بريطانيا تدعو لوقف البناء في المستوطنات الإسرائيلية بالقدس والضفة فوراً

مستوطنة «رمات شلومو» لليهود المتشددين قرب القدس (أرشيفية - رويترز)
مستوطنة «رمات شلومو» لليهود المتشددين قرب القدس (أرشيفية - رويترز)
TT

بريطانيا تدعو لوقف البناء في المستوطنات الإسرائيلية بالقدس والضفة فوراً

مستوطنة «رمات شلومو» لليهود المتشددين قرب القدس (أرشيفية - رويترز)
مستوطنة «رمات شلومو» لليهود المتشددين قرب القدس (أرشيفية - رويترز)

قالت بريطانيا إنها تشعر «بقلق بالغ» إزاء موافقة إسرائيل على بناء منازل جديدة للمستوطنين في الضفة الغربية المحتلة وحذرت من أن الخطوة قد تهدد مفاوضات السلام في المستقبل كما دعت إلى وقف البناء.
وقال متحدث باسم الخارجية البريطانية في بيان: «المستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي وتجازف بتقويض إمكانية تنفيذ حل الدولتين. ندعو إلى وقف بنائها في القدس الشرقية وباقي الضفة الغربية فوراً».
وأقرت إسرائيل أمس الأحد خططاً لبناء المئات من المنازل الجديدة للمستوطنين في الضفة الغربية المحتلة، في مسعى لدفع هذه المشروعات قدماً في الأيام الأخيرة لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب المؤيدة للاستيطان.
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الاثنين خطط البناء على الأراضي التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967 والتي يسعى الفلسطينيون لأن تكون جزءاً من دولتهم في المستقبل.
وقالت حركة السلام الآن الإسرائيلية المناهضة للاستيطان إن نتنياهو أمر بالمضي قدماً في هذه الخطط وإن لجنة حكومية منحت أمس الموافقة النهائية على بناء 365 منزلاً والموافقة المبدئية على 415 منزلاً آخر.
وندد نبيل أبو ردينة المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالقرار الإسرائيلي ووصفه بأنه «غير شرعي»، واتهم إسرائيل بالقيام «بمحاولة استباقية... لتقويض أي جهد قد تقوم به إدارة الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن لإعادة إطلاق عملية السلام المتعثرة».
وقال الاتحاد الأوروبي في بيان إن القرار الإسرائيل الأخير بالمضي قدماً في هذه الخطط «يتعارض مع القانون الدولي ويزيد من تقويض احتمالات حل الدولتين».
ولم يتم تحديث الموقع الإلكتروني للجنة الحكومية الإسرائيلية حتى الآن بتفاصيل قرارات اليوم الأحد والتي أوردتها أيضاً وسائل الإعلام الإسرائيلية الرئيسية.
وعبر زعماء المستوطنين عن قلقهم من أنه بمجرد تولي الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن منصبه يوم الأربعاء، فإنه سيحاول إبطاء بناء المنازل. وانتقد بايدن في السابق النشاط الاستيطاني الإسرائيلي.
وقالت حركة السلام الآن إن المصادقة على وحدات الاستيطان الجديدة «تضع إسرائيل بلا داع في مسار تصادمي مع إدارة بايدن القادمة».
ودعم ترمب بشكل فعال حق إسرائيل في بناء مستوطنات بالضفة الغربية من خلال التخلي عن الموقف الأميركي الراسخ منذ فترة طويلة والمتمثل في اعتبار تلك المستوطنات انتهاكاً للقانون الدولي.
كما حظي ترمب بإشادة إسرائيلية وأثار حنق الفلسطينيين عندما اعترف بالقدس المتنازع عليها عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إليها. وانهارت محادثات السلام التي تدعمها الولايات المتحدة بين إسرائيل والفلسطينيين في 2014.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».