عبد الملك الحوثي: استقالة هادي كانت خطوة شاذة تهدف إلى المناورة

الإفراج عن مدير مكتب الرئاسة اليمنية بعد 11 يوما من الاختطاف

عبد الملك الحوثي: استقالة هادي كانت خطوة شاذة تهدف إلى المناورة
TT

عبد الملك الحوثي: استقالة هادي كانت خطوة شاذة تهدف إلى المناورة

عبد الملك الحوثي: استقالة هادي كانت خطوة شاذة تهدف إلى المناورة

رحب عبد الملك الحوثي، زعيم جماعة الحوثيين في شمال اليمن، باستقالة الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومة الكفاءات برئاسة خالد محفوظ بحاح، رغم أنه وصفها بـ«الخطوة الشاذة غير السليمة، ومناورة سياسية غير موفقة، كثير يدرك أنها كانت خطوة تهدف إلى مناورة من أجل الابتزاز وفرض الالتفافات التي يسعون لفرضها في الواقع، ولكن رب ضارة نافعة». وطالب، في كلمة متلفزة له مساء أمس، المجتمع الدولي بدعم سرعة الانتقال السلمي للسلطة في اليمن، ودعا أبناء المحافظات الجنوبية إلى عدم السماح لمن وصفهم بـ«الانتهازيين باستغلال قضيتهم العادلة»، ووعد أبناء محافظة مأرب بحقهم في ثرواتهم النفطية، مؤكدا وقوفه معهم، حسب قوله، كما دعا إلى اجتماع وصفه بالاستثنائي والتاريخي الجمعة المقبل في العاصمة صنعاء، وذلك لـ«مراجعة الوضع الداخلي لليمن على المستوى السياسي والأمني والخروج بمقررات هامة واستثنائية وتاريخية»، ووعد اليمنيين «بحسن العاقبة»، واعتبر أن الجيش اليمني وقف إلى جانب الشعب.. «نقدر ونجل الشعب اليمني وجيشنا الوطني الذي أثبت وطنيته وحبه لبلده وشعبه وأثبت أنه سيكون إلى جانب شعبه مهما كانت التطورات؛ إذ هي وظيفته وواجبه، ونشيد بهذا الموقف والالتزام الإيجابي لجيشنا الوطني».
وتضمن خطاب عبد الملك الحوثي، وهو الخطاب الثاني في غضون نحو 10 أيام، اتهامات للجنوبيين وأبناء محافظة مأرب، بما معناه «إثارة الفوضى والقيام بخطوات استفزازية لتأزيم الوضع وإثارة الفوضى، وهناك قوى تلعب لا تريد الخير للإخوة في الجنوب أو لبقية أبناء الشعب اليمني، إضافة إلى خطوات تصعيدية في مأرب»، مهددا بالوقوف ضد «الفوضويين» بقوله: «لن نقف مكتوفي الأيدي ضد الفوضويين»، وحمل القوى السياسية في الساحة اليمنية مسؤولية الفوضى، وأشار إلى أن انهيار الوضع في اليمن ستكون له آثاره على المنطقة برمتها.
وبرر «الانقلاب» على السلطة الشرعية بالقول إنها «كانت خطوة من أجل هذا البلد، ومن أجل الشعب وكرامته ومستقبله وحريته، وكان لا بد منها، لأن كل المحاولات التي تعتمد الحوار والنقاش السياسي والعمل، للإقناع بالالتزام بالاتفاقات، ولم نجهد أنفسنا في فرض فرضيات خارج الاتفاقات، وكان التوجه هو في فرض أمر واقع يدخل البلد إلى حافة الهاوية، الخطوة تصدت لخطوة كان يهدف منها العمل على المستوى السياسي»، ودعا إلى «التعاون بدلا عن الصراع، وإلى أن يتخلص البعض من عقدهم وأحقادهم»، حسب تعبيره، وحذر مما وصفها بالمؤامرات، وخاطب الخارج بالقول إن الشعب اليمني له حضارة على مر التاريخ «وعندما تأتي أية قوى خارجية لتتآمر على هذا البلد، فهي تتحمل النتائج، وأؤكد أن التآمر على اليمن والدفع به نحو الانهيار، سيكون له مردود سلبي على المنطقة، وليس هناك مصلحة لأحد في ذلك، وهذه مسألة خطرة جدا».
إلى ذلك، أكدت مصادر في صنعاء أن جماعة الحوثي المسلحة أفرجت، مساء أمس، عن الدكتور أحمد عوض بن مبارك، مدير مكتب الرئاسة اليمنية بعد 11 يوما من اختطافه من قبل اللجان الشعبية الحوثية من قلب العاصمة صنعاء، وقالت المصادر إن وفدا من مشايخ قبائل محافظة شبوة تسلم بن مبارك، بعد مفاوضات مع الحوثيين أدارها المبعوث الأممي إلى اليمن، جمال بنعمر. وحتى وقت متأخر من مساء أمس، لم يتأكد إن كان المسؤول اليمني المفرج عنه، قبل بشروط الحوثيين للإفراج عنه، وهي عدم العودة إلى منصبه ومغادرة اليمن بصورة كاملة. وكانت مصادر في الرئاسة اليمنية قالت لـ«الشرق الأوسط» في وقت سبق إطلاق سراح أحمد بن مبارك لأن الحوثيين وعدوا بإطلاق سراح بن مبارك لكنهم اشترطوا أن يغادر اليمن فورا، وأضاف المصدر أن «الحوثيين أصدروا لائحة اتهام بحق بن مبارك وقرروا إدانته ومعاقبته، في نفس الوقت»، وذكرت المصادر أن مفاوضات جرت اليومين الماضيين بين الحوثيين وبعض القوى السياسية، قبل أن تنسحب الأخيرة بسبب تعنت الحوثيين، بشأن إطلاق سراح بن مبارك وغيرها من القضايا، وأشارت المصادر إلى أن مدير مكتب الرئاسة يرفض الرضوخ لشروط الحوثيين من أجل الإفراج عنه ويطالب باعتذار رسمي وعلني من الجماعة جراء ما تعرض له من اختطاف وتشويه سمعة.
وتداول نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورة لمدير مكتب الرئاسة بملابسه الرسمية وهو يجلس وسط مجموعة من القيادات الحوثية قبيل الإفراج عنه بلحظات، ومن الصور، يتبين أن المكان الذي التقطت فيه كان في «فيلا» بحي حدة بالعاصمة صنعاء.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».