هودسون أودوي يستحق فرصة أكبر لإصلاح الخلل الهجومي لتشيلسي

لامبارد متردد في منح الثقة للاعب الإنجليزي الشاب رغم أنه أفضل من فيرنر وبوليسيتش

أودوي يقاتل على الكرة في لقاء تشيلسي مع أستون فيلا (إ.ب.أ)
أودوي يقاتل على الكرة في لقاء تشيلسي مع أستون فيلا (إ.ب.أ)
TT

هودسون أودوي يستحق فرصة أكبر لإصلاح الخلل الهجومي لتشيلسي

أودوي يقاتل على الكرة في لقاء تشيلسي مع أستون فيلا (إ.ب.أ)
أودوي يقاتل على الكرة في لقاء تشيلسي مع أستون فيلا (إ.ب.أ)

كانت هناك نقطة مضيئة واحدة بالنسبة لتشيلسي في المباراة التي خسرها أمام آرسنال بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد في السادس والعشرين من ديسمبر (كانون الأول) الماضي. وتتمثل هذه النقطة المضيئة في الجناح الشاب كالوم هودسون أودوي، الذي قدم أداء قوياً بعد مشاركته بديلاً للألماني تيمو فيرنر بين شوطي المباراة. فينما كان باقي لاعبي تشيلسي يقدمون مستويات سيئة للغاية، ظل هودسون أودوي يحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه في تلك المباراة الصعبة رغم تأخر فريقه بثلاثة أهداف نظيفة، قبل أن يتمكن في نهاية المطاف من صناعة الهدف الوحيد لتشيلسي الذي أحرزه تامي أبراهام قبل نهاية اللقاء بخمس دقائق.
وقبل نزول هودسون أودوي، كان تشيلسي يبدو تائهاً في الثلث الأخير من الملعب. وكان فيرنر، الذي يلعب مهاجماً صريحاً في الأساس لكن المدير الفني للفريق فرانك لامبارد يصر على الدفع به على الأطراف، يعاني بشدة، كما كان كريستيان بوليسيتش يقدم أداء باهتاً. لقد بدا تشيلسي ضعيفاً ومهلهلاً في تلك المباراة، لكن مصدر القلق الحقيقي يكمن في أن هذا الأداء السيئ لم يكن جديداً، بل كان متكرراً، نظراً لأن الفريق قد تعثر في معظم المباريات التي خاضها في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، حيث خسر بعد تقديم أداء سيئ أمام كل من إيفرتون ووولفرهامبتون، ولم يقدم المستويات المنتظرة منه حتى عندما فاز على وست هام بثلاثة أهداف مقابل لا شيء.
وبالتالي، كان يتعين على لامبارد أن يجرب شيئاً جديداً. وبالفعل، أجرى المدير الفني الشاب عدداً من التغييرات على تشكيلة فريقه أمام أستون فيلا بعد ذلك بيومين، حيث دفع بهودسون أودوي في التشكيلة الأساسية للبلوز للمرة الأولى في الدوري الإنجليزي الممتاز منذ الفوز على كريستال بالاس في الثالث من أكتوبر (تشرين الأول). ورغم أن مباراة أستون فيلا انتهت بالتعادل بهدف لكل فريق، فإن هودسون أودوي قدم أداء جيداً للغاية، بالشكل الذي يبرر إصرار مسؤولي نادي بايرن ميونيخ على التعاقد معه.
ومع ذلك، لم يستمر هودسون أودوي في التشكيلة الأساسية للفريق طويلاً، حيث عاد اللاعب الشاب للجلوس على مقاعد البدلاء عندما استضاف تشيلسي نادي مانشستر سيتي على ملعب «ستامفورد بريدج» قبل أسبوعين، حيث قرر لامبارد الدفع ببوليسيتش ناحية اليسار، وفيرنر في الأمام، وحكيم زياش ناحية اليمين، على الرغم من أن اللاعب المغربي كان قد عاد للتو من إصابة أبعدته عن المشاركة في المباريات لمدة شهر كامل!
ومع نهاية الشوط الأول، كان تشيلسي متأخراً بثلاثة أهداف دون رد. ولم يكن الهدف المتأخر الذي أحرزه هودسون أودوي، الذي شارك بديلاً في الدقيقة 64 من عمر اللقاء، كافياً لمنع التكهنات بشأن مستقبل لامبارد بعد الهزيمة للمرة الرابعة في آخر 6 مباريات بالدوري الإنجليزي الممتاز.
وقد زادت الشكوك حول مستقبل هودسون أودوي مع البلوز بعد ابتعاده عن المشاركة في المباريات خلال الموسم الجاري. وفي الحقيقة، كانت كل المؤشرات تدل على ذلك في بداية الموسم، نظراً لأنه حتى عندما كان هودسون أودوي، البالغ من العمر 20 عاماً، هو الجناح الوحيد الجاهز للمشاركة في المباريات، قرر لامبارد الدفع بميسون ماونت بدلاً منه! وعندما سُئل لامبارد عن عدم الاعتماد على هودسون أودوي في التشكيلة الأساسية للفريق، قال إنه يتعين على اللاعب الشاب أن يثبت نفسه بشكل أكبر في التدريبات. وعلاوة على ذلك، كان لامبارد قد سبق وتحدث عن ضرورة أن يعمل هودسون أودوي على تحسين بعض الأمور فيما يتعلق باللعب من دون كرة.
لكن وجهة النظر البديلة تتمثل في أن هودسون أودوي دائماً ما يصنع الفارق عندما يشارك في المباريات، فعندما كان تشيلسي متأخراً بثلاثة أهداف دون رد أمام وست بروميتش ألبيون في سبتمبر (أيلول) الماضي، شارك بديلاً بين شوطي المباراة وسجل هدفاً رائعاً، ونجح في قيادة الفريق لإدراك التعادل في نهاية المطاف. وعندما شارك في التشكيلة الأساسية للفريق ضد كريستال بالاس بعد ذلك بأسبوع، ساعد تشيلسي في الفوز برباعية نظيفة.
