رئيس الحكومة التونسية: الحرب ضد «كورونا» طويلة

TT

رئيس الحكومة التونسية: الحرب ضد «كورونا» طويلة

أكد هشام المشيشي، رئيس الحكومة التونسية، أن حملة تلقيح الإطار الطبي التونسي العامل في الصفوف الأولى من جبهة مكافحة فيروس «كورونا»، ستنطلق بصفة فعلية بداية من الأول من فبراير (شباط) المقبل، متوقعاً أن تكون الحرب على الوباء طويلة. وقال في جلسة برلمانية عقدت أمس (الثلاثاء) إن تونس أعدت أهم عناصر النجاح في هذه الحرب وأهمها الانخراط في المنظومات الدولية الكفيلة بتوفير جرعات اللقاح للتونسيين في أقرب الآجال. وأضاف أن تونس حددت استراتيجية عملية للتلقيح، وأعدت المراكز الصحية المنخرطة في هذه الخطة، كما حددت قائمة الأشخاص ذوي الأولوية في تلقي التلقيح المجاني ضد الوباء.
على صعيد متصل، كشف محمد الرابحي رئيس لجنة الحجر الصحي في تونس عن اتخاذ السلطات التونسية عدة إجراءات جديدة بداية من الأول من فبراير المقبل، وذلك لمحاصرة السلالة المحورة من فيروس «كورونا» التي ظهرت للمرة الأولى في المملكة المتحدة. وأكد أن كل وافد إلى تونس مطالب بأن يظهر ما يفيد بأنه أجرى تحاليل مخبرية تثبت أنه غير مصاب بالفيروس، على أن يكون قد أمن حجزا مسبقا في أحد الفنادق التونسية. وأشار إلى أن كل زائر لتونس عليه أن يقضي فترة أسبوع في أحد الفنادق التي حددتها وزارة الصحة التونسية، وفي حال تأكد خلوه من الفيروس يغادر الفندق السياحي لقضاء إجازته في تونس، وذلك إثر إجراء تحليل مخبري ثان في اليوم السادس من حلوله بالبلاد، أما إذا لم يحترم هذا البروتوكول الصحي، فإن السلطات ستمنعه من دخول تونس.
وفيما يتعلق بالمدة الزمنية التي سيطبق فيها هذا الإجراء الجديد، أكد الرابحي أن ذلك مرتبط بمدى السيطرة على الحالة الوبائية في تونس وبقية بلدان العالم ومدى مقاومة اللقاحات الجديدة لوباء «كورونا» والسلالة المحورة التي تم اكتشافها في بريطانيا. يذكر أن تونس قد منعت قدوم مسافرين من المملكة المتحدة ومن جنوب أفريقيا وكذلك من البرازيل.
في غضون ذلك، أعلنت اللجنة الجهوية لمجابهة فيروس «كورونا» بمنطقة قابس (جنوب شرقي تونس) على أثر اجتماعها المنعقد أول من أمس عن قرار الغلق المؤقت لكامل منطقة مارث لمدة 12 يوما متتاليا، بداية من اليوم (الأربعاء) 27 يناير (كانون الثاني) الحالي إلى غاية يوم الأحد 7 فبراير المقبل، وذلك نتيجة الانتشار السريع لحالات الإصابة المؤكدة وتنامي عدد الوفيات من يوم إلى آخر.
يذكر أن عدد الإصابات المؤكدة في تونس بلغ ما لا يقل عن 198.636 إصابة منذ الكشف لأول مرة عن الوباء بداية شهر مارس (آذار) الماضي، أما العدد الإجمالي للوفيات فقد ارتفع بدوره إلى ما لا يقل عن 6.287 وفاة، وقد تمكن نحو 146.740 تونسيّاً من الشفاء.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.