"داعش" يهاجم مصر ويقتل 30 شخصا

الرئيس السيسي يقطع زيارته إلى أثيوبيا عقب سلسلة هجمات في سيناء

"داعش" يهاجم مصر ويقتل 30 شخصا
TT

"داعش" يهاجم مصر ويقتل 30 شخصا

"داعش" يهاجم مصر ويقتل 30 شخصا

بعد سلسلة هجمات دامية شهدتها سيناء، قرر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اختصار مشاركته في اجتماعات القمة الأفريقية في إثيوبيا وقصرها على الجلسة الافتتاحية اليوم (الجمعة).
وقال بيان لرئاسة الجمهورية: «في أعقاب العمليات الإرهابية التي شهدتها شمال سيناء، مساء أمس، قرر السيد الرئيس قطع مشاركته في اجتماعات القمة الأفريقية بعد حضور الجلسة الافتتاحية والتوجه إلى القاهرة لمتابعة الموقف».
وكانت مصادر طبية وأمنية مصرية ذكرت اليوم أن عدد قتلى الهجمات التي وقعت الليلة الماضية بمحافظة شمال سيناء، ارتفع إلى 29 قتيلا على الأقل و50 مصابا.
كما أعلنت مديرية أمن السويس، إلى الشرق من القاهرة، مقتل ملازم أول بالشرطة في انفجار عبوة ناسفة.
وتبنى جناح تنظيم داعش بمصر في حساب رسمي على «تويتر»، مسؤوليته عن هجمات شمال سيناء. وقال: «هجوم موسع متزامن لجنود الخلافة بولاية سيناء في مدن العريش والشيخ زويد ورفح».
وفي السياق، قتل طفلان منهما رضيع عمره 6 أشهر صباح اليوم، في مواجهات بين الجيش المصري ومتطرفين في الشيخ زويد في شمال سيناء.
وقالت المصادر الطبية إن «هذه المواجهات أسفرت عن مقتل طفل عمره 6 أشهر بطلق ناري بالرأس بقرية أبو طويلة بالشيخ زويد، وآخر عمره 6 سنوات إثر تهتك بالبطن جراء سقوط قذيفة، بينما أصيب اثنان آخران أحدهما طفل بطلقات نارية في حادث مماثل في قرية المطلة المجاورة».
وتأتي هذه المواجهات غداة مقتل 30 شخصا معظمهم من العسكريين في عدة هجمات متزامنة في عدد من مدن محافظة شمال سيناء أبرزها العريش.
يذكر أنّ شمال سيناء تشهد مواجهات بين الجماعات المتطرفة المسلحة التي تستهدف قوات الأمن المصري. لكن المدنيين يقعون ضحية كثير من هذه المواجهات المستمرة منذ عزل محمد مرسي في يوليو (تموز) 2013.
وفي 16 يناير (كانون الثاني) قتلت سيدة خمسينية إثر سقوط قذيفة في قرية الحسينية في مدينة رفح المصرية في شمال سيناء.
وفي 19 نوفمبر (تشرين الثاني)، قتل 10 مدنيين على الأقل، بينهم أطفال ونساء، إثر سقوط صاروخ على منزلهم قرب مدينة رفح في شبه جزيرة سيناء المصرية، بينما قتل 7 مدنيين آخرين إثر سقوط قذيفة هاون أمام متجر يقع على مقربة من مقر قيادة الاستخبارات ومركز للجيش في جنوب العريش عاصمة محافظة شمال سيناء المضطربة.
وتحارب مصر تمردا متطرفا يتخذ من سيناء معقلا له. وكانت جماعة أنصار بيت المقدس قد غيرت اسمها إلى ولاية سيناء منذ إعلانها في نوفمبر انضمامها لتنظيم داعش ومبايعتها لأبو بكر البغدادي زعيم التنظيم، الذي أعلن الخلافة في المناطق التي يسيطر عليها في العراق وسوريا.
وقال الجيش في بيان نشر على صفحة المتحدث العسكري في «فيسبوك»، أمس (الخميس): «قامت عناصر إرهابية مساء اليوم بالاعتداء على بعض المقار والمنشآت التابعة للقوات المسلحة والأجهزة الأمنية بمدينة العريش باستخدام بعض العربات المفخخة وقذائف الهاون».
ومن جهّتها، أفادت مصادر أمنية وطبية في العريش أن هناك مدنيين بين الضحايا.
وجاءت الهجمات الجديدة بعد إعلان الحكومة يوم الأحد مد حالة الطوارئ 3 أشهر أخرى في مناطق بشمال سيناء بسبب الأوضاع الأمنية. ويشمل القرار حظر التجوال في هذه المناطق من الساعة السابعة مساء وحتى الساعة السادسة صباحا.
وفرضت الحكومة الطوارئ في المنطقة لأول مرة في أكتوبر (تشرين الأول)، بعد مقتل 33 جنديا في هجوم للمتشددين استهدف قوات الجيش في شمال سيناء.



