، خلال العام المقبل.

الحوثيون تسببوا في نزوح 4.5 مليون يمني (إعلام محلي)

وأكد البرنامج أنه سيخصص هذا التمويل لتقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة في اليمن، حيث خلّف الصراع المستمر والأزمات المتعددة والمتداخلة الناشئة عنه، إضافة إلى الصدمات المناخية، 17.1 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

وأشار البرنامج إلى وجود 343 مليون شخص حول العالم يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بزيادة قدرها 10 في المائة عن العام الماضي، وأقل بقليل من الرقم القياسي الذي سجل أثناء وباء «كورونا»، ومن بين هؤلاء «نحو 1.9 مليون شخص على شفا المجاعة، خصوصاً في غزة والسودان، وبعض الجيوب في جنوب السودان وهايتي ومالي».

أزمة مستمرة

أكدت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن اليمن لا يزال واحداً من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية على مستوى العالم، حيث خلقت عشر سنوات من الصراع تقريباً نقاط ضعف، وزادت من تفاقمها، وتآكلت القدرة على الصمود والتكيف مع ذلك.

وذكرت المفوضية الأممية في تقرير حديث أن اليمن موطن لنحو 4.5 مليون نازح داخلياً، وأكثر من 60 ألف لاجئ وطالب لجوء. وهؤلاء الأفراد والأسر المتضررة من النزوح معرضون للخطر بشكل خاص، مع انخفاض القدرة على الوصول إلى الخدمات الأساسية وسبل العيش، ويواجهون كثيراً من مخاطر الحماية، غالباً يومياً.

التغيرات المناخية في اليمن ضاعفت من أزمة انعدام الأمن الغذائي (إعلام محلي)

ونبّه التقرير الأممي إلى أن كثيرين يلجأون إلى آليات التكيف الضارة للعيش، بما في ذلك تخطي الوجبات، والانقطاع عن الدراسة، وعمل الأطفال، والحصول على القروض، والانتقال إلى مأوى أقل جودة، والزواج المبكر.

وبيّنت المفوضية أن المساعدات النقدية هي من أكثر الطرق سرعة وكفاءة وفاعلية لدعم الأشخاص الضعفاء الذين أجبروا على الفرار من ديارهم وفي ظروف صعبة، لأنها تحترم استقلال الشخص وكرامته من خلال توفير شعور بالطبيعية والملكية، مما يسمح للأفراد والأسر المتضررة بتحديد ما يحتاجون إليه أكثر في ظروفهم.

وذكر التقرير أن أكثر من 90 في المائة من المستفيدين أكدوا أنهم يفضلون الدعم بالكامل أو جزئياً من خلال النقد، لأنه ومن خلال ذلك تستطيع الأسر شراء السلع والخدمات من الشركات المحلية، مما يعزز الاقتصاد المحلي.