الأمم المتحدة تؤكد استمرار عمل «اليونيفيل» وإجراء تحقيق بملابسات مقتل الجندي الإسباني

نتنياهو يطالب مجلس الأمن ببيان يدين «حزب الله» ويدعو لنزح سلاحه

الأمم المتحدة تؤكد استمرار عمل «اليونيفيل» وإجراء تحقيق بملابسات مقتل الجندي الإسباني
TT

الأمم المتحدة تؤكد استمرار عمل «اليونيفيل» وإجراء تحقيق بملابسات مقتل الجندي الإسباني

الأمم المتحدة تؤكد استمرار عمل «اليونيفيل» وإجراء تحقيق بملابسات مقتل الجندي الإسباني

أكد فرحان حاج، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، مقتل جندي إسباني من قوات حفظ السلام في منطقة قرية الغجر جنوب لبنان (عند الخط الأزرق الذي رسمته الأمم المتحدة للمنطقة الحدودية بين لبنان وإسرائيل). وأشار حاج إلى أن قوة الأمم المتحدة في لبنان (يونيفيل) ستواصل عملها ومهمتها في حفظ الأمن والسلام في جنوب لبنان، كما ستواصل القوة الاعتماد على كل القوات المشاركة فيها ومنها إسبانيا.
وأضاف حاج في تصريحات خاصة، لـ«الشرق الأوسط»: «سنجري تحقيقا في ملابسات الحادث لمعرفة الظروف وراء مقتله، وقائد قوة اليونيفيل (أندريا تينيتي) على اتصال مع الطرفين، ونحثهما على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس لمنع التصعيد على الحدود الإسرائيلية اللبنانية».
وخلال المؤتمر الصحافي اليومي بالأمم المتحدة، كرر ستيفان دوغاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، التأكيدات على إجراء تحقيق لكشف ملابسات الحادث وأسباب مقتل الجندي الإسباني، مشيرا إلى أن قوات اليونيفيل أعادت نشر قواتها على الأرض بالتشاور مع الحكومة اللبنانية.
وأشار دوغاريك إلى أن منسقة الأمم المتحدة للبنان سيغريد كاغ أعربت عن قلقها من تدهور الأوضاع عند الحدود اللبنانية الإسرائيلية، وطالبت كل الأطراف بالامتناع عن أي أعمال من شأنها أن تزيد من زعزعة استقرار الأوضاع في جنوب لبنان. وأوضح مسؤول بالبعثة الإسبانية لدى الأمم المتحدة أن الجندي الإسباني هو العريف فرانسيسكو خافيير توليدو (36 عاما). وأشار إلى أن وزير الدفاع الإسباني بيدرو مورينس ألغى زيارته الرسمية للهند لمتابعة التحقيقات في وفاة الجندي الإسباني.
وقال مسؤول بالبعثة الإسبانية - رفض نشر اسمه لأنه غير مخول بالحديث - إن الجندي الإسباني كان عضوا في لواء المشاة الميكانيكي ببوينو غوزمان، وقد انضم للخدمة العسكرية في عام 2004، موضحا أنه تم إرسال فريق طبي إلى المنطقة لكن الأطباء لم يتمكنوا من إنقاذ حياة الجندي.
من ناحية أخرى، قدم السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة رون بروسور رسالة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى مجلس الأمن الدولي، أكد فيها أن إسرائيل ستتخذ كل التدابير اللازمة للدفاع عن نفسها. وقال «إسرائيل لن تقف موقف المتفرج بينما يستهدف (حزب الله) الإسرائيليين. وطالب نتنياهو مجلس الأمن بإصدار بيان بعبارات (لا لبس فيها) لإدانة (حزب الله)، وطالب بنزع سلاح (حزب الله) وإلزام حكومة لبنان بتعهداتها الدولية وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701».



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».