الملك محمد السادس يطلق مشاريع سكنية وبيئية جنوب البلاد

تهدف إلى تحسين ظروف عيش السكان والنهوض بالمشهد العمراني

الملك محمد السادس لدى اطلاقه مشاريع سكنية وبيئية في محافظة قلعة السراغنة جنوب البلاد أمس (ماب)
الملك محمد السادس لدى اطلاقه مشاريع سكنية وبيئية في محافظة قلعة السراغنة جنوب البلاد أمس (ماب)
TT

الملك محمد السادس يطلق مشاريع سكنية وبيئية جنوب البلاد

الملك محمد السادس لدى اطلاقه مشاريع سكنية وبيئية في محافظة قلعة السراغنة جنوب البلاد أمس (ماب)
الملك محمد السادس لدى اطلاقه مشاريع سكنية وبيئية في محافظة قلعة السراغنة جنوب البلاد أمس (ماب)

أشرف العاهل المغربي الملك محمد السادس على إطلاق أشغال إنجاز القطب الحضري الجديد «البدر»، وإنجاز محطة لمعالجة المياه العادمة، فضلا عن تدشين متنزه «المربوح»، وعمليتي السكن الاجتماعي منخفض التكلفة «الرجاء» في محافظة قلعة السراغنة، و«الرحمة» في مدينة تملالت جنوب البلاد.
وتتوخى هذه المشاريع التي رصدت لها استثمارات هامة، تعزيز جاذبية المدينة، وتحسين إطار عيش السكان، وتلبية حاجات الطبقات المتوسطة والأسر ذات الدخل المحدود في مجال السكن، وحماية البيئة، والنهوض بالمشهد العمراني. ويمتد القطب الحضري الجديد «البدر»، الواقع عند مشارف مدينة قلعة السراغنة، على مساحة إجمالية قدرها 132 هكتارا. وسيهم هذا المشروع بتجهيز 3330 بقعة سكنية (عمارات وفيلات)، منها 274 بقعة لإعادة الإسكان، و96 بقعة للأنشطة التجارية، و24 بقعة مخصصة للتجهيزات السوسيو - اقتصادية، و11 بقعة مخصصة للتجهيزات العمومية للقرب.
كما يكتسي هذا المشروع، الذي تشرف عليه مجموعة (العمران)، بعدا بيئيا نظرا لكونه يهم بتهيئة 14 هكتارا من الفضاءات الخضراء.
وسيؤمن القطب الحضري الجديد «البدر»، خلال السنوات المقبلة، تعميرا متوازنا كفيلا بوضع حد للسكن غير اللائق، وتخفيف الضغط الحاصل على مدينة قلعة السراغنة، ولا سيما توفير منتج سكني يلبي حاجات جميع الشرائح الاجتماعية، خصوصا ذات الدخل المتوسط.
وأعطى الملك محمد السادس أيضا انطلاقة أشغال توسيع الطريق الرابطة بين مركز مدينة قلعة السراغنة والقطب الحضري المستقبلي «البدر»، على طول 1.4 كلم. ويندرج هذا المشروع الذي سيتطلب استثمارات بقيمة عشرة ملايين درهم (1.25 مليون دولار) في إطار برنامج شامل للتأهيل الحضري للمدينة (89 مليون درهم)، حيث هم شطره الأول الذي جرى الانتهاء من أشغال إنجازه، تهيئة ساحتين عموميتين، والفضاءات الخضراء، وإنجاز طريق محورية بطول 1.9 كلم بغية التخفيف من كثافة حركة السير بالمدينة، إلى جانب تأهيل مدخلين رئيسيين للمدينة، من خلال إعادة أشغال تكسية المحاور الكبرى وتجديد شبكة الإنارة العمومية.
ومن أجل تعزيز العرض السكني بمدينة قلعة السراغنة، أشرف الملك محمد السادس على تدشين عمليتين للسكن الاجتماعي منخفض التكلفة، «الرجاء» بقلعة السراغنة و«الرحمة» بتملالت، واللتان جرى إنجازهما من طرف مجموعة (العمران).
ويهدف هذا المشروع تمكين الفئات الاجتماعية المعوزة وذات الدخل المحدود، من التوفر على سكن لائق وبشروط تفضيلية. كما ستعطيان دفعة قوية لسياسة محاربة السكن غير اللائق.
وأشرف الملك محمد السادس على تدشين متنزه «المربوح»، الذي أنجز على مساحة 24 هكتارا، ويشتمل على مركز للاستقبال، وقاعة متعددة الخدمات تتسع لـ500 مقعد، وأربعة ملاعب رياضية (كرة المضرب، كرة القدم المصغرة، كرة السلة)، ومسبح.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».