كوخافي يوافق على حلف دفاعي أميركي ـ إسرائيلي

مع اتهامه بالرضوخ لضغوط نتنياهو

أفيف كوخافي (أ.ب)
أفيف كوخافي (أ.ب)
TT
20

كوخافي يوافق على حلف دفاعي أميركي ـ إسرائيلي

أفيف كوخافي (أ.ب)
أفيف كوخافي (أ.ب)

كشفت مصادر سياسية مقربة من رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، أن رئيس أركان الجيش، أفيف كوخافي، اقتنع بموقف القيادة السياسية وأبدى موافقته لإبرام اتفاق حلف دفاعي بين إسرائيل والولايات المتحدة، وذلك خلافاً للموقف التقليدي للجيش ولجهاز الأمن عموماً.
وقالت هذه المصادر، إن كوخافي كان قد رفض فكرة الحلف، مثل سائر القادة العسكريين، الذي يعتبرونه «حلفاً يقيد الجيش الإسرائيلي والموساد في عملياتهما العسكرية بشكل عام، وتلك التي تنفذ بعيداً وراء الحدود بشكل خاص». وبحسب صحيفة «هآرتس» العبرية، أمس الثلاثاء، فإن موافقة كوخافي جاءت نتيجة لممارسة ضغوط عليه من طرف نتنياهو.
المعروف أن فكرة تطوير العلاقات الأمنية العميقة والاستراتيجية القائمة حالياً بين البلدين إلى درجة «حلف دفاعي»، هي فكرة نتنياهو. وقد طرحها في شهر سبتمبر (أيلول) من سنة 2019، عشية الانتخابات البرلمانية، واعتبرتها قيادة الجيش، آنذاك، فكرة ظاهرها أمني وباطنها انتخابي»، وتعاملت معها كجزء من الحملة الانتخابية لحزب الليكود، «يحاول فيها نتنياهو أن يظهر نفسه زعيماً بمستوى عالمي، يقف في خندق واحد مع الرئيس الأميركي، دونالد ترمب». وقد استخف بها بعضهم ورفضها البعض الآخر من الجنرالات، لكونها تكبل أيدي إسرائيل في عملياتها. وعاد نتنياهو ليطرح الموضوع نفسه في المعركة الانتخابية التالية التي جرت بعد نصف سنة، في مارس (آذار) 2020، ولكنه هذه المرة كسب تصريحاً من ترمب نفسه أعرب خلاله عن تأييد الفكرة، وإنه تداول فيها مع نتنياهو.
ومع تصعيد التوتر بين إسرائيل وإيران في الشهور الأخيرة، بقي الموضوع ساخناً في مداولات المؤسسة الأمنية، وفي اللقاءات المشتركة مع القيادة السياسية التي تتم عادة في الكابنيت (المجلس الوزاري الأمني المصغر في الحكومة الإسرائيلية). وأوضح الجنرالات عن مخاوفهم من حلف دفاعي مع واشنطن، لعدة أسباب، ووفقاً لتقرير «هآرتس»، فقد عبر عنها أحد كبار العسكريين على النحو التالي: «حلف كهذا، يشكل تحدياً استفزازياً لروسيا، التي قد تنتقم وتقيد الغارات الإسرائيلية على المواقع الإيرانية في سوريا، وسيلزم إسرائيل بأخذ المصالح الأميركية في العراق بالحسبان ويمنع غارات إسرائيلية ضد أهداف إيرانية هناك. ثم وطالما أنه حلف دفاع مشترك، فقد تتورط إسرائيل في حروب ليست لها. وهناك احتمال أن تطلب الولايات المتحدة ألا تستخدم إسرائيل أسلحة أميركية، في حال شنت هجمات تتعارض مع المصالح الأميركية في الشرق الأوسط».
وتولى في حينه أربعة رؤساء أركان سابقون، بينهم ثلاثة وزراء أمن، مهمة الدفاع عن موقف الجيش، وهم غادي آيزنكوت وبيني غانتس وغابي أشكنازي وموشيه يعالون. وقال آيزنكوت، في حينه: «إسرائيل ليست بحاجة إلى حلف دفاعي، وهذا أمر لا ينبغي الاعتناء به». واعتبر غانتس، وزير الأمن الحالي، أن حلفاً كهذا «سيقيد قدرة الجيش الإسرائيلي في الدفاع عن دولة إسرائيل أمام التهديدات الماثلة أمامها».
ورد نتنياهو ومؤيدوه على ذلك، قائلين، إن ترمب وافق على طلبهم بأن يكون حلف كهذا، أحادي الجانب، للدفاع عن إسرائيل فقط، ومن دون التزام الجيش الإسرائيلي بالمشاركة في مهمات ينفذها الجيش الأميركي. لكن مسؤولي جهاز الأمن، اعتبروا أن إدارة أميركية مستقبلية قد تطلب تنفيذ التحالف بشكل متبادل وعدم الالتزام بتفاهمات بين نتنياهو وترمب. ولذلك لم يتم التقدم في الموضوع. غير أن نتنياهو عاد حاليا إلى إثارته، وهذه المرة عن طريق كوخافي.



