في لقائنا معه في «صدى الملاعب»، قال رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جياني إنفانتينو، إن تطبيق تقنية «الفار» خطوة مهمة في تاريخ كرة القدم، وإنها منحت هذه اللعبة مزيداً من العدالة المنشودة، ولكن «هضم هذه التقنية وتوظيفها بالشكل المثالي» يحتاج لبعض الوقت.
وأنا شخصياً أعتقد أن إنفانتينو لخص كل مشكلات «الفار» في هذه العبارة القصيرة، رغم أنني كعاشق لكرة القدم، ضد «الفار»، وضد التكنولوجيا في «لعبة الفقراء»، ولعبة الشوارع ولعبة الحواري، واللعبة التي يمارسها الناس في كل مكان، وهناك دول لا تستطيع تأمين تكاليف «الفار» في ملاعبها، وعددها بالعشرات، وربما بما يفوق المائة دولة وأكثر، وهذا لمباريات الدوري والمباريات الرسمية والتنافسية طبعاً، ولكني كشخص لا يمكنني السباحة ضد التيار والوقوف في وجه تقنية بات استخدامها أمراً روتينياً في ملاعب العالم، ولهذا علينا أن «نهضم هذه التقنية» ونفهم مفاتيحها؛ بدلاً من أن نظل تائهين كل يوم في جدلية: من السبب، «الفار» أم غرفة «الفار»، أم الحكام أم عناد الحكام، أم الوقت الطويل المهدور في المباريات من أجل التأكد من حادثة معينة؟ وقد تصل التوقفات إلى سبع دقائق مثلاً، كما حدث في المرحلة الـ14 من دوري كأس الأمير محمد بن سلمان.
نعم العدالة مهمة، ونعم متعة كرة القدم أيضاً مهمة، ونعم التوقيت مهم، ونعم سلامة اللاعبين من الأمراض بسبب التوقف دقائق طويلة بانتظار قرار الحكم مهمة جداً، ولهذا يجب أن تكون هناك آليات ملزمة لجميع الحكام بسرعة اتخاذ القرار؛ لأنهم سابقاً كانوا يأخذونه في جزء من الثانية، فلماذا الآن بدقائق طويلة وبكاميرات تعيد اللقطة سبعين ألف مرة، حتى يستقر الحكم على رأي؟ وأنا مع التجربة الإنجليزية (كما نراها على الشاشة) فحكام «الفار» يعطون القرار لحكم الساحة الذي نادراً ما يعود للفيديو والإعادات، لتبقى المباريات مثيرة وممتعة والتوقفات قليلة، وبالوقت نفسه العدالة متحققة؛ لأن حكم «الفار» يجب أن يكون مؤهلاً ومحايداً وخالياً من التعصب والميول، حتى لا يتمكن أي ناقد أو مشاهد أو متابع من اتهامه بالانتقائية في اختيار الأخطاء، والازدواجية في المعايير.
«الفار» بات جزءاً لا يتجزأ من كرة القدم، ويجب علينا التعايش معه وتحسينه إلى أقصى حد ممكن، وإلا سنفقد متعة كرة القدم التي نحبها.
5:33 دقيقه
«الفار» وأصحاب القرار!
https://aawsat.com/home/article/2761976/%C2%AB%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%A7%D8%B1%C2%BB-%D9%88%D8%A3%D8%B5%D8%AD%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%B1
«الفار» وأصحاب القرار!
«الفار» وأصحاب القرار!
مقالات ذات صلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة