البرلمان الإيراني يرفض مشروع الحكومة للموازنة الجديدة

محمد رضا نوبخت رئيس منظمة الميزانية ومساعد الرئيس الإيراني يلقي بآخر دفاع الحكومة قبل التصويت على مشروع الميزانية في جلسة البرلمان أمس (خانه ملت)
محمد رضا نوبخت رئيس منظمة الميزانية ومساعد الرئيس الإيراني يلقي بآخر دفاع الحكومة قبل التصويت على مشروع الميزانية في جلسة البرلمان أمس (خانه ملت)
TT

البرلمان الإيراني يرفض مشروع الحكومة للموازنة الجديدة

محمد رضا نوبخت رئيس منظمة الميزانية ومساعد الرئيس الإيراني يلقي بآخر دفاع الحكومة قبل التصويت على مشروع الميزانية في جلسة البرلمان أمس (خانه ملت)
محمد رضا نوبخت رئيس منظمة الميزانية ومساعد الرئيس الإيراني يلقي بآخر دفاع الحكومة قبل التصويت على مشروع الميزانية في جلسة البرلمان أمس (خانه ملت)

رفض البرلمان الإيراني، ذو الأغلبية المحافظة، أمس مشروع قانون الميزانية الذي اقترحه الرئيس الإيراني حسن روحاني للعام الجديد الذي يبدأ في 21 مارس (آذار).
ويواجه روحاني للعام الثالث على التوالي، صعوبات في إقناع البرلمان بتمرير الميزانية. وكان «المرشد» علي خامنئي، صاحب كلمة الفصل في المؤسسة الحاكمة، قد تدخل العام الماضي، بإصدار أوامر تنفيذية لتمرير الميزانية، عشية رأس السنة بعدما رفض البرلمان السابق، الذي ضم نوابا مؤيدين لروحاني، تمرير مشروع الموازنة دون إصلاحات.
وأفادت وكالة «أسوشييتد برس» نقلا عن التلفزيون الإيراني بأن من بين 290 نائبا في البرلمان الإيراني شارك 261 نائبا في جلسة التصويت. وصوت 148 نائبا ضد مشروع القانون، بينما أيده 99 نائبا فيما امتنع الباقون عن التصويت.
وقال النواب المعارضون لسياسة روحاني إن العجز الكبير وتوقعات الدخل النفطي «غير واقعيين ويفتقران إلى الشفافية وسيؤديان إلى تضخم مرتفع وسيثقلان كاهل الاقتصاد المتضرر بشدة بالفعل، جراء العقوبات الأميركية».
وجاء رفض مشروع روحاني الذي تقدم به في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بعد مناقشات مطولة من قبل لجان برلمانية مختلفة، وسلسلة اجتماعات ثلاثية عقدها مع رئيس البرلمان، محمد باقر قاليباف، ورئيس القضاء، إبراهيم رئيسي.
في وقت سابق أمس، حذر روحاني من أن أي تغييرات في مشروع الميزانية ستضر باقتصاد الإيراني العادي.
ومن المتوقع أن تقدم الحكومة مشروع ميزانية جديدا في غضون أسبوعين. وقال مشرعون بارزون لوكالات أنباء إيرانية إنه إذا لم تحل هذه الأزمة المالية، فسيتعين تمرير ميزانية مؤقتة لمدة تتراوح بين شهر وثلاثة أشهر، حسب «رويترز».



إسرائيل توافق على خطة لزيادة عدد سكانها في هضبة الجولان المحتلة إلى المثلين

آليات إسرائيلية عند هضبة الجولان قرب بلدة مجدل شمس (أ.ب)
آليات إسرائيلية عند هضبة الجولان قرب بلدة مجدل شمس (أ.ب)
TT

إسرائيل توافق على خطة لزيادة عدد سكانها في هضبة الجولان المحتلة إلى المثلين

آليات إسرائيلية عند هضبة الجولان قرب بلدة مجدل شمس (أ.ب)
آليات إسرائيلية عند هضبة الجولان قرب بلدة مجدل شمس (أ.ب)

وافقت إسرائيل ، اليوم (الأحد)، على زيادة عدد سكانها في هضبة الجولان المحتلة إلى المثلين، قائلة إن التهديدات التي تواجهها من سوريا لا تزال قائمة رغم النبرة المعتدلة لقادة قوات المعارضة الذين أطاحوا بالرئيس بشار الأسد قبل أسبوع، وفق ما نقلت وكالة «رويترز» للأنباء.