في الحقيقة، لا يقل هودسون أودوي بأي حال من الأحوال عن الجناح الإنجليزي الشاب، جادون سانشو، من حيث الموهبة الفطرية، وربما يكون الفارق الوحيد هو أن سانشو يشارك بصفة دائمة في المباريات منذ رحيله عن مانشستر سيتي إلى بوروسيا دورتموند، وهو الأمر الذي جعله إحدى الركائز الأساسية للمنتخب الإنجليزي الأول. ويتعين على اللاعبين الصاعدين ألا يشعروا بالقلق من أن لديهم مباراة واحدة يتعين عليهم إثبات أنفسهم فيها. وعلى عكس ما يحدث مع هودسون أودوي، يلعب سانشو بحرية كبيرة في ألمانيا.
ومع ذلك، كان هناك شعور بأن لامبارد غير مقتنع بقدرات وإمكانات هودسون أودوي، وأعرب البعض عن مخاوفهم من أن اللاعب الإنجليزي الشاب سيعود إلى مقاعد البدلاء مرة أخرى بمجرد أن يستعيد بوليسيتش وزياش عافيتهما البدنية. وكان بايرن ميونيخ يحاول استغلال الموقف والتعاقد مع هودسون أودوي، عندما عبر اللاعب عن إحباطه بسبب قلة مشاركاته مع الفريق تحت قيادة المدير الفني السابق ماوريسيو ساري، وكان متردداً في التوقيع على عقد جديد قبل عامين. وبعد ساعات قليلة من مباراة كريستال بالاس، اتضح أن تشيلسي قد رفض عرضاً آخر من النادي الألماني.
ولا يرغب تشيلسي في بيع هودسون أودوي بعد أن وقع معه عقداً جديداً مغرياً لمدة خمس سنوات في سبتمبر (أيلول) 2019. ومن جانبه، ظل هودسون أودوي يركز على إثبات نفسه بعد تصعيده من أكاديمية الناشئين للفريق الأول، ويسعى جاهداً لاستغلال الفرصة عندما تتاح له. وبعد أن شارك في التشكيلة الأساسية أمام كريستال بالاس، عاد للجلوس على مقاعد البدلاء ولم يشارك في المباراة التي انتهت بالتعادل أمام ساوثهامبتون، قبل أن يشارك لدقيقة واحدة في المباراة التي انتهت بالتعادل السلبي أمام إشبيلية، ولا يشارك في أي دقيقة في المباراة التي انتهت بالتعادل السلبي أمام مانشستر يونايتد.
وبالتالي، يمكن القول إن هودسون أودوي، الذي يرغب في المشاركة مع المنتخب الإنجليزي في نهائيات كأس الأمم الأوروبية المقبلة، لم يحصل على فرصة عادلة لإثبات نفسه. فبعدما أحرز هدف التقدم في المباراة التي سحق فيها تشيلسي نظيره كراسنودار الروسي برباعية نظيفة في دوري أبطال أوروبا، عاد حبيساً لمقاعد البدلاء مرة أخرى. وعندما عاد للتسجيل في أول مباراة يشارك فيها في التشكيلة الأساسية بعد ذلك، أمام رين الفرنسي في الرابع والعشرين من نوفمبر (تشرين الثاني)، وجد نفسه بعيداً حتى عن مقاعد البدلاء وخارج قائمة المباراة تماماً عندما لعب تشيلسي أمام توتنهام بعد أربعة أيام!
وبالتالي، أصيب اللاعب، الذي تعافى تماماً من الإصابة القوية التي أبعدته عن الملاعب لمدة ستة أشهر في عام 2019، بخيبة أمل شديدة. وبناءً على أرقامه في المباريات التي لعبها، فإنه يستحق الحصول على فرصة أفضل. ونجح هودسون أودوي في هز الشباك مرة أخرى عندما لعب أمام موريكامب في كأس الاتحاد الإنجليزي نهاية الأسبوع الماضي، بالإضافة إلى أنه أحرز هدفين في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم رغم أنه لم يشارك في التشكيلة الأساسية سوى مرتين فقط. إنه يقدم أداء أفضل من بوليسيتش، الذي لم يسجل سوى هدفين في جميع المسابقات، كما أنه أكثر فاعلية من فيرنر عندما يلعب في مركز الجناح.
هذا لا يعني أن بوليسيتس ليس جناحاً موهوباً، أو أن حكيم زياش ليست لديه القدرات والإمكانات التي تؤهله للتألق مع الفريق، لكن من الواضح للجميع أن تشيلسي بحاجة إلى بعض الوقت لكي يتحسن في النواحي الهجومية. وفي الوقت الحالي، يبدو الفريق تائهاً ومهلهلاً، ولا يزال لامبارد عاجزاً عن وضع يده على التشكيلة المناسبة بعد التعاقد مع زياش وفيرنر وكاي هافرتز.
ويتمثل القلق الآن في أن اختيارات لامبارد بدأت تبدو غير مناسبة وغير متسقة. وبعد سماع لامبارد وهو يتحدث عن ضرورة عودة الجناحين للقيام بأدوارهم الدفاعية، لا بد أن هودسون أودوي قد شعر بدهشة كبيرة وهو يرى زياش وبوليسيتش وفيرنر لا يقومون بأدوارهم الدفاعية كما ينبغي أمام آرسنال ومانشستر سيتي!
في هذا السياق، ستكون لدى هودسون أودوي تحفظات على تطوره تحت قيادة المدير الفني الحالي. إنه لا يخاف من المنافسة وليست لديه نية الرحيل عن النادي في فترة الانتقالات الشتوية الحالية، لكنه لا يستطيع أن يتطور بالشكل المطلوب دون أن يشارك في المباريات بشكل منتظم. وإذا لم تتغير نظرة لامبارد للاعب الإنجليزي الشاب، فمن المتوقع أن يحاول بايرن ميونيخ مرة أخرى التعاقد معه خلال الصيف المقبل.



