بايدن يصدر 54 قراراً تنفيذياً خلال الأيام العشرة الأولى من ولايته

جين ساكي تقود مؤتمرها الصحافي الأول في البيت الأبيض أمس (رويترز)
جين ساكي تقود مؤتمرها الصحافي الأول في البيت الأبيض أمس (رويترز)
TT

بايدن يصدر 54 قراراً تنفيذياً خلال الأيام العشرة الأولى من ولايته

جين ساكي تقود مؤتمرها الصحافي الأول في البيت الأبيض أمس (رويترز)
جين ساكي تقود مؤتمرها الصحافي الأول في البيت الأبيض أمس (رويترز)

حدد الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن ست أزمات ملحة تواجهه في اليوم الأول من ولايته، وتشمل مكافحة وباء «كوفيد - 19»، وتغير المناخ، وانعدام المساواة الاجتماعية، والعنصرية المؤسساتية، وتراجع مكانة أميركا على الساحة الدولية، وحماية الديمقراطية.
ويعتزم الرئيس الجديد، الذي أدى قسم اليمين في حفل تنصيب استثنائي خيم عليه شبح الوباء والعنف السياسي، إصدار حوالي 54 أمرا تنفيذيا في الأيام العشرة الأولى من ولايته، وذلك في مسعى لعكس أو تعليق بعض القرارات الصادرة عن إدارة سلفه دونالد ترمب والتي يعارضها بايدن.
وبعد ساعات قليلة من أدائه اليمين الدستورية ظهر الأربعاء، أصدر بايدن 17 أمرا تنفيذيا، شملت التراجع عن قرار الانسحاب من منظمة الصحة العالمية، والعودة إلى اتفاق باريس للمناخ، وفرض ارتداء الكمامات في المباني الحكومية، وتوسيع اختبارات «كوفيد - 19» وتوزيع اللقاح، وتشكيل لجنة للعمل على إعادة فتح المدارس والشركات، وإجراءات تتعلق بضمان المساواة العرقية، فضلا عن إنهاء العمل بقرار حظر السفر من دول ذات أغلبية مسلمة. وقال بايدن للصحافيين: «أعتقد أن بعض الأشياء التي سنقوم بها ستكون جريئة وحيوية... وليس هناك وقت لنضيعه».
وأرسل بايدن إلى الكونغرس اقتراحا لتوفير طريق لحصول المهاجرين غير الشرعيين «برنامج الحالمين» على الجنسية الأميركية، ويصل عددهم إلى 11 مليون شخص، وقرارات لوقف تمويل الجدار الحدودي مع المكسيك. وتناولت قرارات تنفيذية أخرى تمديد فترة دفع الديون الخاصة بقروض الدراسة للطلبة وتجميد عمليات إخلاء السكن لمن عجز عن دفع قروضه العقارية بسبب التداعيات الاقتصادية للجائحة. إلى ذلك، طالب بايدن الإدارات الحكومية بتجميد القرارات التي أصدرتها إدارة ترمب خلال الستين يوما الماضية لمراجعتها. وعلى خطى بايدن، لم يتأخر فريق البيت الأبيض الجديد في مباشرة العمل. إذ عقدت المتحدثة باسمه، جين ساكي، أول مؤتمر صحافي لها مساء الأربعاء، وحرصت على تأكيد التزام الإدارة الجديدة بالصحافة الحرة المستقلة، واستئناف المؤتمرات الصحافية اليومية، في خطوة اعتبرها كثيرون «تصالحية» بين البيت الأبيض والإعلام.
وبرغم هذا التفاؤل الحذر، فإنه من شبه المؤكد أن يواجه الرئيس الأميركي الجديد عدة تحديات على خلفية جائحة مستعرة أودت بحياة أكثر من 400 ألف أميركي، وأدت إلى تراجع اقتصادي وانكماش كبير مع ارتفاع مقلق للدين العام.
على المدى القصير والمتوسط، سيكون التحدي الأبرز لدى بايدن، بعد مصادقة مجلس الشيوخ على أعضاء إدارته، «توحيد أميركا». لكنه سيواجه تحديات شتى في توحيد كل التيارات والأطياف المختلفة في المجتمع الأميركي، وقد يضطر للاختيار بين القتال من أجل تنفيذ أجندته السياسية أو صياغة اتفاقات ومواءمات للتوفيق بين الحزبين. ويرى مراقبون أن بايدن بحاجة لتحقيق نتائج ملموسة بسرعة أو مواجهة ردود فعل عنيفة قد تكلف الحزب الديمقراطي أغلبيته الضئيلة في الكونغرس.
إلى ذلك، لا يزال جزء كبير من قاعدة الرئيس السابق دونالد ترمب الشعبية يتشكك في شرعية إدارة بايدن، ويضغط على قادة الحزب الجمهوري لمقاومة أجندته. وليس واضحا أن مناشدات بايدن من أجل الوحدة ستخفف من حدة مقاومة الجمهوريين لأولوياته السياسية.
وقد طرح بايدن أجندة مدعومة بتأييد التيار التقدمي في الحزب الديمقراطي، تتطلب توفير استثمارات بتريليونات الدولارات لتحقيق إصلاح شامل في أنظمة الرعاية الصحية وإصلاح نظام الهجرة ورفع الحد الأدنى للأجور وتعزيز سياسات مكافحة التغير المناخي، وكلها ستجد مقاومة من الجمهوريين، قد يصعب على الديمقراطيين تجاوزها.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».