أسعار النفط «تربك» ميزانية تونس

نتيجة اعتماد فرضيات غير واقعية

تواجه ميزانية تونس لسنة 2021 تحديات ارتفاع أسعار النفط بعد اعتماد فرضيات غير واقعية (إ.ب.أ)
تواجه ميزانية تونس لسنة 2021 تحديات ارتفاع أسعار النفط بعد اعتماد فرضيات غير واقعية (إ.ب.أ)
TT

أسعار النفط «تربك» ميزانية تونس

تواجه ميزانية تونس لسنة 2021 تحديات ارتفاع أسعار النفط بعد اعتماد فرضيات غير واقعية (إ.ب.أ)
تواجه ميزانية تونس لسنة 2021 تحديات ارتفاع أسعار النفط بعد اعتماد فرضيات غير واقعية (إ.ب.أ)

تواجه ميزانية تونس لسنة 2021 تحديات الزيادات التي عرفتها أسعار النفط في الأسواق العالمية، فقد اعتمدت على فرضية لا تتجاوز حدود 45 دولاراً كسعر مرجعي للنفط طوال السنة، في حين كانت المفاجأة علنية؛ إذ إن الأسعار عرفت ارتفاعاً مهماً مع بداية السنة الجديدة مع توقعات بأن تتجاوز سعر 60 دولاراً للبرميل الواحد.
وتجاوزت الأسعار خلال الأيام الأخيرة حدود 55 دولاراً وهي سائرة نحو الارتفاع خلال الأشهر المقبلة، وهو ما سيطرح فرضية إجراء تعديلات على قانون المالية منذ بداية السنة. والحال أن تونس قد اعتمدت خلال السنوات الماضية قوانين مالية تعديلية لتجاوز الثغرات المالية العديدة التي تظهر على ميزانية الدولة.
والمفاجئ هذه المرة، أن الثغرة قد بدأت بصفة مبكرة؛ إذ إن وزارة المالية كانت تلجأ إلى التعديل بعد مضي خمسة أشهر أو النصف الأول من السنة، وهذه المرة ستكون مضطرة إلى إجراء تعديلات مبكرة لأن فرضية 45 دولاراً لن تكون مجدية ولا مقنعة، وفق عدد من خبراء الاقتصاد والمالية في تونس.
في هذا الشأن، قالت جنات بن عبد الله، الخبيرة الاقتصادية، إن الزيادة بدولار واحد في سعر البرميل تؤدي إلى زيادة في نفقات الدعم بنحو 129 مليون دينار تونسي (نحو 47 مليون دولار)، أما الزيادة بنحو 10 مليمات (الدينار التونسي يساوي ألف مليم) في سعر صرف الدولار فتؤدي إلى الزيادة بـ25 مليون دينار (نحو 9 ملايين دولار) في نفقات الدعم الموجهة لعدد من المنتجات الاستهلاكية، مع العلم أن ميزانية الدولة اعتمدت سعراً مرجعياً للدولار بنحو 2.8 دينار.
وتؤكد بن عبد الله، أن وزارة المالية التونسية ستكون أمام سيناريوهات عدة، من بينها العودة إلى المراجعة الآلية لأسعار المحروقات التي باتت مرتبطة بأسعار السوق، كما أنها ستكون في حاجة ماسة إلى تمويلات مالية عاجلة، ولعل هذا ما دفعها مؤخراً لفتح قنوات الحوار مجدداً مع صندوق النقد الدولي؛ حتى تمكن الاقتصاد المحلي من جرعة «أكسجين» في ظل الأزمات المالية والاجتماعية المتتالية.
يذكر أن البنك الدولي قد توقع أن تنهي تونس السنة الماضية بانكماش في النمو قدّره بنحو 9.1 في المائة، على أن تسجل خلال لسنة الحالية نمواً بـنحو 5.8 في المائة وتحقيق نسبة 2 في المائة خلال سنة 2022. ومن المنتظر أن يواجه الاقتصاد التونسي تحديات إضافية، وذلك بتسجيل زيادة على مستوى نسبة البطالة بـ3 في المائة لتستقر في حدود 21.1 في المائة من مجموع السكان النشطين.
من ناحيتها، توقعت لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (إسكوا)، أن يشهد الاقتصاد التونسي انكماشاً حاداً يتراوح بين 3.8 و7.1 في المائة، وأشارت اللجنة إلى تأثر تونس بالركود العميق الذي سجلته بلدان أوروبا باعتبارها الشريك الرئيسي.
وتوقع تقرير «مسح التطورات الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة العربية»، الذي أجرته «إسكوا»، أن تنمو كل من الصادرات والواردات التونسية بنسبة 13 في المائة خلال السنة الحالية، وذلك بعد تراجع منتظر في حدود 17.3 في المائة للصادرات و19.2 في المائة للواردات خلال السنة الماضية.



السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)

سطرت السعودية التاريخ، بعد أن جمعت البلدان الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، المكونة من 193 دولة، للاتفاق على معاهدة الرياض لقانون التصاميم، وهي تركز على تعظيم الأثر والقيمة على المنظومة بشكل عام، وذلك بعد مرور 20 عاماً على هذه المعاهدة التي لم تر النور إلا من عاصمة المملكة.

جاء ذلك مع ختام أعمال مؤتمر الرياض الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم، في حدث لأول مرة منذ أكثر من عقد من الزمن تعقد فيها المنظمة العالمية للملكية الفكرية «الويبو» مؤتمراً دبلوماسياً خارج جنيف، وهو الأول الذي يُقام في السعودية والشرق الأوسط، ليمثل المرحلة الأخيرة للمفاوضات الخاصة باعتماد معاهدة هذا القانون، التي تستهدف تبسيط إجراءات حماية التصاميم، من خلال توحيد المتطلبات.

وشهد الحدث، خلال الأسبوعين الماضيين، نقاشات وحوارات مكثفة بين البلدان الأعضاء من أجل الوصول إلى معاهدة تلتزم فيها الدول الأعضاء بالمتطلبات الأساسية لتسجيل التصاميم، وأثرها الإيجابي على المصممين، لتصبح هناك إجراءات موحدة تُطبَّق على جميع الدول.

العائد الاقتصادي

وفي رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، خلال المؤتمر الصحافي مع ختام هذا الحدث، اليوم الجمعة، قال الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للملكية الفكرية، عبد العزيز السويلم، إنه من خلال الدراسات يوجد هناك نسب عالية جداً للشباب والفتيات في إبداع التصميم بالمملكة، وستكون ذات أثر اقتصادي بمجرد أن يكون المنتج قابلاً للحماية، ومن ثم للبيع والشراء.

وأكد الرئيس التنفيذي أن اختيار اسم «معاهدة الرياض» يعكس المكانة التي تحتلها المملكة بوصفها جسراً للتواصل بين الثقافات، ومركزاً لدعم المبادرات العالمية، كما أن اعتماد المعاهدة يُعد إنجازاً تاريخياً يعكس تعاون ومساهمة البلاد في الإطار الدولي للملكية الفكرية، وفتح آفاق جديدة للتعاون بين الدول الأعضاء.

ووفق السويلم، هذه المعاهدة ستسهم في وضع أسس قانونية مهمة تحقق الفائدة للمصممين، وتدعم الابتكار والإبداع على مستوى العالم.

وتعكس «معاهدة الرياض» رؤية المملكة في تعزيز التعاون الدولي بمجال الإبداع ودورها القيادي في صياغة مستقبل مستدام للمصممين والمبتكرين؛ وقد استكملت المفاوضات في الوصول إلى اتفاق دولي للمعاهدة.

توحيد الإجراءات

وتُعد نقلة نوعية في مجال توحيد إجراءات إيداع التصاميم، لتسجيلها على مستوى دول العالم، وتوفير بيئة قانونية تدعم الابتكار والإبداع في مختلف القطاعات.

هذا الإنجاز يرسخ مكانة المملكة بصفتها وجهة عالمية لدعم المبادرات المبتكرة، ويعكس التزامها بتوفير بيئة مشجِّعة للإبداع تحمي حقوق المصممين وتسهم في ازدهار الصناعات الإبداعية على مستوى العالم.

وكانت الهيئة السعودية للملكية الفكرية قد استضافت، في الرياض، أعمال المؤتمر الدبلوماسي المعنيّ بإبرام واعتماد معاهدة بشأن قانون التصاميم، خلال الفترة من 11 إلى 22 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، بمشاركة الدول الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، بحضور رفيع المستوى من أصحاب القرار.