حمدوك يتسلم أسماء مرشحي «التغيير» للحكومة

خلافات في «الأمة القومي» و«الجبهة الثورية» تؤخر تقديم قائمتيهما

TT

حمدوك يتسلم أسماء مرشحي «التغيير» للحكومة

سلم ممثلو «قوى الحرية والتغيير» في مجلس شركاء الحكم السوداني رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، أمس، قائمة مرشحي تحالفهم للتشكيل الوزاري الجديد، فيما لا تزال الخلافات تؤخر تسليم أسماء مرشحي حزب «الأمة القومي»، وأطراف عملية السلام في «تحالف الجبهة الثورية»، إلى مجلس شركاء الفترة الانتقالية الذي عقد أمس اجتماعاً لمناقشة برنامج الحكومة المقبلة.
وكان مجلس الشركاء قد حدد الرابع من فبراير (شباط) الحالي موعداً لتشكيل الحكومة، واستكمال مجلس السيادة الانتقالي. ويتوقع أن يتقدم الوزراء باستقالات في غضون يومين. وأكد مصدر مطلع لـ«الشرق الأوسط» وجود «خلافات حادة» داخل حزب «الأمة» الذي مُنح 4 وزارات، هي الخارجية والزراعة والنفط والشؤون الدينية، حالت دون تسليم أسماء مرشحيه. وعزا المصدر تأخر «الأمة» إلى «الخلافات والصراع المحتدم بين تياراته الداخلية بشأن حسم الأسماء المرشحة لتولى المناصب الوزارية»، مشيراً إلى أن «من أسباب التأخير الأخرى أن قيادياً بارزاً في الحزب رشح نفسه عضواً في مجلس السيادة الانتقالي، ويرفض التنازل عن موقفه».
وقال المصدر إن «الحزب ربما يذهب إلى تقديم مرشح لوزارة الشؤون الدينية والأوقاف التي يشغلها نصر الدين مفرح، المحسوب على الحزب».
وذكرت مصادر متطابقة أن الخلافات داخل «الجبهة الثورية» الموقعة على اتفاقية جوبا للسلام منعت الاتفاق على أسماء مرشحيها في 7 وزارات لتقديمها إلى مجلس الشركاء. والتأم أمس اجتماع لمجلس شركاء الحكم في الفترة الانتقالية، لمناقشة برنامج الحكومة المقبلة، من خلال مسودة مقدمة من تحالف «قوى إعلان الحرية والتغيير». وأفادت المصادر بأن «التغيير» أعادت ترشيح وزير العدل نصر الدين عبد الباري، ووزير الري ياسر عباس. ومن أبرز المرشحين في التشكيل الوزاري الجديد مريم المهدي عن حزب «الأمة» (ابنة زعيمه الراحل) لوزارة الخارجية، وإبراهيم الشيخ لوزارة الصناعة، وحمزة بلول من «التجمع الاتحادي» لوزارة الإعلام والثقافة.
ورفض أحد تحالفي «الجبهة الثورية» الذي يضم عدداً من الفصائل الممثلة لمسار السلام في وسط السودان وشماله الاتجاه الحالي لتشكيل الحكومة، ولوح بطرح خيار الانتخابات المبكرة. وحذر القيادي في الجبهة التوم هجو، في مؤتمر صحافي في الخرطوم أمس، من أن «المضي في نهج المحاصصات الحزبية لتكوين الحكومة، من دون معايير واضحة، سيؤثر على أداء الحكومة في المرحلة المقبلة».
ووضع مجلس شركاء الفترة الانتقالية جدولاً زمنياً لاستكمال هياكل الفترة الانتقالية. ونصت اتفاقية السلام على تمثيل قوى السلام بنسبة 25 في المائة من مقاعد الحكومة الانتقالية، و3 أعضاء في مجلس السيادة، و75 عضواً في المجلس التشريعي. وانتهت المشاورات المكثفة بين الأطراف التي استغرقت شهوراً باتفاق على تشكيل حكومة من 26 وزارة، من بينها 7 وزارات لـ«الجبهة الثورية» المنقسمة إلى تحالفين.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.