نتنياهو يفعّل ضغوطاً لـ«زيارة مغربية» قبل الانتخابات

اهتمام صحافي إسرائيلي بالإعلان عن العلاقات الإسرائيلية المغربية في ديسمبر (كانون الأول) الماضي (أ.ف.ب)
اهتمام صحافي إسرائيلي بالإعلان عن العلاقات الإسرائيلية المغربية في ديسمبر (كانون الأول) الماضي (أ.ف.ب)
TT

نتنياهو يفعّل ضغوطاً لـ«زيارة مغربية» قبل الانتخابات

اهتمام صحافي إسرائيلي بالإعلان عن العلاقات الإسرائيلية المغربية في ديسمبر (كانون الأول) الماضي (أ.ف.ب)
اهتمام صحافي إسرائيلي بالإعلان عن العلاقات الإسرائيلية المغربية في ديسمبر (كانون الأول) الماضي (أ.ف.ب)

في محاولة لاستغلالها انتخابياً، يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لترتيب «زيارة مغربية» في أحد الاتجاهين، أن يزور هو المغرب، أو يزور الملك محمد السادس، إسرائيل، خلال الأسابيع المقبلة. على أن تتم إحدى الزيارتين قبل 23 مارس (آذار) القادم، موعد الانتخابات العامة في إسرائيل.
وذكر موقع «واي نت»، التابع لصحيفة «يديعوت أحرنوت»، أمس الثلاثاء، أن مسؤولين في ديوان رئيس الوزراء، نتنياهو، ومسؤولين في مقر مجلس الأمن القومي التابع لديوانه، يجرون اتصالات مع القصر الملكي في المغرب، بهدف تنسيق زيارة للعاهل المغربي محمد السادس إلى إسرائيل خلال الأسابيع القادمة، وربما فور انتهاء فترة الإغلاق المفروض على مطار بن غوريون. غير أن خبراء في مجلس الأمن القومي شككوا في إمكانية نجاح هذه الجهود. وقالوا، إن العاهل المغربي لن يوافق على زيارة إسرائيل قبيل الانتخابات، حتى لا يسجل عليه أنه أقدم على زيارة ستستغل في هذه الانتخابات. وحتى في حال وافق، فإنه سيشترط شيئاً متوازناً مع الفلسطينيين، على الأقل أن تشمل الزيارة، زيارة رام الله والاجتماع مع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن). وهذا أمر قد يرتد ضد نتنياهو، الذي تتركز معركته مع حزبين يمينيين متطرفين، هما «يمينا» برئاسة نفتالي بنيت و«أمل جديد»، برئاسة غدعون ساعر. «وسوف يمزقان لحمه في حال أتاح مساواة كهذه بينه وبين أبو مازن».
ولهذا فإن تلك المصادر، تقول، إن الاحتمال الأكبر، في هذه الحالة، هو أن يحاول نتنياهو أن يقوم هو بـ«الزيارة المغربية»، أي زيارة الرباط. وقال مسؤول رفيع آخر، إن «هناك اتصالات، ومحاولات، لكن من الصعب رؤية هذا الحدث يتحقق. نحن نعرف أن ديوان رئيس الحكومة ومجلس الأمن القومي يريدون هذا، لكن من غير المؤكد أنهم سيتمكنون من تحقيقه قبل الانتخابات. ولكن، من يدري. فقد تتحول المسألة إلى مسألة حظ ويفاجئنا الملك بقدومه أو بدعوته نتنياهو لزيارته في المغرب».
تجدر الإشارة إلى أن نتنياهو تحدث قبل شهر مع الملك محمد السادس ووجه له الدعوة للقيام بزيارة إلى إسرائيل. وفي يوم الأحد الماضي، صادقت الحكومة الإسرائيلية على اتفاق إقامة العلاقات بين البلدين، وقبل ذلك تم توقيع اتفاق لتسيير رحلات مباشرة بين البلدين. ومن المتوقع أن تفتح إسرائيل قريباً مكتب اتصال إسرائيلي في الرباط سيتولى مسؤوليته الدبلوماسي ديفيد جوبرين. ويعمل المغرب بشكل حثيث على ترميم أحد المباني في مدينة تل أبيب، ستستخدم مقراً لمكتب الاتصال المغربي في إسرائيل. وكان يفترض أن يتم افتتاح هذه المكاتب نهاية الشهر الجاري، لكن تقرر إرجاء ذلك بسبب الإغلاق الشديد الذي قررته الحكومة الإسرائيلية لمواجهة أخطار الانتشار المنفلت لفيروس كورونا.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.