الفن الإسباني المعاصر... امتداداته التاريخية وعصره الذهبي

الفن الإسباني المعاصر... امتداداته التاريخية وعصره الذهبي
TT

الفن الإسباني المعاصر... امتداداته التاريخية وعصره الذهبي

الفن الإسباني المعاصر... امتداداته التاريخية وعصره الذهبي

للفنان الدكتور كاظم شمهود طاهر، صدر كتاب «الفن الإسباني المعاصر والريادة في العالم»، وهو مزود بالصور واللوحات الفنية الملونة.
يضم الكتاب مقدمة وخمسة فصول. تناول الفصل الأول الحضارة المشرقية، والعصر الذهبي للأدب والفن الإسبانيين وعصور التنوير الأوروبي، والممهدين لظهور الفنون الحديثة. وركز الفصل الثاني على مشاهير الفن التشكيلي الإسباني: غويا، وبيكاسو، وخوان ميرو، وسلفادور دالي، وخوان غريس، وغيرهم. في حين تناول الفصل الثالث «جماعة الخطوة» 1957 ومن ممثليها: أنتونيو ساورا، ومارتين ساورا، ومارتين جيرنو، ولويس فيتو، ومانويل ميارس، ورافائيل كانوغار، ثم تحدث المؤلف في الفصل الرابع عن طلائع الفن الحديث، أما الفصل الخامس والأخير فقد سلّط الضوء على الجيل الأخير من الفنانين الإسبان، متوقفاً عند كل فنان، ومعرِّفاً بسيرته ونتاجه وأسلوبه الفني.
جاء في مقدمة الكتاب: «إن عراقة الفن الإسباني وعظمته تتمثل في امتداداته التاريخية القديمة، التي تعود إلى العصور البدائية الأولى وما حفلت به تلك العهود الغابرة من معتقدات وعادات وطقوس مختلفة... وبعد سقوط غرناطة عام 1492 استقرت إسبانيا تحت حكم الملكين فرناندو وإيزابيل، وبدأت نهضة فنية وأدبية أطلق عليها النقاد (العصر الذهني)، امتد نحو قرنين، بدأ فيه الرسامون يرسمون الأحداث التاريخية والاجتماعية التي عاشوها في ذلك الوقت، خصوصاً أحداث سقوط غرناطة وطرد الموريسكيين إلى شمالي أفريقيا، وكانت الروايات والحكايات والتقاليد الأندلسية من مصادر الإلهام والإبداع للأدباء والفنانين، الذين كان أغلبهم من أصول أندلسية مثل فيلاسكيز وموريو، اللذين يعدان من عباقرة الفن الباروكي في إسبانيا في القرن السابع عشر، بل حتى إن مفجري الفن الحديث والأدب والشعر مثل: بيكاسو ولوركا وإلبرتي، هم من أصول أندلسية، ولهذا فإن حقيقة العصر الذهبي للأدب والفن الإسباني هو في الواقع عبارة عن عصارة أو نتاج الثقافة العربية، التي عاشت أكثر من تسعة قرون في شبه الجزيرة، يضاف إلى ذلك ما قدمه نوابغ الأدباء والفنانين الإسبان وتراثهم الآيبيري العريق في تلك المرحلة.
وكان المؤلف قد أصدر عدداً من الكتب الفنية والتاريخية، منها ثلاثة كتب في اللغة الإسبانية من موسوعة فنية تتكون من عشرة أجزاء، تحت عنوان «من روائع الفن التشكيلي في العالم».



«عورة في الجوار»... رواية جديدة لأمير تاجّ السِّر

«عورة في الجوار»... رواية  جديدة لأمير تاجّ السِّر
TT

«عورة في الجوار»... رواية جديدة لأمير تاجّ السِّر

«عورة في الجوار»... رواية  جديدة لأمير تاجّ السِّر

بالرغم من أن الرواية الجديدة للكاتب السوداني أمير تاج السر تحمل على غلافها صورة «كلب» أنيق، فإنه لا شيء في عالم الرواية عن الكلب أو عن الحيوانات عموماً.

هي رواية تتنقل بخفة ولغة ساخرة بين المعاناة والحب والسياسة والفانتازيا والأساطير، تحمل اسم «عورة في الجوار»، وسوف تصدر قريباً عن دار «نوفل» للنشر والتوزيع، وتقع في 140 صفحة.

عن عوالمها وفضائها السردي، يقول تاج السرّ لـ«الشرق الأوسط»: «تروي هذه الرواية التحولات الاجتماعية، وحياة الريف المكتنز بالقصص والأساطير، وانتقال البلد إلى (العصرنة) والانفتاح ورصد التأثيرات الثقافيّة التي تهبّ من المدن إلى الأرياف، لكنها ترصد أيضاً تأثير الأوضاع السياسية المضطربة في السودان على حياة الناس العاديين وما تسببه الانقلابات العسكرية من معاناة على السكان المحليين، خاصة في الأرياف... إلى جانب اهتمامها بتفاصيل الحياة اليومية للناس، في سرد مليء بالفكاهة السوداء».

حمل غلاف الرواية صورة الكلب، في رمزية مغوية إلى بطل الرواية، الذي كان الناس يطلقون عليه لقب «كلب الحرّ» كتعبير عن الشخص كثير التنقلّ الذي لا يستقرّ في مكان. كان كثير التنقّل حيث يعمل سائق شاحنة لنقل البضائع بين الريف والعاصمة وبقية المدن، والزمان هو عام 1980، وفي هذا الوقت يلتقي هذا السائق، وكان في العشرينات من عمره بامرأة جميلة (متزوجة) كانت تتبضع في متجر صغير في البلدة التي ينحدرُ منها، فيهيمُ فيها عشقاً حتى إنه ينقطع عن عمله لمتابعتها، وتشمم رائحتها، وكأنها حلم من أحلام الخلود.

وعن الريف السوداني الذي توليه الرواية اهتماماً خاصاً، ليس كرحم مكاني فحسب، إنما كعلاقة ممتدة في جسد الزمان والحياة، مفتوحة دائماً على قوسي البدايات والنهايات. يتابع تاج السر قائلاً: «الريف السوداني يلقي بحمولته المكتنزة بالقصص والأساطير حتى الفانتازيا في أرجاء الرواية، حيث ترصد الرواية ملامح وعادات الحياة الاجتماعيّة... لتنتقل منها إلى عالم السياسة، والانقلابات العسكرية والحروب الداخلية، حيث تسجل صراعاً قبلياً بين قبيلتَين خاضتا صراعاً دموياً على قطعة أرض زراعية، لا يتجاوز حجمها فداناً واحداً، لكنّ هذه الصراعات المحلية تقود الكاتب إلى صراعات أكبر حيث يتناول أحداثاً تاريخيّة كالوقائع العسكريّة والحروب ضدّ المستعمِر الإنجليزي أيّام المهدي محمد أحمد بن عبد الله بن فحل، قائد الثورة المهديّة، ومجاعة ما يعرف بـ(سنة ستّة) التي وقعت عام 1888، حيث تعرض السودان عامي 1889 – 1890 إلى واحدة من أسوأ المجاعات تدميراً».

وعلى الصعيد الاجتماعي، ترصد الرواية الغزو الثقافي القادم من المدن إلى الأرياف، وكيف استقبله الناس، خاصة مع وصول فرق الموسيقى الغربية، وظهور موضة «الهيبيز»، وصولاً إلى تحرر المرأة.

رواية جديدة تتنقل بخفة ولغة ساخرة بين المعاناة والحب والسياسة والفانتازيا والأساطير، سوف تصدر قريباً عن دار «نوفل» للنشر.

يشار إلى أن أمير تاج السر روائي سوداني ولد في السودان عام 1960، يعمل طبيباً للأمراض الباطنية في قطر. كتب الشعر مبكراً، ثم اتجه إلى كتابة الرواية في أواخر الثمانينات. صدر له 24 كتاباً في الرواية والسيرة والشعر. من أعماله: «مهر الصياح»، و«توترات القبطي»، و«العطر الفرنسي» (التي صدرت كلها عام 2009)، و«زحف النمل» (2010)، و«صائد اليرقات» (2010)، التي وصلت إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية عام 2011، تُرجمَت أعماله إلى عدّة لغات، منها الإنجليزيّة والفرنسيّة والإيطاليّة والإسبانيّة والفارسيّة والصينيّة.

نال جائزة «كتارا» للرواية في دورتها الأولى عام 2015 عن روايته «366»، ووصلتْ بعض عناوينه إلى القائمتَين الطويلة والقصيرة في جوائز أدبيّة عربيّة، مثل البوكر والشيخ زايد، وأجنبيّة مثل الجائزة العالميّة للكتاب المترجم (عام 2017 بروايته «العطر الفرنسي»، وعام 2018 بروايته «إيبولا 76»)، ووصلت روايته «منتجع الساحرات» إلى القائمة الطويلة لجائزة عام 2017.

صدر له عن دار «نوفل»: «جزء مؤلم من حكاية» (2018)، «تاكيكارديا» (2019) التي وصلتْ إلى القائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد للكتاب (دورة 2019 – 2020)، «سيرة الوجع» (طبعة جديدة، 2019)، «غضب وكنداكات» (2020)، «حرّاس الحزن» (2022). دخلت رواياته إلى المناهج الدراسيّة الثانويّة الإماراتيّة والبريطانيّة والمغربية.