حيلة من المخ... لماذا يبدو الماضي أفضل من الحاضر غالباً؟

الحنين إلى الماضي الوردي حيلة يلعبها المخ علينا عندما نشعر أننا ضعفاء أو مثقلون بالأعباء (أرشيفية)
الحنين إلى الماضي الوردي حيلة يلعبها المخ علينا عندما نشعر أننا ضعفاء أو مثقلون بالأعباء (أرشيفية)
TT

حيلة من المخ... لماذا يبدو الماضي أفضل من الحاضر غالباً؟

الحنين إلى الماضي الوردي حيلة يلعبها المخ علينا عندما نشعر أننا ضعفاء أو مثقلون بالأعباء (أرشيفية)
الحنين إلى الماضي الوردي حيلة يلعبها المخ علينا عندما نشعر أننا ضعفاء أو مثقلون بالأعباء (أرشيفية)

أحياناً ما نقع في براثن الاعتقاد أن كل شيء في الماضي كان أفضل وأسهل بكثير. ولكن هذه إحدى الحيل التي يلعبها المخ علينا، لا سيما عندما نشعر أننا ضعفاء أو مثقلون بالأعباء.
غير أنه من الناحية الفعلية نادراً ما يكون هذا هو الحال وهو أن الأشياء كانت أفضل «بشكل موضوعي» في الماضي.
ويشير علماء النفس إلى هذا النمط الخاطئ من التفكير بالماضي الوردي، وأن هذا تحيز إدراكي مدروس بشكل جيد، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية.
يحدث هذا لأننا عندما نفكر في الماضي من المرجح أننا نفكر في الأشخاص والأحداث والأماكن والأشياء بشكل مجرد. وعندما نفكر في الأشياء بشكل مجرد من المرجح أننا نركز على العموميات الإيجابية بشكل عام وليست التفاصيل الجوهرية التي أحياناً ما تكون قاتمة، حسبما ذكر موقع «سيكولوجي توداي».
على سبيل المثال، إذا تذكرت عطلة قضيتها مع أسرتك، فلنقُل قبل خمس سنوات، فمن المحتمل أنك سوف تتذكر الحوارات الممتعة والطعام الجيد الذي تناولته. ومن المرجح أنك لن تتذكر كم كانت الأريكة التي نمت عليها لخمسة أيام متتالية غير مريحة، ناهيك بمدى التوتر الناجم عن قضاء الوقت مع أسرتك الممتدة لأسبوع كامل.
بمعنى آخر، تزول التفاصيل السلبية من الأحداث الماضية من ذاكرتنا مع الوقت بينما تظل الأوجه الإيجابية. ومن الجيد أن هذا يحدث، حيث إنه يبقينا في حالة ذهنية إيجابية في الحاضر. وإذا لم تعمل أدمغتنا على هذا النحو فسوف يكون هناك احتمال أقل أن نقوم بنفس العطلة العام التالي أو القيام بأنشطة أخرى مهمة لصحتنا النفسية.
وفي الواقع، الأشخاص الذين يميلون لتذكر الخبرات السلبية أكثر من الإيجابية من المحتمل أنهم يعانون من اضطرابات مزاجية مثل الاكتئاب.
وهذا يقود إلى أن الماضي الوردي هو تحيز معرفي ولكن مثل الكثير من التحيزات المعرفية، يخدم غرضاً مهماً.
ومن الجيد دائماً التعامل مع مشاعر الحنين إلى الماضي بقدر صحي من التشكيك. وتشير أبحاث علم النفس بشكل عام إلى أن أفضل أيامنا أمامنا وليست خلفنا.
وتعقبت إحدى الدراسات منحنى التفاؤل لدى الأشخاص على مدار الوقت. ووجد الباحثون أن التفاؤل كان أقل في العشرينيات من العمر ثم ارتفع تدريجياً في عمر الثلاثين والأربعين ليصل إلى الذروة في الخمسينيات من العمر ثم يتراجع بعد ذلك.
بمعنى آخر، هناك دليل جيد على القول إن أسعد الأيام في المستقبل. وحتى إذا لم تكن كذلك، فيظل من المهم افتراض ذلك. يجب أن يتجنب المرء النظر إلى الماضي بدرجة من الولع. ولكن من نفس المنطلق، يجب عدم استغلال الماضي كعذر لتكون غير سعيد في الحاضر.



