الحكومة التركية تتعهد خفض عجز الميزانية إلى 3.5 %

إردوغان يضرب الليرة مجدداً بحديثه عن «سعر الفائدة»

تصارع تركيا لمواجهة التبعات السلبية للعجز في ميزانها التجاري وتواصل محاولات وقف تدهور الليرة (أ.ف.ب)
تصارع تركيا لمواجهة التبعات السلبية للعجز في ميزانها التجاري وتواصل محاولات وقف تدهور الليرة (أ.ف.ب)
TT

الحكومة التركية تتعهد خفض عجز الميزانية إلى 3.5 %

تصارع تركيا لمواجهة التبعات السلبية للعجز في ميزانها التجاري وتواصل محاولات وقف تدهور الليرة (أ.ف.ب)
تصارع تركيا لمواجهة التبعات السلبية للعجز في ميزانها التجاري وتواصل محاولات وقف تدهور الليرة (أ.ف.ب)

قال وزير الخزانة والمالية التركي، لطفي إلوان، إن الفريق الاقتصادي في الحكومة يعمل على خفض العجز في ميزانية العام الحالي (2021) إلى 3.5 في المائة، في الوقت الذي أعلن فيه البنك المركزي عن تحقيق زيادة في إجمالي الأصول الخارجية لتركيا في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. كما عاودت الليرة التركية تراجعها في بداية تعاملات الأسبوع متأثرة بتصريحات للرئيس رجب طيب إردوغان حول أسعار الفائدة.
وقال إلوان إن الحكومة التركية ستضمن تحقيق نمو مستدام من خلال اتباع سياسات الاقتصاد الكلي، وإن الطاقم المشرف على الشؤون الاقتصادية في البلاد يسعى لخفض عجز الميزانية لعام 2021 إلى 3.5 في المائة.
وأضاف إلوان، في سلسلة تغريدات على «تويتر» الاثنين: «نتخذ التدابير اللازمة، ونسعى لخفض عجز الميزانية في عام 2021 إلى 3.5 في المائة. وزارة الخزانة والمالية ستستمر في اتباع السياسات المالية العامة المتوافقة مع سياسات مكافحة التضخم... سنواصل الالتزام بالانضباط المالي في جميع المجالات، باستثناء ما تتطلبه مكافحة وباء (كورونا)».
وارتفع معدل التضخم في تركيا خلال ديسمبر (كانون الأول) الماضي بأكثر من المتوقع ليصل إلى 14.6 في المائة على أساس سنوي، ليستمر الضغط على البنك المركزي بشأن تشديد السياسة النقدية، الذي قام برفع سعر الفائدة الرئيسي بنسبة 6.75 في المائة خلال شهر واحد ليصل إلى 17 في المائة بحلول نهاية ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
وأظهر أحدث البيانات أن إجمالي عجز الميزانية التركية خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2020 بلغ 140.6 مليار ليرة (20.9 مليار دولار)، في الوقت الذي تصارع فيه تركيا التبعات السلبية للعجز في ميزانها التجاري، وتواصل محاولات وقف تدهور الليرة التي وصلت لمستويات متدنية، وسط ارتفاع متزايد في النفقات الجارية بسبب فروقات أسعار الصرف.
وزاد عجز ميزانية تركيا في الأشهر التسعة الأولى من عام 2020 بنسبة 63.8 في المائة، مقارنة مع الفترة المقابلة من عام 2019؛ حيث بلغ العجز 86.6 مليار ليرة (12.3 مليار دولار). وسبق أن توقعت الحكومة التركية عجزاً في ميزانية عام 2020 بأكمله بنحو 138 مليار ليرة تركية، بينما بلغت قيمة العجز الأكبر في تاريخ تركيا عام 2019 نحو 123.7 مليار ليرة.
وفي ظل تداعيات جائحة «كورونا» التي ضربت البلاد وفشلت في إدارتها، بلغت مصروفات ميزانية الدولة 870 مليار ليرة (129.5 مليار دولار) خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2020، بارتفاع بنسبة 17.6 في المائة على أساس سنوي.
في غضون ذلك، عاودت الليرة التركية مسار الهبوط أمس، في بداية تعاملات الأسبوع لتهبط إلى ما فوق 7.50 ليرة للدولار، مقابل 7.36 ليرة للدولار عند إغلاق الجمعة، في ختام تعاملات الأسبوع الماضي، متأثرة بتصريحات للرئيس التركي رجب طيب إردوغان أكد فيها مجدداً عدم رضائه عن ارتفاع أسعار الفائدة.
من ناحية أخرى؛ أعلن البنك المركزي التركي، في بيان أمس، أن إجمالي الأصول الخارجية لتركيا بلغ 228.6 مليار دولار بنهاية نوفمبر الماضي.
وبحسب الأرقام الواردة في البيان، زادت الاستثمارات المباشرة بنسبة 20.5 في المائة لتبلغ 197.1 مليار دولار مقارنة مع نوفمبر 2019، متأثرة بالتغييرات في القيمة السوقية وأسعار الصرف. وبلغت استثمارات المحافظ 110 مليارات دولار خلال نوفمبر 2020، متراجعة بنسبة 17 في المائة مقارنة مع الفترة نفسها من عام 2019. وزادت الاستثمارات الأخرى بنسبة 1.4 في المائة في الفترة ذاتها لتصل إلى 307.5 مليار دولار، بزيادة 2.6 في المائة مقارنة مع نوفمبر 2019.
وأضاف البيان أن ودائع العملات الأجنبية في البنوك لغير المقيمين بلغت 32.6 مليار دولار، ما يعكس تراجعاً بنسبة 5.4 في المائة مقارنة بنهاية عام 2019، مشيراً إلى أن التدفقات النقدية الصافية في تركيا وحول العالم تأثرت خلال عام 2020 بفعل التبعات السلبية لتفشي وباء «كورونا»، وعمليات إغلاق المرافق الحيوية لدى غالبية اقتصادات العالم.
وتابع البيان أن مؤشرات التعافي في السوق المحلية، بدأت بالظهور منذ الربع الثالث من عام 2020، عبر زيادة الاستثمارات الأجنبية وتراجع مؤشرات في الاقتصاد الكلي؛ أبرزها البطالة.



