أزمة في «العدالة والتنمية» المغربي بعد استقالة قيادي

نائب يجمّد عضويته احتجاجاً على التطبيع

جاريد كوشنر خلال زيارته للمغرب الشهر الماضي بعد توقيع اتفاقية التطبيع مع إسرائيل (رويترز)
جاريد كوشنر خلال زيارته للمغرب الشهر الماضي بعد توقيع اتفاقية التطبيع مع إسرائيل (رويترز)
TT

أزمة في «العدالة والتنمية» المغربي بعد استقالة قيادي

جاريد كوشنر خلال زيارته للمغرب الشهر الماضي بعد توقيع اتفاقية التطبيع مع إسرائيل (رويترز)
جاريد كوشنر خلال زيارته للمغرب الشهر الماضي بعد توقيع اتفاقية التطبيع مع إسرائيل (رويترز)

يعيش حزب العدالة والتنمية المغربي، متزعم الائتلاف الحكومي (مرجعية إسلامية)، على إيقاع أزمة داخلية بعد استقالة أحد قيادييه، وتجميد آخر لعضويته في الحزب، وذلك على خلفية توقيع رئيس الحكومة، والأمين العام للحزب سعد الدين العثماني، على اتفاقية التطبيع مع إسرائيل في 22 من ديسمبر (كانون الأول) الماضي. وينتظر أن تعرف هذه الأزمة أبعاداً جديدة خلال انعقاد الدورة العادية للمجلس الوطني (أعلى هيئة تقريرية في الحزب)، يومي السبت والأحد المقبلين.
وقدم عبد العزيز العماري استقالته من الأمانة العامة للحزب، وهو أيضاً عمدة مدينة الدار البيضاء، فيما قرر النائب المقرئ الإدريسي أبو زيد، تجميد عضويته في الحزب، وهو عضو سابق في الأمانة العامة للحزب.
ولم يدل العماري وأبو زيد بأي توضيحات بشأن سبب الاستقالة، لكن مصدراً من الحزب قال لـ«الشرق الأوسط» إن القياديين اتخذا موقفهما «بسبب رفضهما توقيع الأمين العام للحزب على اتفاق التطبيع»، وأنهما راسلا قيادة الحزب بهذا الشأن.
وتحاول قيادة «العدالة والتنمية» تطويق أزمة الاستقالة والتجميد لتفادي استقالات أخرى، كما تسعى إلى تطويق مطالب بعقد مؤتمر استثنائي لمحاسبة القيادة الحالية للحزب، وهي مطالب رفعها شباب من الحزب من خلال إطلاق مبادرة سموها «مبادرة النقد والتقييم». وينتظر أن يناقش اجتماع المجلس الوطني للحزب، المقرر نهاية الأسبوع، تقريراً للأمين العام عن أداء الحزب، كما ينتظر مناقشة مقترح عقد مؤتمر استثنائي للحزب.وحذرت «مبادرة النقد والتقييم» في بيان لها من أن الحزب مهدد بفقدان «هويته النضالية»، منتقدة «استفراد الأمانة العامة بالقرارات المهمة داخل الحزب، رغم كونها مجرد هيئة تنفيذية».
واستبعد مصدر حزبي مطلع لـ«الشرق الأوسط» عقد مؤتمر استثنائي للحزب لمحاسبة القيادة.
في غضون ذلك، قال قيادي في الحزب لـ«الشرق الأوسط» إنه سيكون على الدورة العادية للمجلس الوطني للحزب أن تناقش وتصدر بياناً يدعم القيادة الحالية للحزب، لأن موضوع إعادة العلاقة مع إسرائيل اتخذ على أعلى المستويات في المغرب، ويرتبط به الموقف الأميركي من قضية الصحراء المغربية. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب، قد أعلن في 10 ديسمبر الماضي عن اعتراف الولايات المتحدة بمغربية الصحراء، كما أعلن عن تطبيع العلاقات بين المغرب وإسرائيل. وفي 22 من ديسمبر (كانون الأول) الماضي أيضا وصلت أول طائرة إسرائيلية قادمة من تل أبيب إلى الرباط، وعلى متنها جاريد كوشنير، مستشار ترمب، ومائير بنشبات مستشار الأمن القومي الإسرائيلي.
وجرى توقيع اتفاق ثلاثي في القصر الملكي بالرباط بين المغرب والولايات المتحدة وإسرائيل حول تطبيع العلاقات، واعتراف واشنطن بمغربية الصحراء، وفتح قنصلية بالداخلة، ثاني أكبر مدن الصحراء المغربية.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».