توقعات بثورة في الأسواق الرقمية على مستوى العالم

تقديرات بجذب استثمارات دولية بـ100 تريليون دولار للبنى التحتية المستقبلية خلال عقدين

تقديرات بانطلاق ثورة في الأسواق الرقمية على مستوى العالم تتطلب تريليونات الدولارات (أ.ف.ب)
تقديرات بانطلاق ثورة في الأسواق الرقمية على مستوى العالم تتطلب تريليونات الدولارات (أ.ف.ب)
TT

توقعات بثورة في الأسواق الرقمية على مستوى العالم

تقديرات بانطلاق ثورة في الأسواق الرقمية على مستوى العالم تتطلب تريليونات الدولارات (أ.ف.ب)
تقديرات بانطلاق ثورة في الأسواق الرقمية على مستوى العالم تتطلب تريليونات الدولارات (أ.ف.ب)

توقع عدد من المشاركين في جلسات مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار، أمس، انطلاق ثورة في الأسواق الرقمية على مستوى العالم، مؤكدين أن وتيرة جديدة من الرقمية لتحقيق متطلبات البنية التحتية المستقبلية، تتطلب جذب استثمارات لا تقل عن 100 تريليون دولار على مدار الـ20 عاما، في ظل توقعات ببلوغ الإنفاق العالمي على التقنيات والخدمات التي تمكّن الرقمية للوصول إلى 2.3 تريليون دولار بحلول عام 2023.
وقالوا إن المرحلة المقبلة ما بعد جائحة كورونا (كوفيد - 19)، ستولد الكثير من الفرص في مجالات كثيرة مثل العقار والغذاء والتجارة الإلكترونية، وما يتوجب على المجتمعات والدول التكيف والتأقلم مع هذه التغييرات والاستفادة منها، منوهين بأن مشروع مدينة نيوم السعودية يعد واحدا من المشاريع المستقبلية التحولية الجريئة في العالم لفترة ما بعد «كورونا».
وأوضح محمد العبار، رئيس شركة إعمار العقارية الإماراتية «البنية التحتية الصلبة مهمة جداً، أهنئ القائمون على مشروع نيوم على جرأتهم والتزامهم بالخطة، ومن المهم وضع الخطة والتنفيذ وهو أمر لا يمكن للكثير القيام به عالمياً».
وتابع «الغرب ينظرون أن لدينا الكثير من التقلبات الاستثمارية، وعلينا التعلم من الإنفلونزا الإسبانية وما حدث بعدها، وقد يختلف الوضع لكن يوجد تشابه، وأتوقع التوسع في العقار والغذاء والتجارة الإلكترونية، وعلى المواطنين أن يتعلموا كل شهر وكل أسبوع كيف نتكيف ونتغير ونتحلى بالتفاؤل».
من جانبه، أكد ماثيو هاريس، مؤسس مشارك في مؤسسة البنية التحتية العالمية من الولايات المتحدة، أن القطاع الخاص يتحلى بالكفاءة والاستثمار، مشيراً إلى أن الأولويات ينبغي أن تتمحور حول التحول في نظام الطاقة العالمي، وانتشار الطاقة المتجددة، لافتاً إلى أن ذلك لن يكون على حساب الوقود الأحفوري كما يتصور البعض.
وأضاف «يجب أن ندرك أن التحول مدروس حتى لا يؤثر على حياة الآخرين وحصولهم على الطاقة، والاستثمار على المستوى العالمي في صناعة الغاز سيكون جزءاً كبيراً من التحول، ويمكننا الاستعانة بالحكومات وتحمل بعض الضغط بفعل الجائحة».
من ناحيته، ذكر برندن بيتشال، الرئيس التنفيذي لمجموعة بيتشال، أن إنشاء مشروع نيوم من أهم المشاريع التحويلية حول العالم، معلناً عن انتقال مقرهم الإقليمي في الرياض، وأن أولوياتهم ما بعد الجائحة هو نيوم، الذي سيوفر الطاقة النظيفة والمتجددة، والبنية التحتية الرقمية، والنقل السريع، وتطبيقات المدن الحديثة.
وفي جلسة بعنوان «العمارة الاجتماعية» تناول فيها المشاركون طبيعة الاستثمارات المطلوبة في البنية التحتية من أجل النهوض بموجة نمو جديدة، في وقت تقدر فيه «أكسفورد إيكونوميكس» أن تلبية متطلبات استثمارات البنية التحتية المستقبلية تقدر بـ100 تريليون دولار تقريبا على مدار الـ20 عاما المقبلة.