«الوفد» المصري يدخل أزمة جديدة بعد فصل أحد قادته

رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
TT

«الوفد» المصري يدخل أزمة جديدة بعد فصل أحد قادته

رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)

دخل حزب «الوفد» المصري العريق في أزمة جديدة، على خلفية قرار رئيسه عبد السند يمامة، فصل أحد قادة الحزب ورئيسه الأسبق الدكتور السيد البدوي، على خلفية انتقادات وجَّهها الأخير إلى الإدارة الحالية، وسط مطالبات باجتماع عاجل للهيئة العليا لاحتواء الأزمة، فيما حذَّر خبراء من «موجة انشقاقات» تضرب الحزب.

وانتقد البدوي في حديث تلفزيوني، دور حزب الوفد الراهن، في سياق حديثه عمّا عدَّه «ضعفاً للحياة الحزبية» في مصر. وأعرب البدوي عن استيائه من «تراجع أداء الحزب»، الذي وصفه بأنه «لا يمثل أغلبية ولا معارضة» ويعد «بلا شكل».

وذكر البدوي، أن «انعدام وجوده (الوفد) أفقد المعارضة قيمتها، حيث كان له دور بارز في المعارضة».

و«الوفد» من الأحزاب السياسية العريقة في مصر، وهو الثالث من حيث عدد المقاعد داخل البرلمان، بواقع 39 نائباً. في حين خاض رئيسه عبد السند يمامة، انتخابات الرئاسة الأخيرة، أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، وحصل على المركز الرابع والأخير.

المقر الرئيسي لحزب «الوفد» في القاهرة (حزب الوفد)

وأثارت تصريحات البدوي استياء يمامة، الذي أصدر مساء الأحد، قراراً بفصل البدوي من الحزب وجميع تشكيلاته.

القرار ووجه بانتقادات واسعة داخل الحزب الليبرالي، الذي يعود تأسيسه إلى عام 1919 على يد الزعيم التاريخي سعد زغلول، حيث اتهم عدد من قادة الحزب يمامة بمخالفة لائحة الحزب، داعين إلى اجتماع طارئ للهيئة العليا.

ووصف عضو الهيئة العليا للحزب فؤاد بدراوي قرار فصل البدوي بـ«الباطل»، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن «لائحة الحزب تنظم قرارات فصل أي قيادي بالحزب أو عضو بالهيئة العليا، حيث يتم تشكيل لجنة تضم 5 من قيادات الحزب للتحقيق معه، ثم تُرفع نتيجة التحقيق إلى (الهيئة العليا) لتتخذ قرارها».

وأكد بدراوي أن عدداً من قيادات الحزب «دعوا إلى اجتماع طارئ للهيئة العليا قد يُعقد خلال الساعات القادمة لبحث الأزمة واتخاذ قرار»، معتبراً أن «البدوي لم يخطئ، فقد أبدى رأياً سياسياً، وهو أمر جيد للحزب والحياة الحزبية».

