500 نجمة ولدت بتوقيت واحد في مجرّة «درب التّبانة»

عرض فني للتّيارات النّجمية في مجرّة درب التّبانة
عرض فني للتّيارات النّجمية في مجرّة درب التّبانة
TT

500 نجمة ولدت بتوقيت واحد في مجرّة «درب التّبانة»

عرض فني للتّيارات النّجمية في مجرّة درب التّبانة
عرض فني للتّيارات النّجمية في مجرّة درب التّبانة

اكتشف فريق بحثي من جامعة نورث وسترن الأميركية، أنّ أحد التيارات النّجمية في مجرة «درب التبانة»، التي ينتمي لها كوكب الأرض، تضمّ مجموعة كبيرة من النّجوم، ولدت في الوقت نفسه، وتسير في الاتجاه نفسه عبر السماء.
وبينما يعرف الباحثون منذ فترة طويلة أنّ النّجوم تتشكل في مجموعات، فإنّ معظم العناقيد النّجمية المعروفة كروية الشّكل، وفي الآونة الأخيرة فقط بدأ علماء الفيزياء الفلكية بالعثور على أنماط جديدة في السماء، وهي التّيارات النّجمية، التي يُعتقد أنّها كانت ذات يوم كتلة كروية، ومن ثمّ تمزّقت تدريجيّاً وامتدت بفعل قوى المد والجزر.
وتضمّ مجرّة درب التّبانة (8292) من التيارات النجمية التي اكتُشفت مؤخراً، كلّها تسمّى (ثيا)، لكن (ثيا 456) يبدو مميزا، كما كشف فريق من علماء الفيزياء الفلكية من جامعة نورث وسترن في دراسة عُرضت في الاجتماع الأخير للجمعية الفلكية الأميركية يوم 15 يناير (كانون الثاني) الجاري.
وخلال الدراسة وجد الفريق البحثي أنّ جميع نجوم (ثيا 456) التي تقترب من 500 نجم، ولدت في الوقت نفسه وتسير في الاتجاه نفسه عبر السماء.
يقول جيف أندروز، عالم الفيزياء الفلكية في الجامعة وعضو الفريق البحثي، في تقرير نشره أول من أمس الموقع الإلكتروني للجامعة، إنّ «معظم العناقيد النّجمية تتشكّل معاً، الشيء المثير في (ثيا 456) هو أنّها ليست مجموعة صغيرة من النّجوم معاً، إنّها طويلة وممتدة».
ويرجع أندروز الاكتشاف إلى التقدّم في الأجهزة والتّقنيات، التي تمكّن الباحثين من استخراج البيانات بشكل أفضل. ويقول: «نعرف منذ عقود أنّ النّجوم موجودة في هياكل أخرى غير التكتلات العنقودية، وهي تيارات نجمية عبر السماء، لكنّنا بدأنا بفضل الأجهزة والأدوات الحديثة في العثور على تيارات خفية».
ويمتد (ثيا 456) على أكثر من 500 سنة ضوئية، وهو أحد تلك التيارات الخفية، نظراً لأنّه يسكن داخل المستوى المجري لمجرّة درب التّبانة، فإنّه يضيع بسهولة في خلفية المجرّة المكوّنة من 400 مليار نجم.
وكان عُثِر على معظم التّيارات النّجمية في أماكن أخرى من الكون - بواسطة تلسكوبات موجهة بعيداً عن درب التّبانة. ويضيف أندروز، أنّ «العثور على هذه التّيارات في المجرّة نفسها، مثل العثور على إبرة في كومة قش أو في هذه الحالة، مثل العثور على تموّج في المحيط، لكن خارج المجرّة يبدو الأمر أسهل كثيرا».



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.