ونوه المتحدثون عن تعمق نظرة صناع السياسات في مشاريع الأشغال العامة واسعة النطاق لدعم الاقتصادات من خلال جائحة «كورونا»، بشكل يحتاج إلى القدرة على التنبؤ بالمفاجآت، بحيث يتم فجأة تعقب برامج البنية التحتية التي طال انتظارها بسرعة، ويبدأ الإجراء بنظرة ثاقبة لمشاريع بنية تحتية محددة ستعيد تصور الأعمال العالمية لرسم المشهد الاقتصادي على مدى الـ100 عام المقبلة، واستكشاف الفرص المقابلة للقطاع الخاص وتحفيز المستثمرين.
وفي جلسة «المضي قدما: كيف يمكن للرؤساء التنفيذيين الاستفادة من فضاء التحوّل الرقمي؟» أكد المشاركون في الجلسة، أن التباعد الاجتماعي والعمل من المنزل أدى إلى تسريع رقمي بشكل كبير، مع التحول وسيعيد ابتكار نماذج الأعمال والعمليات التجارية بشكل دائم، وكيفية العمل لإطلاق العنان لفرصة غير مسبوقة، ويعزز سبل تمكين المستثمرين من الاستفادة من سرعة التحول الرقمي، وكيف يمكن ذلك من خلال حركة الرؤساء التنفيذيين بسرعة كافية لضمان عدم تخلف شركاتهم عن الركب.
وقال المشاركون في الجلسة إن شركة البيانات الدولية تتوقع بلوغ الإنفاق العالمي على التقنيات والخدمات التي تمكّن الرقمية للوصول إلى 2.3 تريليون دولار بحلول عام 2023 بينما تظهر أبحاث «ماكينزي» أن 75 في المائة من محترفي الأعمال الذين يستخدمون التقنيات الرقمية الجديدة لأول مرة هذا العام، سيستمرون في استخدامها في المستقبل.
وفي جلسة تناولت دراسة استقصائية حديثة للمديرين التنفيذيين لفت المشاركون، إلى أنه في خضم الوباء العالمي، كان على الشركات الرائدة في العالم أن تبتكر، مشددين على ضرورة صنع محاور البقاء وتعزيز الأدوات التي تسمح للشركات بأن تكون ذكية، مع الدعوة إلى أهمية إجراء مخطط للشركات الرائدة الخارجة من الانكماش الاقتصادي بشكل أكبر من أجل القدرة على التكيف ونماذج الأعمال الأكثر استجابة.
وناقشت جلسة بعنوان «تطور الشركة... كيف يقوم قادة الأعمال ببناء المزيد من الشركات التكيفية؟»، بمشاركة كوجي فوجيوارا، الرئيس والمدير التنفيذي لبنك «ميزوهو» باليابان، سبل جعل الشراكات بين مؤسسات الخدمات المالية المبتكرة وشركات التكنولوجيا المالية الناضجة، بالإضافة إلى الاستثمارات الاستراتيجية في الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا المالية، يمكن أن تساعد في إعادة تصور الصناعة المالية من أجلها بشكل أفضل.
ومن منظور ماكوتو تاكاشيما، الرئيس والمدير التنفيذي لمؤسسة سوميتومو ميتسوي المصرفية اليابانية، فإنه لا تزال الحصة السوقية لشركات التكنولوجيا المالية، قليلة في حدود 50 شركة في العام الماضي، إذ إنه فقط حوالي واحد في المائة من إجمالي الصناعة المالية العالمية، حيث وضع الوباء النظام البيئي المصرفي بأكمله كان تحت الضغط، ورغم زيادة الإيرادات في بعض الحالات، أصبحت الحاجة إلى حلول رقمية مخصصة أكثر أهمية.
وأكدت الجلسة، أن التوسع السريع في الوصول إلى الخدمات المالية في جميع أنحاء العالم الناشئ أدى إلى ارتفاع الطلب عليها الخدمات المصرفية الرقمية، ومع ذلك، فإن 19 في المائة فقط من البنوك لديها فريق ابتكار متخصص في التكنولوجيا المالية و6 في المائة فقط حققوا عائد الاستثمار المطلوب من تعاون التكنولوجيا المالية.


