دعوات برلمانية للانتهاء من «قوانين البناء» في مصر

مصر: تسريع إخلاء أكبر مُجمع خدمات حكومية لـ«إعادة استغلاله»

TT

دعوات برلمانية للانتهاء من «قوانين البناء» في مصر

وسط دعوات برلمانية للانتهاء من مشروعات «قوانين البناء» في مصر، تستعد الحكومة المصرية لتطبيق شروط وضوابط جديدة تتعلق بـ«منظومة البناء»، بهدف «ضبط النمو العمراني» في البلاد. فيما تؤكد الحكومة المصرية أن «الرئيس عبد الفتاح السيسي يولي اهتماماً كبيراً بمنظومة البناء من أجل توفير مجتمعات عمرانية مستقبلية، تضم جميع الخدمات للمصريين». علماً بأن السيسي دعا في أكثر من لقاء رسمي إلى «تقليل ظاهرة البناء المخالف والمساكن العشوائية».
ووافقت «لجنة الإسكان» بمجلس النواب المصري (البرلمان) أخيراً على مشروع قانون لتعديل بعض أحكام «قانون البناء»، الذي سبق أن وافق عليه «مجلس النواب» في الفصل التشريعي السابق.
ووفق تعديلات «قانون البناء»، يتم «السماح بإقامة المشروعات ذات النفع العام خارج الحيز العمراني، وتنظيم العمران بأبعاده الاقتصادية والاجتماعية والبيئية». فيما دعت مصادر برلمانية إلى «ضرورة الانتهاء من باقي مشروعات القوانين، التي تتعلق بتراخيص البناء، وقيود الارتفاعات للبنايات، والتسهيلات المقدمة للشركات العاملة في مجال البناء، والمعايير التي تحدد العلاقة بين المالك وأصحاب العقارات، وتتعلق بالتراخيص والأدوار والأسعار».
وبحسب مراقبين، «تسعى الحكومة المصرية إلى اشتراك كل الأجهزة التنفيذية والجامعات فيما يخص الإجراءات التنظيمية الجديدة، التي تتعلق بـ(منظومة البناء)، بما يحقق حوكمة منظومة البناء. كما تواصل تدريب موظفيها على الإجراءات الجديدة، لضمان تحقيق الدقة واختصار الوقت والتيسير على المواطنين».
في سياق مواز، أكد وزير التنمية المحلية المصري، محمود شعراوي، أن المشروع القومي لتطوير القرى المصرية، الذي يتبناه الرئيس السيسي «يأتي في إطار المرحلة الجديدة لمبادرة (حياة كريمة)»، مضيفاً أن «المشروع يستهدف إحداث تطوير شامل لكل قرى الريف، التي يعيش فيها 56 في المائة من السكان، وذلك خلال ثلاث سنوات».
وأشار شعراوي في تصريحات أمس، إلى أن «المشروع يعد استكمالاً لحركة البناء والعمران في مصر، ويهدف إلى تطوير البنية الأساسية والخدمات الاجتماعية والأوضاع الاقتصادية في القرى كافة، فضلاً عن تحسين أوضاع الفئات الأولى بالرعاية بكل قرية».
من جهة ثانية، دعت لجنة وزارية، أمس، إلى ضرورة «تسريع عمليات إخلاء» مبنى الخدمات الحكومية، الأكبر في العاصمة القاهرة، والمعروف بـ«مجمع التحرير»، وذلك ضمن خطط لـ«إعادة استغلاله وطرحه لاستقبال المستثمرين، الذين سيشاركون في تنفيذ مخططات التطوير».
ويعود تاريخ إنشاء مجمع التحرير إلى خمسينيات القرن الماضي، وهو مبنى أيقوني، يطل على ميدان يحمل الاسم نفسه، وهو الذي كان مركزاً لاحتجاجات المصريين قبل 10 سنوات خلال أحداث «ثورة 25 يناير 2011».
وناقش وزراء ومسؤولون في الإسكان والسياحة والآثار، والتخطيط والتنمية الاقتصادية، وصندوق مصر السيادي، خلال اجتماعهم أمس «الخطة الزمنية المقترحة لتطوير مجمع التحرير، وخطوات التنفيذ وفق الدراسات، التي أجريت من قبل عدد من المكاتب الاستشارية الدولية لوضع التصورات الخاصة بأفضل الاستخدامات المقترحة».
وتتبنى مصر خططاً عمرانية عملاقة يجري تنفيذها في «العاصمة الإدارية الجديدة»، التي تقع على بعد 75 كيلومتراً تقريباً شرق القاهرة، وتقدر تكلفة المشروعات بنحو 300 مليار دولار، كما توشك عمليات البناء للحي الحكومي الجديد على الانتهاء، تمهيداً لبدء العمل من تلك المقار، وإخلاء المقار الحالية في وسط القاهرة خلال العام الجاري.
وأفادت اللجنة الحكومية المعنية بمجمع التحرير بأن «الإدارات والوزارات والجهات، التي كانت تشغل المجمع، كانت تبلغ حوالي 27 جهة»، بينما يخطط «الصندوق السيادي لمصر» لتحويل مجمع التحرير إلى ما يقول إنه «نموذج يحتذى به في عملية إعادة استغلال الأصول، وتعظيم العائد منها، وضمان حقوق الأجيال القادمة».
وأشارت وزيرة التخطيط، هالة السعيد، أمس، إلى أنه «تم نقل ملكية مجمع التحرير للصندوق السيادي خلال الربع الأخير من عام 2020. وخلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي تمت دعوة عدد من المستثمرين المصريين والأجانب للاطلاع على الأفكار المطروحة لتطوير المجمع»، موضحة أن «عدداً كبيراً من الشركات المتخصصة تفاعل وأبدى الاهتمام بالمشاركة في تطوير المجمع»، وأنه جارٍ الانتهاء من وضع التصور الخاص بكراسة الشروط، التي سيتم طرحها على المستثمرين لاختيار من سيشارك في عملية تطوير المجمع خلال النصف الأول من العام الجاري.



مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
TT

مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)

بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في سلطنة عمان، الاثنين، ملفَ التوترات الأمنية في البحر الأحمر، مؤكداً أهمية سلامة الملاحة البحرية وحرية التجارة الدولية، وارتباط ذلك بشكل مباشر بأمن الدول المشاطئة للبحر الأحمر.

وحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، أشار عبد العاطي إلى «تأثير تصاعد حدة التوترات في البحر الأحمر على مصر، بشكل خاص، في ضوء تراجع إيرادات قناة السويس».

وأدى تصعيد جماعة «الحوثيين» في اليمن لهجماتها على السفن المارة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، بداعي التضامن مع الفلسطينيين في غزة، إلى تغيير شركات الشحن العالمية الكبرى مسارها من البحر الأحمر، واضطرت إلى تحويل مسار السفن إلى طرق بديلة منها مجرى رأس الرجاء الصالح.

وتراجعت إيرادات قناة السويس من 9.4 مليار دولار (الدولار الأميركي يساوي 50.7 جنيه في البنوك المصرية) خلال العام المالي (2022 - 2023)، إلى 7.2 مليار دولار خلال العام المالي (2023 - 2024)، حسب ما أعلنته هيئة قناة السويس في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وخلال لقاء الوزير عبد العاطي مع فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، أشار إلى تقدير مصر الكبير للقيادة الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق، وللدور الإيجابي الذي تضطلع به سلطنة عمان على المستويين الإقليمي والدولي.

وأكد عبد العاطي أهمية التعاون المشترك لتعزيز الأمن العربي، وحرص مصر على التنسيق والتشاور مع السلطنة لتثبيت دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، لا سيما في ظل الاضطرابات غير المسبوقة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط على عدة جبهات.

وطبقاً للبيان، تناول اللقاء مناقشة عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، على رأسها القضية الفلسطينية واستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والجهود المصرية لاحتواء التصعيد في المنطقة، والتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، كما تم تبادل الرؤى حول الأوضاع في سوريا واليمن والسودان وليبيا.

وخلال لقائه مع بدر البوسعيدي، وزير خارجية سلطنة عُمان، في إطار زيارته الرسمية إلى مسقط، ناقش عبد العاطي مجمل العلاقات الثنائية والتنسيق المشترك حيال القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك.

مباحثات سياسية بين وزير الخارجية المصري ونظيره العماني (الخارجية المصرية)

تناول الوزيران، حسب البيان المصري، أطر التعاون الثنائي القائمة، وسبل تعزيز مسار العلاقات بين مصر وسلطنة عُمان، والارتقاء بها إلى آفاق أوسع تنفيذاً لتوجيهات قيادتي البلدين.

وزار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مسقط، في يونيو (حزيران) 2022، بينما زار السلطان هيثم بن طارق القاهرة في مايو (أيار) 2023.

وأكد الوزيران على أهمية التحضير لعقد الدورة السادسة عشرة للجنة المشتركة بين البلدين خلال الربع الأول من عام 2025، لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات.

وشدد عبد العاطي على الأهمية التي توليها مصر لتطوير وتعزيز علاقاتها مع سلطنة عُمان، مشيداً بالعلاقات الوطيدة والتاريخية التي تجمع بين البلدين. وأشار إلى الاهتمام الخاص الذي توليه مصر للتعاون مع أشقائها في الدول العربية في مجال جذب الاستثمارات والتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري، مستعرضاً برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الجاري تطبيقه في مصر، والخطوات التي تم اتخاذها لتهيئة المناخ الاستثماري وتوفير الحوافز لجذب الاستثمارات الأجنبية.

كما أشار إلى أهمية العمل على تعزيز التعاون بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بـالدقم، وكذلك الربط البحري بين ميناءي «الدقم» و«صلالة»، والموانئ المصرية مثل ميناء الإسكندرية وميناء العين السخنة وغيرهما، بما يعزز التبادل التجاري بين البلدين، ويساهم في تعميق التعاون بينهما في مجالات النقل الملاحي والتخزين اللوجستي، في ضوء ما تتمتع به مصر وعُمان من موقع جغرافي متميز يشرف على ممرات ملاحية ومضايق بحرية استراتيجية.

وفيما يتعلق بالأوضاع الإقليمية في ظل التحديات المتواترة التي تشهدها المنطقة، ناقش الوزيران، وفق البيان المصري، التطورات في سوريا، والحرب في غزة، وكذلك الأوضاع في ليبيا ولبنان، وتطورات الأزمة اليمنية وجهود التوصل لحل سياسي شامل، وحالة التوتر والتصعيد في البحر الأحمر التي تؤثر بشكل مباشر على أمن الدول المشاطئة له، كما تطرق النقاش إلى الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي والتطورات في السودان والصومال.

وأكد البيان أن اللقاء عكس رؤيةً مشتركةً بين الوزيرين للعديد من التحديات التي تواجه المنطقة، وكيفية مواجهتها، وأكدا على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين والحرص على تكثيف التشاور والتنسيق بشأن مختلف القضايا، كما اتفق الوزيران على تبادل تأييد الترشيحات في المحافل الإقليمية والدولية.