«إتش إس بي سي» ينسحب من أعمال بطاقات الائتمان في الصين

مقر بنك «إتش إس بي سي» في العاصمة البريطانية لندن (رويترز)
مقر بنك «إتش إس بي سي» في العاصمة البريطانية لندن (رويترز)
TT

«إتش إس بي سي» ينسحب من أعمال بطاقات الائتمان في الصين

مقر بنك «إتش إس بي سي» في العاصمة البريطانية لندن (رويترز)
مقر بنك «إتش إس بي سي» في العاصمة البريطانية لندن (رويترز)

قالت مصادر مطلعة لـ«رويترز» إن بنك «إتش إس بي سي» سينسحب من أعمال بطاقات الائتمان في الصين بعد 8 سنوات من إطلاقها؛ حيث كافح البنك للتوسع وجعل المشروع مربحاً في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

وقالت 3 مصادر مطلعة مباشرة على الأمر إن البنك الذي يركز على آسيا، توقّف عن إصدار بطاقات جديدة، ويعمل على تقليص الخدمة المقدمة لجزء كبير من العملاء الصينيين. وقال اثنان منهم إن الإغلاق المخطط له يأتي بعد محاولات فاشلة لبيع الأعمال.

وقالت المصادر إن البنك الذي لا يزال في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على الخطط، قد يستمر في خدمة بطاقات الائتمان لشريحة صغيرة من العملاء «المميزين». وقال أحد المصادر إن عملاء بطاقات الائتمان «المستقلين» لدى البنك، أولئك الذين لا يستخدمون خدمات «إتش إس بي سي» المصرفية في الصين، لن يتمكنوا من تجديد بطاقاتهم عند انتهاء صلاحيتها، مضيفاً أن هؤلاء العملاء يشكلون جزءاً كبيراً من الأعمال في البلاد.

