الحكومة المصرية تستعرض «إنجازات» التنقيب والنقل أمام البرلمان

«النواب» يواصل «استدعاء» الوزراء لتقييم عملهم

TT

الحكومة المصرية تستعرض «إنجازات» التنقيب والنقل أمام البرلمان

استعرضت الحكومة المصرية خطط عملها و«إنجازاتها» أمام برلمان البلاد الذي استهل عمله بتشكيله الجديد، مطلع الشهر الماضي، باستدعاء الوزراء لتقديم إفادات أمام النواب بشأن ما حققوه. وتحدث أمام الجلسة العامة، أمس، وزير النقل كامل الوزير، ونظيره للبترول طارق الملا.
واستأنف مجلس النواب، أمس، جلساته العامة للاستماع لوزراء حكومة الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، بشأن تنفيذ كل وزارة للبرنامج الحكومي (مصر تنطلق 2018 - 2020).
وأكد الملا للنواب أمس، أن وزارته «استهدفت تحويل مصر لمركز إقليمي لتجارة وتداول البترول والغاز، فضلاً عن جذب مزيد من الاستثمارات للبحث والكشف عن المواد النفطية في كثير من المناطق، وخصوصاً منطقة البحر الأحمر».
وأفاد الملا أن مصر تمكنت خلال العام الماضي من «تحقيق 62 كشفاً للبترول والغاز (47 اكتشافاً للزيت خام، و15 حقلاً للغاز) في الصحراء الغربية والشرقية وخليج السويس ودلتا النيل والبحر المتوسط»، ومشيراً إلى «الانتهاء من تدشين وإطلاق بوابة مصر للاستكشاف والإنتاج، للتسويق للمناطق البترولية عالمياً؛ حيث جرى التنفيذ بوتيرة عمل سريعة، وهو ما يتماشى مع اتجاه الدولة لدعم التحول الرقمي».
وشهد الأسبوعان الماضيان، جلسات استماع إلى بيان رئيس الحكومة، فضلاً عن 16 وزيراً، وأحال المجلس بيانات الوزراء إلى اللجان النوعية للمجلس، لمتابعة ما ورد فيها وإعداد تقارير في شأنها للعرض على مكتب المجلس.
وخلال جلسة أمس، أعلن وزير النقل المهندس كامل الوزير أن الحكومة تعمل على «استراتيجية واضحة وقابلة للتنفيذ لربط مصر بدول الجوار عبر وسائل النقل المختلفة؛ تعزيزاً للعلاقات الثنائية بين هذه الدول».
وقال وزير النقل إن «الهدف هو ربط مصر بدول الجوار من خلال النقل البحري وغيره مع توفير معدلات الأمان في شبكات النقل وتطبيق وسائل النقل الذكية»، وموضحاً أن «الربط بين مصر ودول الجوار، وخصوصاً الأفريقية، عبر الطريق البري الذي يربط بين 9 دول، منها السودان وليبيا وغيرها، يدعم الصناعة والعمالة المصرية، ويساهم في نقل البضائع لليبيا». وأكد الوزير للنواب أن «إجمالي المبالغ التي تم صرفها على مشروعات تطوير السكك الحديدية خلال الـ6 سنوات الماضية بلغ 40 مليار جنيه (الدولار يساوي 15.7 جنيه)، كما يجري تنفيذ مشروعات بتكلفة 86 مليار جنيه».
وشدد الوزير على أن الحكومة «تعمل على توطين صناعة عربات السكك الحديدية، والتصدير للدول الأفريقية، عبر إنشاء (الشركة المصرية لوسائل النقل)، وهي ملكية مشتركة بين الحكومة والقطاع الخاص مع الحكومة».
في غضون ذلك، بدأ المستشار أحمد مناع الأمين العام الجديد لمجلس النواب المصري، مهام عمله، خلفاً للمستشار محمود فوزي الذي تقدم باستقالته بعد أول يوم عمل للمجلس الجديد، وتم قبولها.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.