اتهامات بـ«تعذيب وحشي» في سجون الأمن الداخلي الجزائري

صدمة وسط الحقوقيين بعد فضح ممارسات ارتُكبت ضد أحد المعتقلين

حقوقيون يتهمون قوات الأمن الجزائري بتعذيب المعتقلين السياسيين في السجون (رويترز)
حقوقيون يتهمون قوات الأمن الجزائري بتعذيب المعتقلين السياسيين في السجون (رويترز)
TT

اتهامات بـ«تعذيب وحشي» في سجون الأمن الداخلي الجزائري

حقوقيون يتهمون قوات الأمن الجزائري بتعذيب المعتقلين السياسيين في السجون (رويترز)
حقوقيون يتهمون قوات الأمن الجزائري بتعذيب المعتقلين السياسيين في السجون (رويترز)

طالب ناشطون سياسيون وحقوقيون في الجزائر بفتح تحقيق في اتهامات بالتعذيب في سجون جهاز الأمن الداخلي، وردت على لسان شاب عشريني، تعرض للاعتقال خلال مظاهرة بالعاصمة منذ أكثر من عام، واتهم بـ«التحريض على حمل السلاح»، و«الانتماء إلى حركة انفصال منطقة القبائل»، و«التآمر على سلطة الدولة». واستعاد الشاب حريته ليلة أول من أمس في ختام محاكمة دامت 10 ساعات، تناول فيها ظروف اعتقاله التي أثارت صدمة كبيرة لدى المتتبعين. وجرت محاكمة وليد نقيش بـ«محكمة الدار البيضاء» بالضاحية الشرقية للعاصمة. وأثناء استجوابه من طرف القاضي بخصوص الوقائع التي بنت النيابة على أساسها التهم، قال الطالب الجامعي إن «الاعترافات» بالانتماء إلى تنظيم انفصالي بالقبائل (شرق)، وبتشجيع شباب الحراك على حمل السلاح ضد السلطات، «تم انتزاعها منه تحت التعذيب»، مؤكداً أنه تعرض لاعتداء جنسي خلال فترة استجوابه بمقرات الشرطة القضائية التابعة للأمن الداخلي.
وظل القاضي يستمع لـ«وقائع التعذيب» من دون أن يسأله عن التفاصيل، كاسم الشخص، أو الأشخاص، الذين يتهمهم بممارسة أعمال عنف ضده، خلال التحقيقات الأولية في قضيته، التي سبقت إحالته على النيابة. وأصيب الحاضرون، ضمنهم محامون وصحافيون وأفراد عائلة الشاب وليد، بالصدمة وهم يستمعون له.
ونظم طلاب الجامعة أمس مظاهرة بوسط العاصمة للتعبير عن تضامنهم مع زميلهم، منددين بـ«تعذيبه جنسياً»، وهو عمل كان ينسب لمدير الأمن الداخلي السابق، الجنرال واسيني بوعزة، الذي دانه القضاء العسكري شهر يونيو (حزيران) الماضي بالسجن 8 سنوات، على أثر اتهامه بـ«تزوير وثائق عسكرية»، و«حيازة أسلحة محظورة». ولم يتم سؤال واسيني خلال المحاكمة عن أي شيء يخص معاملة المعتقلين في عهده، وهم كثر وغالبيتهم اشتكى من سوء المعاملة، من بينهم الناشط المعارض البارز كريم طابو، الذي «أقام» بالأمن الداخلي بضعة أيام، وتم سجنه بناء على تهمة «إضعاف معنويات الجيش». وغادر السجن بعد 6 أشهر، وهو يوجد حالياً في إفراج يترقب المحاكمة. ومما نسبته صحيفة «الشروق» المحلية للشاب وليد أنه «كان يسعى إلى تعطيل الانتخابات الرئاسية (جرت بنهاية 2019)، وزرع الفتنة بالتحريض على العصيان المدني، وكذا دفع السكان للتسلح والخروج في انتفاضة عنيفة». وهذه الاتهامات تم تسريبها لقطاع من الإعلام من طرف الأمن الداخلي، الذي كان وراء اعتقال عشرات الناشطين في الحراك، إضافة إلى الصحافي ومراقب «مراسلون بلا حدود»، خالد درارني، الذي دانه القضاء بالسجن عامين، بتهمة «المس بالوحدة الوطنية»، فيما يقول محاموه وزملاؤه إن تغطيته المكثفة للمظاهرات المعارضة للسلطة هي التي قادته إلى السجن.
وقال الحقوقي والمحامي الشهير مصطفى بوشاشي، أثناء مرافعته بالمحكمة لصالح نقيش، إن النيابة التي طلبت له السجن مدى الحياة، «استندت إلى دفتر وجده الأمن بحوزة الشاب عند اعتقاله في 2019، يتضمن ملاحظات وتبادلات مع ناشطين خلال الحراك». وعلى أساس ذلك تم اتهامه بأنه عضو في «حركة الحكم الذاتي بمنطقة القبائل»، وبأنه يحرض على الانفصال باستعمال السلاح.
وأكد بوشاشي أن «هذا الكلام دونه ضباط الأمن الداخلي في محاضرهم، وأخذه قاضي التحقيق على أنه حقيقة مطلقة، فأودع نقيش الحبس الاحتياطي. واعتبره ممثل النيابة أثناء المحاكمة أنه الحقيقة أيضاً، والتمس دون أي أدلة مادية المؤبد بحق الشاب. إن ما جرى لوليد نقيش يعمق شعوراً بانعدام الثقة في القضاء... فهل يعقل أن يتهم شخص بالعمل المسلح من دون دليل مادي؟ نعم لقد حدث هذا مع نقيش ومع المئات من الأشخاص، الذين تمت إدانتهم بأحكام قاسية من دون أدلة».



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.