ويؤكد قرار الانسحاب، الذي لم يتم الإبلاغ عنه سابقاً، على التحديات التي يواجهها البنك في توسيع نطاق وجوده في الصين كجزء من تعهده بالتحول إلى آسيا وتعميق وجوده في الاقتصادات الإقليمية الرئيسية.

ورفضت المصادر الكشف عن هُويتها لأنها غير مخوّلة بالتحدث إلى وسائل الإعلام. وقال متحدث باسم الشركة لـ«رويترز»، دون الخوض في التفاصيل: «كجزء من خدماتنا المصرفية الخاصة المتميزة والعالمية في البر الرئيسي للصين، نواصل تقديم خدمات بطاقات الائتمان التي تركز على السفر الدولي وميزات نمط الحياة».

وتمثل هذه الخطوة تراجعاً عن طموح البنك في تنمية أعمال بطاقات الائتمان في الصين بسرعة بعد إطلاقها في أواخر عام 2016 كجزء من محوره الآسيوي وتوسيع خدماته المصرفية للأفراد وإدارة الثروات في الصين.

وتُظهر بيانات من إصدارات البنك أن «إتش إس بي سي»، الذي يقع مقره الرئيسي في لندن، والذي يحقق الجزء الأكبر من إيراداته في آسيا، كان لديه نحو مليون مستخدم لبطاقات الائتمان الخاصة به في الصين بحلول سبتمبر (أيلول) 2019.

وقال أحد المصادر إنه في غضون 18 شهراً من إطلاق الخدمة، شهد بنك «إتش إس بي سي» وصول الأعمال إلى 500 مليون دولار من الرصيد المستحق، قبل أن يتوقف النمو وتنخفض المعاملات بسبب عمليات الإغلاق الصارمة الناجمة عن كوفيد في الصين... ومنذ ذلك الحين، شدد المستهلكون الصينيون الإنفاق في ظل تباطؤ الاقتصاد، مما أدى إلى انكماش سوق بطاقات الائتمان بشكل أكبر.

ووفقاً لبيانات من «إنسايت آند إنفو كونسالتينغ»، نما إجمالي إصدار البطاقات في 6 سنوات متتالية ليصل إلى ذروة بلغت 800 مليون بطاقة في عام 2021، وانخفض إلى 767 مليون بطاقة بحلول عام 2023.

وقالت مصادر إن «إتش إس بي سي» واجه أيضاً منافسة شديدة وقيوداً تنظيمية في أعمال بطاقات الائتمان في الصين لم يواجهها من قبل في أسواق أخرى، مثل القواعد المتعلقة بتسعير أسعار الفائدة وكيفية تعامل البنوك مع التخلف عن السداد. وأضافوا أن هذه القيود، إلى جانب ارتفاع تكلفة اكتساب العملاء والاحتيال، قوضت آفاق الأعمال.

وبصرف النظر عن نظرائها المصرفيين الصينيين، تواجه البنوك الأجنبية مثل «إتش إس بي سي» أيضاً تحديات من المنصات الرقمية الصينية التي توسعت بسرعة لتقديم خدمات القروض الاستهلاكية بتكاليف أقل بشكل حاد. ولا تقدم سوى حفنة من البنوك الأجنبية خدمات بطاقات الائتمان في الصين، بما في ذلك «ستاندرد تشارترد» وبنك شرق آسيا.

كما يراجع بنك «إتش إس بي سي» النفقات والضوابط التشغيلية في أعمال الثروة الرقمية الصينية، في خطوة قد تؤدي إلى تسريح العمال، حسبما ذكرت «رويترز»، الشهر الماضي.

وتُعد منطقة الصين الكبرى، التي تضم هونغ كونغ وتايوان، أكبر مصدر للدخل للمجموعة، لكن الصين هي السوق الوحيدة عالمياً التي لم تحقق فيها أعمال الثروة والخدمات المصرفية الشخصية في «إتش إس بي سي» أرباحاً بعد. وفي النصف الأول من عام 2024، أعلنت الوحدة عن خسارة قدرها 46 مليون دولار مقارنة بـ90 مليون دولار في الفترة المقابلة من العام الماضي.