معرض «الذهب والمجوهرات» المصري يستلهم الفنون الفرعونية

خبراء يعتقدون أن المصريين القدماء عرفوا الحلي منذ عصر ما قبل التاريخ (الشرق الأوسط)
خبراء يعتقدون أن المصريين القدماء عرفوا الحلي منذ عصر ما قبل التاريخ (الشرق الأوسط)
TT

معرض «الذهب والمجوهرات» المصري يستلهم الفنون الفرعونية

خبراء يعتقدون أن المصريين القدماء عرفوا الحلي منذ عصر ما قبل التاريخ (الشرق الأوسط)
خبراء يعتقدون أن المصريين القدماء عرفوا الحلي منذ عصر ما قبل التاريخ (الشرق الأوسط)

افتتح وزير التموين والتجارة الداخلية المصري الدكتور شريف فاروق، الأحد، فعاليات معرض «نبيو» للذهب والمجوهرات 2024، بالعاصمة المصرية القاهرة، الذي «يعد أكبر حدث سنوي في صناعة الذهب والمجوهرات بمصر، ويعكس تميز القاهرة في هذا المجال على المستويين الإقليمي والدولي»، بحسب بيان صحافي للوزارة.

ويستمر معرض «نبيو»، الذي يقام بقاعة المعارض الدولية بالقاهرة، حتى الثلاثاء المقبل، بمشاركة 80 عارضاً محلياً ودولياً، من بينهم 49 علامة تجارية مصرية، و31 عارضاً دولياً، بالإضافة إلى جناحين مخصصين لكل من تركيا وإيطاليا للمرة الأولى، بهدف «تعزيز البعد الدولي».

جانب من افتتاح المعرض (مجلس الوزراء المصري)

وتتضمن فعاليات «نبيو» معرضاً فنياً بعنوان «المجوهرات كانعكاس للهوية المصرية عبر التاريخ - الحقبة الفرعونية». وقال وزير التموين المصري، خلال الافتتاح، إن «المعرض يعكس الإرث الحضاري العريق لمصر في مجال الذهب والمجوهرات، ويمثل فرصة حقيقية لتعزيز الصناعات الوطنية وزيادة تنافسيتها في الأسواق العالمية».

وقال مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية، الدكتور حسين عبد البصير: «الحلي والمجوهرات في مصر القديمة لم تكن مجرد زينة تجميلية، بل هي لغة معقدة مليئة بالرموز تعبر عن المكانة الاجتماعية، الروحانية، والصلات العميقة بالطبيعة والإلهية».

قطعة حلي فرعونية بالمتحف القومي للحضارة المصرية (الشرق الأوسط)

وأضاف عبد البصير لـ«الشرق الأوسط»: «المصريون القدماء استطاعوا بفضل مهارتهم الفنية وابتكارهم، صنع مجوهرات تحمل معاني وقيماً تفوق بكثير وظيفتها الجمالية»، مشيراً إلى أنهم «استخدموا الذهب في صناعة الحلي باعتباره رمزاً للخلود والنقاء، كما استخدموا أيضاً الفضة والنحاس وأحياناً البرونز، وزينوا المجوهرات بأحجار كريمة وشبه كريمة مثل اللازورد، والفيروز، والجمشت، والكارنيليان، والعقيق، والزجاج الملون».

ولفت عبد البصير إلى أن «المجوهرات كانت مؤشراً على الثراء والنفوذ، حيث اقتصر استخدام الذهب والأحجار الكريمة على الطبقة الحاكمة والنبلاء، بينما استخدمت الطبقات الأقل المواد البديلة مثل الزجاج».

وأشار إلى أن «هناك مجوهرات صنعت خصيصاً للموتى وكانت توضع بين الأثاث الجنائزي»، ضارباً المثل بالحلي التي اكتشفت في مقبرة الفرعون الذهبي «توت عنخ آمون».

وأردف: «كانت المجوهرات جزءاً لا يتجزأ من حياة المصري القديم، حيث تعكس فلسفته وتصوره عن العالم، كما كانت رمزاً لفنون ذلك العصر».

المصريون القدماء أبدوا اهتماماً لافتاً بالحلي (الشرق الأوسط)

ويشير الخبراء إلى أن المصريين القدماء عرفوا الحلي منذ عصر ما قبل التاريخ، وكانوا يرتدونها للزينة ولأغراض دينية أيضاً، حيث كانت تستخدم مثل تميمة لحماية جسد المتوفى.

ويستضيف معرض «نبيو» أيضاً 166 مشاركاً من 19 دولة لـ«تعزيز التعاون التجاري وزيادة الصادرات»، إضافة إلى مسابقة لتصميم المجوهرات بمشاركة 13 دولة. وقال وزير التموين المصري إن «المعرض يجسد التعاون المثمر بين الدولة والقطاع الخاص، ويعكس رؤية القاهرة لأن تكون مركزاً عالمياً لصناعة الذهب والمجوهرات».