بعد مئويته الأولى... هالاند يتطلع إلى المزيد في مسيرته الحالمة مع مانشستر سيتي

هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
TT

بعد مئويته الأولى... هالاند يتطلع إلى المزيد في مسيرته الحالمة مع مانشستر سيتي

هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)

وصل النجم النرويجي الدولي إيرلينغ هالاند إلى 100 مباراة في مسيرته مع فريق مانشستر سيتي، حيث احتفل بمباراته المئوية خلال فوز الفريق السماوي 2 - صفر على مضيفه تشيلسي، الأحد، في المرحلة الافتتاحية لبطولة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

وكان المهاجم النرويجي بمثابة اكتشاف مذهل منذ وصوله إلى ملعب «الاتحاد» قادماً من بوروسيا دورتموند الألماني في صيف عام 2022، حيث حصل على الحذاء الذهبي للدوري الإنجليزي الممتاز كأفضل هداف بالبطولة العريقة في موسميه حتى الآن. واحتفل هالاند بمباراته الـ100 مع كتيبة المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا على أفضل وجه، عقب تسجيله أول أهداف مانشستر سيتي في الموسم الجديد بالدوري الإنجليزي في شباك تشيلسي على ملعب «ستامفورد بريدج»، ليصل إلى 91 هدفاً مع فريقه حتى الآن بمختلف المسابقات. هذا يعني أنه في بداية موسمه الثالث مع سيتي، سجل 21 لاعباً فقط أهدافاً للنادي أكثر من اللاعب البالغ من العمر 24 عاماً، حسبما أفاد الموقع الإلكتروني الرسمي لمانشستر سيتي.

