المزارعون الهنود يصعّدون احتجاجاتهم ويصرون على طابعها السلمي

السلطات تشدد التدابير الأمنية مع ازدياد الدعم المجتمعي لهم

في المخيمات التي أقيمت في محيط نيودلهي، امتنع العديد من المزارعين عن الطعام والشراب أمس السبت، الذي يصادف ذكرى مرور 73 عاماً على اغتيال المهاتما غاندي (رويترز)
في المخيمات التي أقيمت في محيط نيودلهي، امتنع العديد من المزارعين عن الطعام والشراب أمس السبت، الذي يصادف ذكرى مرور 73 عاماً على اغتيال المهاتما غاندي (رويترز)
TT

المزارعون الهنود يصعّدون احتجاجاتهم ويصرون على طابعها السلمي

في المخيمات التي أقيمت في محيط نيودلهي، امتنع العديد من المزارعين عن الطعام والشراب أمس السبت، الذي يصادف ذكرى مرور 73 عاماً على اغتيال المهاتما غاندي (رويترز)
في المخيمات التي أقيمت في محيط نيودلهي، امتنع العديد من المزارعين عن الطعام والشراب أمس السبت، الذي يصادف ذكرى مرور 73 عاماً على اغتيال المهاتما غاندي (رويترز)

قطعت السلطات الهندية الإنترنت عن المناطق التي تشهد احتجاجات المزارعين حول العاصمة نيودلهي، حيث يعتصم عشرات آلاف منهم منذ نوفمبر (تشرين الثاني) في إطار مطالبتهم بإلغاء القوانين الزراعية، التي يقولون إنها ستفقرهم وتضعهم فريسة للشركات الكبرى. وفي موقع الاحتجاج الرئيسي القريب من قرية سينجو على المشارف الشمالية للمدينة، انتشرت الشرطة بكثافة اليوم السبت في حين قدمت مئات الجرارات من هاريانا، وهي إحدى ولايتين تشهدان أغلب الاحتجاجات.
وشددت الشرطة التدابير الأمنية مع ازدياد الدعم المجتمعي للمزارعين ووصول عشرات الآلاف من المناصرين لقضيتهم بعد قرارهم بالبدء بإضراب عن الطعام وذلك في أعقاب اشتباكات مع قوات الأمن استمرت أسبوعاً وخلّفت قتيلاً ومئات الجرحى. وقالت وزارة الداخلية الهندية اليوم السبت إنه تم تعليق خدمات الإنترنت حتى الساعة 11 مساء الأحد في ثلاثة مواقع تشهد مظاهرات على مشارف نيودلهي «حفاظاً على السلامة العامة». وكثيراً ما تقطع السلطات الهندية خدمات الإنترنت عندما ترى احتمالية وقوع اضطرابات، وإن كانت هذه الخطوة غير معتادة في العاصمة. وارتفع منسوب التوتر منذ تحوّلت مسيرة حاشدة على متن جرارات إلى أعمال فوضى اجتاحت نيودلهي، حيث قتل شخص وأصيب المئات بجروح على إثر صدامات وقعت بين مزارعين وقوات الأمن.
وفي المخيمات التي أقيمت في محيط نيودلهي، امتنع العديد من المزارعين عن الطعام والشراب أمس السبت، الذي يصادف ذكرى مرور 73 عاماً على اغتيال المهاتما غاندي، في محاولة للتأكيد على أن احتجاجاتهم سلمية. وقالت قيادات نقابية إن الإضراب عن الطعام الذي يتزامن مع ذكرى وفاة زعيم الاستقلال الهندي، أمس السبت سيظهر أن الاحتجاجات سلمية بوجه عام. وقال دارشان بال القيادي في حركة نقابية زراعية تنظم الاحتجاجات «حركة المزارعين كانت سلمية وستبقى سلمية». وأضاف، كما اقتبست وكالة رويترز من أقواله: «الهدف من تنظيم أحداث 30 يناير (كانون الثاني) نشر قيم الحق واللاعنف». لكن طغى العنف على مظاهرة بالجرارات كانت مزمعة يوم الثلاثاء الذي وافق يوم الجمهورية عندما خرج مزارعون عن المسار المتفق عليه وتخطوا حواجز واشتبكوا مع الشرطة التي استخدمت الغاز المسيل للدموع والعصي في محاولة لتفريقهم. واندلعت منذ ذلك الحين اشتباكات متفرقة عديدة بين المحتجين والشرطة ومجموعات تردد شعارات مناهضة للمزارعين. لكن في الخارج، قطعت الشرطة طريقاً رئيسياً مؤدياً إلى مخيم غازيبور على أطراف نيودلهي. كما تم نشر قوات أمنية إضافية بعدما اندلعت صدامات الجمعة بين مزارعين وأشخاص مناهضين لحراكهم.
كان عشرات الآلاف من الزراع قد اعتصموا في مواقع احتجاج على مشارف العاصمة نيودلهي لما يزيد عن شهرين غضباً من القوانين التي يرون أنها تخدم مصالح كبار المشترين من القطاع الخاص على حساب المنتجين. ويسمح القانون الجديد للمزارعين ببيع منتجاتهم في السوق المفتوحة بعد عقدين من بيعها إلى هيئات تديرها الدولة. ويعمل بالقطاع الزراعي بالهند نحو نصف سكان البلاد البالغ عددهم 1.3 مليار نسمة. وتعتبر الاضطرابات بين ما يقدر بنحو 150 مليون من المزارعين المالكين لأراضٍ من أكبر التحديات أمام حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي منذ توليه السلطة في 2014. ويشير المزارعون إلى أن التشريع الجديد الذي مرره البرلمان في سبتمبر (أيلول) الماضي سيفضي إلى استحواذ الشركات الكبيرة على قطاع الزراعة، الذي يوفر فرص عمل لثلثي سكان الهند. وتشير الحكومة بدورها إلى أن التغييرات ستحسّن دخل سكان الأرياف. وفشلت 11 جولة من المحادثات بين النقابات الزراعية والحكومة في حل الأزمة. وعرضت الحكومة تعليق القوانين 18 شهراً، لكن يقول المزارعون إنهم سيواصلون الاحتجاج إلى أن يتقرر إلغاؤها تماماً.



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.