مقالات ذات صلة

الخريف: نتوقع إصدار 1100 رخصة صناعية في السعودية بنهاية 2024

الاقتصاد جانب من الجلسة الحوارية في «ملتقى ميزانية 2025» بالرياض (الشرق الأوسط)

الخريف: نتوقع إصدار 1100 رخصة صناعية في السعودية بنهاية 2024

قال وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، بندر الخريف، إنه خلال العام الحالي، من المتوقع أن يتم إصدار 1100 رخصة صناعية، فيما دخل 900 مصنع حيز الإنتاج.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد وزير المالية السعودي محمد الجدعان (الشرق الأوسط) play-circle 01:31

وزير المالية: ميزانية السعودية 2025 تستهدف مواصلة التوسع في الإنفاق الإستراتيجي

أكد وزير المالية السعودي محمد الجدعان، أن ميزانية العام 2025 تستهدف مواصلة التوسع في الإنفاق الإستراتيجي على المشاريع التنموية وفق الإستراتيجيات القطاعية>

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد وزير المالية متحدثاً في ملتقى «الميزانية السعودية 2025» (الشرق الأوسط)

الجدعان في ملتقى الميزانية: «رؤية 2030» هدفت إلى المحافظة على مالية مستدامة

قال وزير المالية السعودي محمد الجدعان، إن النمو المستدام يعتمد على مالية مستدامة، وأن «رؤية 2030» هدفت للمحافظة على مالية عامة مستدامة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد ولي العهد في أثناء توقيعه على الميزانية العامة للدولة لعام 2025 (واس)

الميزانية السعودية... استدامة مالية واستمرار في الإصلاحات

أقر مجلس الوزراء السعودي برئاسة الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء أمس (الثلاثاء)، ميزانية عام 2025 بإيرادات متوقعة عند 1.184 تريليون ريال.

مساعد الزياني (الرياض) عبير حمدي (الرياض)
الاقتصاد ولي العهد مترئساً جلسة مجلس الوزراء المخصصة لإقرار ميزانية عام 2025 (واس) play-circle 00:51

الميزانية السعودية 2025... نمو مستدام مدعوم بالإصلاحات الاقتصادية

جاء إعلان السعودية عن ميزانية العام المالي 2025 التي أقرّها مجلس الوزراء السعودي ليظهر مدى توسع الاقتصاد السعودي.

مساعد الزياني (الرياض) عبير حمدي (الرياض)

وزير المالية: ميزانية السعودية 2025 تستهدف مواصلة التوسع في الإنفاق الإستراتيجي

TT

وزير المالية: ميزانية السعودية 2025 تستهدف مواصلة التوسع في الإنفاق الإستراتيجي

وزير المالية السعودي محمد الجدعان (الشرق الأوسط)
وزير المالية السعودي محمد الجدعان (الشرق الأوسط)

أكد وزير المالية السعودي محمد الجدعان، أن ميزانية العام 2025 تستهدف مواصلة التوسع في الإنفاق الإستراتيجي على المشاريع التنموية وفق الإستراتيجيات القطاعية وبرامج "رؤية 2030"، واستمرار تنفيذ البرامج والمشاريع ذات العائد الاقتصادي والاجتماعي والبيئي المستدام، وتطوير بيئة الأعمال لتعزيز جاذبيتها، والمساهمة في تحسين الميزان التجاري للمملكة، وزيادة حجم ونوع الاستثمارات المحلية والأجنبية.