وعلى طول الطريق، حطم هالاند كثيراً من الأرقام القياسية للنادي والدوري الإنجليزي الممتاز، حيث وضع نفسه أحد أعظم الهدافين الذين شهدتهم هذه البطولة العريقة على الإطلاق. ونتيجة لذلك، توج هالاند بكثير من الألقاب خلال مشواره القصير مع سيتي، حيث حصل على جائزة لاعب الموسم في الدوري الإنجليزي الممتاز، ولاعب العام من رابطة كتاب كرة القدم، ولاعب العام من رابطة اللاعبين المحترفين، ووصيف الكرة الذهبية، وأفضل لاعب في جوائز «غلوب سوكر».

كان هالاند بمثابة اكتشاف مذهل منذ وصوله إلى مانشستر (أ.ف.ب)

وخلال موسمه الأول مع سيتي، أحرز هالاند 52 هدفاً في 53 مباراة في عام 2022 - 2023، وهو أكبر عدد من الأهداف سجله لاعب بالدوري الإنجليزي الممتاز خلال موسم واحد بجميع البطولات. ومع إحرازه 36 هدفاً، حطم هالاند الرقم القياسي المشترك للأسطورتين آلان شيرر وآندي كول، البالغ 34 هدفاً لكل منهما كأكبر عدد من الأهداف المسجلة في موسم واحد بالدوري الإنجليزي الممتاز. وفي طريقه لتحقيق هذا العدد من الأهداف في البطولة، سجل النجم النرويجي الشاب 6 ثلاثيات - مثل كل اللاعبين الآخرين في الدوري الإنجليزي الممتاز مجتمعين آنذاك. وخلال موسمه الأول مع الفريق، كان هالاند أيضاً أول لاعب في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز يسجل «هاتريك» في 3 مباريات متتالية على ملعبه، وأول لاعب في تاريخ المسابقة أيضاً يسجل في كل من مبارياته الأربع الأولى خارج قواعده. وكان تسجيله 22 هدفاً على أرضه رقماً قياسياً لأكبر عدد من الأهداف المسجلة في ملعب «الاتحاد» خلال موسم واحد، كما أن أهدافه الـ12 ب دوري أبطال أوروبا هي أكبر عدد يحرزه لاعب في سيتي خلال موسم واحد من المسابقة.

أما في موسمه الثاني بالملاعب البريطانية (2023 - 2024)، فرغم غيابه نحو شهرين من الموسم بسبب الإصابة، فإن هالاند سجل 38 هدفاً في 45 مباراة، بمعدل هدف واحد كل 98.55 دقيقة بكل المنافسات، وفقاً لموقع مانشستر سيتي الإلكتروني الرسمي. واحتفظ هالاند بلقب هداف الدوري الإنجليزي للموسم الثاني على التوالي، عقب إحرازه 27 هدفاً في 31 مباراة... وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، عندما سجل هدفاً في تعادل مانشستر سيتي 1 - 1 مع ليفربول، حطم هالاند رقماً قياسياً آخر في الدوري الإنجليزي الممتاز، بعدما أصبح أسرع لاعب في تاريخ المسابقة يسجل 50 هدفاً، بعد خوضه 48 مباراة فقط بالبطولة.

وتفوق هالاند على النجم المعتزل آندي كول، صاحب الرقم القياسي السابق، الذي احتاج لخوض 65 لقاء لتسجيل هذا العدد من الأهداف في البطولة. وفي وقت لاحق من ذلك الشهر، وخلال فوز سيتي على لايبزيغ، أصبح اللاعب البالغ من العمر 23 عاماً في ذلك الوقت أسرع وأصغر لاعب على الإطلاق يسجل 40 هدفاً في دوري أبطال أوروبا، حيث انتقل إلى قائمة أفضل 20 هدافاً على الإطلاق بالمسابقة.

كما سجل هالاند 5 أهداف في مباراة واحدة للمرة الثانية في مسيرته مع سيتي في موسم 2023 - 2024، وذلك خلال الفوز على لوتون تاون في كأس الاتحاد الإنجليزي. ومع انطلاق الموسم الجديد الآن، من يدري ما المستويات التي يمكن أن يصل إليها هالاند خلال الأشهر الـ12 المقبلة؟