وذكر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في البيان، أن «تقوية الجولان هي تقوية لدولة إسرائيل، وهي مهمة على نحو خاص في هذا التوقيت. سنواصل التمسك بها وسنجعلها تزدهر ونستقر فيها».

وانتزعت إسرائيل السيطرة على معظم هضبة الجولان من سوريا خلال حرب عام 1967، قبل أن تضمها إليها عام 1981.

وفي 2019، أعلن الرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترمب دعم الولايات المتحدة للسيادة الإسرائيلية على الجولان، لكن عملية الضم لم تحظَ باعتراف معظم الدول. وتطالب سوريا إسرائيل بالانسحاب منها، لكن الأخيرة ترفض ذلك متعللة مخاوف أمنية. وباءت جهود سلام كثيرة بالفشل.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، في بيان اليوم (الأحد)، لمسؤولين يدققون في ميزانية إسرائيل الدفاعية: «المخاطر المباشرة التي تواجه البلاد لم تختفِ والتطورات الحديثة في سوريا تزيد من قوة التهديد، على الرغم من الصورة المعتدلة التي يدعيها زعماء المعارضة».

وقال مكتب نتنياهو إن الحكومة وافقت بالإجماع على خطة تزيد قيمتها على 40 مليون شيقل (11 مليون دولار) لتشجيع النمو السكاني في هضبة الجولان.

وأضاف أن نتنياهو قدم الخطة للحكومة «في ضوء الحرب والجبهة الجديدة مع سوريا ورغبة في زيادة عدد سكان الجولان إلى المثلين».

وقال المحلل في مركز الأبحاث الإسرائيلي (ألما) أبراهام ليفين، المتخصص في التحديات الأمنية التي تواجهها إسرائيل على حدودها الشمالية، إن نحو 31 ألفاً من الإسرائيليين استقروا في هضبة الجولان، وإن كثيراً منهم يعملون في قطاعي الزراعة، الذي يشمل مزارع الكروم، والسياحة.

وأضاف أن هضبة الجولان موطن أيضاً لما يصل إلى 24 ألفاً من الدروز السوريين.

بعيداً عن أي مغامرات غير محسوبة

وكان قائد «هيئة تحرير الشام» أحمد الشرع، قال إن إسرائيل تستخدم ذرائع كاذبة لتبرير هجماتها على سوريا، لكنه ليس مهتماً بالانخراط في صراعات جديدة، في الوقت الذي تركز فيه البلاد على إعادة الإعمار.

ويقود الشرع، المعروف باسم «أبو محمد الجولاني»، «هيئة تحرير الشام» التي قادت فصائل مسلحة أطاحت بالأسد من السلطة، يوم الأحد الماضي، منهية حكم العائلة الذي استمر 5 عقود من الزمن.

ومنذ ذلك الحين، توغلت إسرائيل داخل منطقة منزوعة السلاح في سوريا أقيمت بعد حرب عام 1973، بما في ذلك الجانب السوري من جبل الشيخ الاستراتيجي المطل على دمشق، حيث سيطرت قواتها على موقع عسكري سوري مهجور.

كما نفذت إسرائيل مئات الضربات على مخزونات الأسلحة الاستراتيجية في سوريا، غير أنها تقول إنها لا تنوي البقاء هناك، وتصف التوغل في الأراضي السورية بأنه إجراء محدود ومؤقت لضمان أمن الحدود.

وقالت إنها تدمر الأسلحة الاستراتيجية والبنية التحتية العسكرية لمنع استخدامها من قبل جماعات المعارضة المسلحة التي أطاحت بالأسد من السلطة، وبعضها نشأ من رحم جماعات متشددة مرتبطة بتنظيمي «القاعدة» و«داعش».

ونددت دول عربية عدة، بينها السعودية ومصر والإمارات والأردن، بما وصفته باستيلاء إسرائيل على المنطقة العازلة في هضبة الجولان.

وقال الشرع، في مقابلة نشرت على موقع تلفزيون سوريا، وهي قناة مؤيدة للمعارضة، إن الوضع السوري المنهك بعد سنوات من الحرب والصراعات لا يسمح بالدخول في أي صراعات جديدة. وأضاف أن الأولوية في هذه المرحلة هي إعادة البناء والاستقرار، وليس الانجرار إلى صراعات قد تؤدي إلى مزيد من الدمار.

وذكر أن الحلول الدبلوماسية هي السبيل الوحيد لضمان الأمن والاستقرار «بعيداً عن أي مغامرات عسكرية غير محسوبة».