وفيات الكوليرا في اليمن ترتفع 37 %

نقص التمويل في اليمن أغرق 47 مركزاً لعلاج الإسهال و234 مركزاً للتغذية (إعلام محلي)
نقص التمويل في اليمن أغرق 47 مركزاً لعلاج الإسهال و234 مركزاً للتغذية (إعلام محلي)
TT
20

وفيات الكوليرا في اليمن ترتفع 37 %

نقص التمويل في اليمن أغرق 47 مركزاً لعلاج الإسهال و234 مركزاً للتغذية (إعلام محلي)
نقص التمويل في اليمن أغرق 47 مركزاً لعلاج الإسهال و234 مركزاً للتغذية (إعلام محلي)

زادت الوفيات بالكوليرا في اليمن بنسبة 37 في المائة، في الوقت الذي أظهرت فيه بيانات حكومية وأخرى أممية ارتفاع عدد الإصابات بمرض حمى الضنك إلى أكثر من 1400 حالة خلال أول شهرَيْن من العام الحالي، إذ احتلّت محافظة حضرموت الصدارة في عدد الإصابات المسجلة.

ووفق بيانات منظمة الصحة العالمية، تمّ رصد 1456 حالة اشتباه بحمى الضنك في المحافظات الجنوبية الشرقية من اليمن منذ بداية هذا العام، ولهذا دشنت حملة جديدة لمكافحة الحمى في 8 محافظات بدعم من إدارة الحماية المدنية وعمليات المساعدات الإنسانية التابعة للاتحاد الأوروبي، وبهدف القضاء على مواقع تكاثر البعوض الناقل للمرض.

وتظهر بيانات المنظمة أن المحافظات الجنوبية الشرقية من اليمن سجلت العام الماضي 9901 حالة إصابة بحمى الضنك، من بينها 9 وفيات، في حين أكدت دائرة الترصد الوبائي في مكتب الصحة في منطقة ساحل حضرموت تسجيل 331 حالة اشتباه بالإصابة بحمى الضنك والكوليرا والحصبة، منذ بداية هذا العام وحتى 4 مارس (آذار) الحالي.

وحسب بيان دائرة الترصد الوبائي، فإن أغلب حالات الإصابة كانت بحمى الضنك بعدد 167 حالة، وتصدّرت مدينة المكلا عاصمة المحافظة القائمة في عدد الإصابات المسجلة بـ68 حالة، تلتها مديرية بروم ميفع بـ40، وغيل باوزير بـ19، ثم حجر بـ15، وأرياف المكلا 14، وتوزّعت بقية الحالات على مديريات الديس وغيل بن يمين، والشحر.

التصدي للكوليرا في اليمن يتطلّب تدخلات عاجلة وشاملة (الأمم المتحدة)
التصدي للكوليرا في اليمن يتطلّب تدخلات عاجلة وشاملة (الأمم المتحدة)

وأظهرت البيانات الحكومية ارتفاع حالات الاشتباه بالكوليرا إلى 81 حالة، سجلت أغلبها في مديرية حجر بعدد 36 حالة، ثم مديرية بروم ميفع 32، ومدينة المكلا 4 حالات، ومثلها في غيل باوزير، في حين بلغت حالات الاشتباه بالحصبة 83 حالة، أغلبها في عاصمة المحافظة 23 حالة، ثم مديرية غيل باوزير بـ21، ثم مديرية الديس بـ17، والشحر 11 حالة، وتوزّعت بقية الحالات على بقية مديريات ساحل حضرموت.

تعافي الحالات

مع ذلك، أكدت دائرة الترصد الوبائي أن نحو 99 في المائة من حالات الإصابة المسجلة بهذه الأمراض تماثلت للتعافي، بعدد 329، في حين تبيّن أن 57 في المائة من حالات الحصبة كانت لمصابين غير مطعّمين ولم يتلقوا أي جرعة من اللقاحات.