وقال أن الحكومة من خلال هذه الميزانية وما سبقها من ميزانيات مستمرة في الاهتمام بالمواطن واحتياجاته الأساسية، إذ يستمر الإنفاق على قطاعات التعليم، والصحة، والخدمات الاجتماعية، وتواصل جهود تعزيز جودة الخدمات والمرافق الحكومية وتطوير البنية التحتية في مختلف مناطق المملكة، مما يسهم في رفع مستوى جودة الحياة فيها، مع التركيز الدائم على تحسين منظومة الدعم والإعانات الاجتماعية وزيادة فعاليتها.

وبحسب الجدعان العجز يأتي ضمن التخطيط المالي للميزانية، والمملكة تهدف إلى الاستمرار في عمليات التمويل المحلية والدولية بهدف تغطية العجز المتوقع في ميزانية 2025، وسداد أصل الدين المستحق خلال العام القادم وعلى المدى المتوسط، واغتنام الفرص المتاحة حسب ظروف الأسواق المالية لتنفيذ عمليات التمويل الحكومي البديل التي من شأنها تعزيز النمو الاقتصادي مثل الإنفاق الموجّه على الإستراتيجيات والمشاريع الكبرى وبرامج "رؤية 2030".

وتوقع أن يبلــغ رصيد الديـــن العـــام نحو 1,300 مليار ريال (ما يعادل 29.9% من الناتج المحلي الإجمالي) للعام 2025 مقارنــة بـحوالي 1,199 مليار ريال في العام 2024 (ما يعادل 29.3% من الناتج المحلي الإجمالي).

وطبقًا للجدعان، ميزانية 2025 تهدف إلى المحافظة على المركز المالي للمملكة وتحقيق الاستدامة المالية من خلال الحفاظ على مستويات مستدامة من الدين العام واحتياطيات حكومية معتبرة؛ لتعزيز قدرة البلاد على التعامل مع الصدمات الخارجية، إذ يتوقع أن استمرار الحفاظ على رصيد الاحتياطيات الحكومية لدى البنك المركزي السعودي (ساما) بنهاية العام المقبل عند المستوى نفسه للعام الجاري، إذ سيبلغ حوالي 390 مليار ريال.

وأضاف الجدعان، أن الإصلاحات الاقتصادية والمالية التي شهدها الاقتصاد السعودي نتج عنها تحسن في المؤشرات، وقطع مرحلة مهمة في مسيرة التنويع الاقتصادي والاستقرار المالي، و التقديرات الأولية في العام الحالي، تشير إلى استمرار دور الأنشطة غير النفطية في تعزيز نمو الناتج المحلي الإجمالي؛ نتيجة استمرار المبادرات والإصلاحات الهادفة لرفع مساهمة القطاع الخاص في الناتج المحلي الإجمالي وتمكينه ليصبح المحرك الرئيس للنمو الاقتصادي.

وتابع وزير المالية، أن جهود الحكومة المتواصلة لتطوير سوق العمل أسهمت في تراجع معدل البطالة بين السعوديين إلى أدنى مستوى تاريخي له، إذ وصل إلى 7.1 في المائة بنهاية الربع الثاني من 2024.

كما بلغ معدل مشاركة المرأة في سوق العمل 35.4 في المائة، متجاوزًا بذلك مستهدف الرؤية عند 30 في المائة، وفق الجدعان.

وأشار إلى أن هذه الأرقام الإيجابية تأتي نتيجة إنجازات تنويع الاقتصاد من خلال تعزيز القطاعات الواعدة وتمكين القطاع الخاص وتنفيذ المشاريع التنموية ضمن رؤية المملكة 2030، وتمكين المزيد من فئات المجتمع لدخول سوق العمل من خلال أنماط العمل الجديدة.

وقال الوزير السعودي، إن الاقتصاد العالمي يشهد تحسنًا على الرغم من استمرار الصراعات الجيوسياسية المتصاعدة التي يمكن أن تخلق تحديات جديدة على المدى القريب، ومع ذلك حافظت المملكة على مركزها المالي القوي، واستمرت في تنفيذ مشاريعها وخططها التنموية، ولم تتأثر بشكل كبير؛ نظرًا للسياسات المالية الفعّالة التي وضعتها الحكومة لتضمن جاهزيتها لجميع التحديات الاقتصادية المحلية والعالمية.