ويتخوف مراقبون من أن تتسبب الأزمة في تعميق الخلافات الداخلية بالحزب، مما يؤدي إلى «موجة انشقاقات»، وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور طارق فهمي لـ«الشرق الأوسط» إن «مشكلة فصل البدوي قد تؤدي إلى موجة انشقاقات داخل الحزب، وهي ظاهرة مرشحة للتفاقم في الحياة السياسية المصرية خلال الفترة القادمة، فمشكلة (الوفد) مثل باقي الأحزاب... لا توجد قناعة بتعدد الآراء والاستماع لجميع وجهات النظر».

وأكد فهمي أن «اجتماع الهيئة العليا لحزب (الوفد) لن يحل الأزمة، والحل السياسي هو التوصل إلى تفاهم، للحيلولة دون حدوث انشقاقات، فمشكلة (الوفد) أنه يضم تيارات وقيادات كبيرة تحمل رؤى مختلفة دون وجود مبدأ استيعاب الآراء كافة، وهو ما يؤدي إلى تكرار أزمات الحزب».

وواجه الحزب أزمات داخلية متكررة خلال السنوات الأخيرة، كان أبرزها إعلان عدد من قياداته في مايو (أيار) 2015 إطلاق حملة توقيعات لسحب الثقة من رئيسه حينها السيد البدوي، على خلفية انقسامات تفاقمت بين قياداته، مما أدى إلى تدخل الرئيس عبد الفتاح السيسي في الأزمة، حيث اجتمع مع قادة «الوفد» داعياً جميع الأطراف إلى «إعلاء المصلحة الوطنية، ونبذ الخلافات والانقسامات، وتوحيد الصف، وتكاتف الجهود في مواجهة مختلف التحديات»، وفق بيان للرئاسة المصرية حينها.

وأبدى فهمي تخوفه من أن «عدم التوصل إلى توافق سياسي في الأزمة الحالية قد يؤدي إلى مواجهة سياسية بين قيادات (الوفد)، ومزيد من قرارات الفصل، وهو ما سيؤثر سلباً على مكانة الحزب».

في حين رأى نائب مدير «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» في مصر الدكتور عمرو هاشم ربيع، أن «(الوفد) سيتجاوز هذه الأزمة كما تجاوز مثلها»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الأزمة ستمر مثل كثير من الأزمات، لكنها لن تمر بسهولة، وستحدث عاصفة داخل الحزب».

واستنكر ربيع فصل أحد قيادات حزب ليبرالي بسبب رأيه، قائلاً: «من الغريب أن يقوم رئيس حزب ليبرالي ينادي بحرية التعبير بفصل أحد قياداته بسبب رأيه».

كان البدوي قد أعرب عن «صدمته» من قرار فصله، وقال في مداخلة تلفزيونية، مساء الأحد، إن القرار «غير قانوني وغير متوافق مع لائحة الحزب»، مؤكداً أنه «لا يحق لرئيس الحزب اتخاذ قرار الفصل بمفرده».

وأثار القرار ما وصفها مراقبون بـ«عاصفة حزبية»، وأبدى عدد كبير من أعضاء الهيئة العليا رفضهم القرار، وقال القيادي البارز بحزب «الوفد» منير فخري عبد النور، في مداخلة تلفزيونية، إن «القرار يأتي ضمن سلسلة قرارات مخالفة للائحة الحزب، ولا بد أن تجتمع الهيئة العليا لمناقشة القرار».

ورأى عضو الهيئة العليا لحزب «الوفد» عضو مجلس النواب محمد عبد العليم داوود، أن قرار فصل البدوي «خطير»، وقال في مداخلة تلفزيونية إن «القرار لا سند له ولا مرجعية».

وفي يوليو (تموز) الماضي، شهد الحزب أزمة كبرى أيضاً بسبب مقطع فيديو جرى تداوله على نطاق واسع، على منصات التواصل الاجتماعي، يتعلق بحديث لعدد من الأشخاص، قيل إنهم قيادات بحزب «الوفد»، عن بيع قطع أثرية؛ مما أثار اتهامات لهم بـ«الاتجار غير المشروع في الآثار».