وكانت منظمة الصحة العالمية قد ذكرت أن اليمن يتحمّل العبء الأكبر من حالات الإصابة بالكوليرا على الصعيد العالمي، مشيرة إلى أن البلاد عانت من سريان الكوليرا بصفة مستمرة لسنوات عديدة، وسجلت بين عامي 2017 و2020 أكبر فاشية للكوليرا في التاريخ الحديث.

57 % من حالات الإصابة بالحصبة في اليمن كانت لأطفال غير مطعّمين (الأمم المتحدة)
57 % من حالات الإصابة بالحصبة في اليمن كانت لأطفال غير مطعّمين (الأمم المتحدة)

وبيّنت أنه حتى 1 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أبلغ اليمن عن 249 ألف حالة مشتبه في إصابتها بالكوليرا، وحدوث 861 وفاة مرتبطة بهذا المرض منذ بداية العام الماضي. وذكرت أن هذا العدد يشكّل 35 في المائة من العبء العالمي للكوليرا، و18 في المائة من الوفيات المبلغ عنها عالمياً.

وقالت المنظمة الأممية إن عدد الحالات والوفيات المبلغ عنها ارتفع قبل نهاية العام الماضي بنسبة 37 في المائة و27 في المائة، مقارنة بالفترة نفسها من العام الذي سبقه، وأعادت أسباب ارتفاع أرقام الإصابات والوفيات إلى إضافة بيانات أكثر تفصيلاً من جميع المحافظات اليمنية.

نقص التمويل

أكد ممثل منظمة الصحة العالمية ورئيس بعثتها لدى اليمن، أرتورو بيسيغان، أن فاشيات الأمراض المنقولة بالمياه، مثل الكوليرا والإسهال المائي الحاد، تفرض عبئاً إضافياً على النظام الصحي الذي يعاني بالفعل من فاشيات أمراض متعددة.

وقال إن على المنظمة والجهات الفاعلة في مجال العمل الإنساني أن تبذل جهوداً مضنية لتلبية الاحتياجات المتزايدة في ظل النقص الحاد في التمويل. ونبه إلى أن «عدم الحصول على مياه الشرب المأمونة، وسوء ممارسات النظافة العامة في المجتمعات المحلية، ومحدودية فرص الحصول على العلاج في الوقت المناسب؛ تزيد من عرقلة الجهود الرامية إلى الوقاية من المرض ومكافحته».

صغار السن أكثر عرضة للإصابة بالإسهالات الحادة والكوليرا في اليمن (الأمم المتحدة)
صغار السن أكثر عرضة للإصابة بالإسهالات الحادة والكوليرا في اليمن (الأمم المتحدة)

وذكر المسؤول الأممي أن التصدي للكوليرا في اليمن يتطلّب تدخلات عاجلة وشاملة تشمل التنسيق، والترصد، والقدرات المختبرية، والتدبير العلاجي للحالات، ومبادرات المشاركة المجتمعية، والمياه والصرف الصحي والنظافة العامة، والتطعيمات الفموية ضد الكوليرا، مشيراً إلى أن الاستجابة للكوليرا في اليمن تواجه فجوة تمويلية قدرها 20 مليون دولار.

تدريب وتطعيم

وفق بيانات المنظمة الأممية، أُغلق 47 مركزاً لعلاج الإسهال و234 مركزاً للتغذية الفموية، بسبب نقص التمويل خلال العام الماضي، وقد دعّمت المنظمة أكثر من 25 ألف بعثة لفرق الاستجابة السريعة لاستقصاء الإنذارات وبدء تدابير المكافحة على المستوى المحلي، ووفّرت الكواشف واللوازم المختبرية لدعم جهود تأكيد حالات العدوى في 12 مختبراً مركزياً للصحة العامة.

وقالت المنظمة إنها اشترت الأدوية الأساسية والإمدادات الطبية وإمدادات المياه والصرف الصحي والنظافة العامة والوقاية من العدوى ومكافحتها ووزّعتها على المرافق الصحية، ومنها مراكز علاج الإسهال الثمانية عشر المدعومة من المنظمة.

وإلى جانب ذلك، درّبت منظمة الصحة العالمية أكثر من 800 عامل، ودعّمت وزارة الصحة العامة والسكان بحملة تطعيم فموي ضد الكوليرا لتوفير الحماية لنحو 3.2 مليون شخص في 34 مديرية في ست محافظات يمنية.