قائد الجيش الجزائري يهاجم «مخططات معادية»

انتقد قائد هيئة أركان الجزائري الفريق سعيد شنقريحة «مخططات معادية»، قال إن «تُوظّف الإرهاب» في البلاد، وذلك خلال خطاب له أمام قوات الأمن قرب الحدود الغربية للبلاد. وذكر شنقريحة، أمس، أن أفراد الجيش الجزائري «عاقدو العزم على دحر كافة المخططات المعادية، التي فشلت في الأمس القريب، فشلاً ذريعاً في توظيف جـرثومة الإرهاب». وأضاف في خطاب ألقاه أمام الأفراد العسكريين أثناء زيارته «الناحية العسكرية الثالثة» (جنوب غرب)، نشرته وزارة الدفاع، أن الإرهاب وسيلة أخرى من الوسائل الدنيئة والهدامة، لتحقيق الأهداف المشبوهة والمغرضة، وستفشل هذه المحاولات اليوم وغداً في جميع مناوراتها الخسيسة». ولم يقدم تفاصيل أكثر، لكن فُهم من كلامه أنه يشير إلى عمل إرهابي بالمتفجرات بشرق البلاد غير بعيد عن الحدود مع تونس، وقع يوم 13 من الشهر الحالي، وتسبب في مقتل خمسة مدنيين. كما يُعتقد، حسب تصريحاته، أن جهة من خارج البلاد حرّكت متطرفين بداخلها، لتنفيذ هذا الاعتداء، الأول منذ سنوات.
وأكد شنقريحة أن الجيش الجزائري «حريص على إيلاء أهمية قصوى لمسألة تأمين كافة حدودنا الوطنية، وفقاً لاستراتيجية متكاملة ومقاربة شاملة، تم تجسيدها بحذافيرها على أرض الواقع، لا سيما في ظل الظروف المتردية التي تتسم بها منطقتنا، من خلال تشديد الخناق بشكل متواصل على العصابات الإجرامية وقطع دابـرها، بكيفية تقي بلادنا كل المخاطر والتهديدات، وتحمي أرضها وشعبها من أي مصدر من مصادر التهديد المختلفة الأوجه والمتعددة الأبعاد». وتوجَد المنشأة العسكرية التي زارها الضابط السامي، أمس، بالقرب من الحدود مع المغرب.
كما أكد شنقريحة «حرصنا في الجيش على تجسيد الرؤية المتبصرة والتوجيهات السديدة، للسيد رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، الذي نأمل أن يعود إلى أرض الوطن في الأيام القليلة القادمة سالماً مُعافى، لمواصلة، مع كافة الوطنيين المخلصين، مشوار بناء الجزائر الجديدة»، في إشارة إلى وجود الرئيس عبد المجيد تبون في ألمانيا، منذ أسبوع، للعلاج من تبعات إصابة بفيروس «كورونا»، كانت قادته إلى مصحات البلد نفسه بنهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وعاد إلى الجزائر، نهاية الشهر الماضي، فقط، لتوقيع قانون المالية لسنة 2021، وإمضاء مرسوم الدستور الجديد.
وأضاف شنقريحة: «إننا نسعى من وراء هذا الحرص المخلص والمتفاني، إلى مواصلة تعزيز قدرات قوام المعركة للجيش الوطني الشعبي، وتأمين متطلبات الرفع من جاهزيته، بما يضمن تحسين وترقية الأداء العملياتي والقتالي لكافة تشكيلاته ومكوناته، ليكون قادراً على رفع كافة التحديات، مهما كانت طبيعتها، خدمةً لمصلحة الجزائر العليا، وتثبيتاً لأقدام أبنائها الأوفياء، المتمسكين بوحدتها وسيادتها واستقلالها وأمنها واستقرارها، عاقدي العزم على دحر كافة المخططات المعادية، التي فشلت في الأمس القريب، فشلاً ذريعاً». وتقريباً لا يخلو خطاب القادة العسكريين الكبار، من الإشارة إلى وجود «مؤامرة» ضد البلاد وجيشها. كما يردد بعض المسؤولين المدنيين نفس الشيء. واللافت أن شنقريحة كثّف من خروجه الميداني، خلال غياب فترة غياب تبَون الأولى التي دامت شهرين. وتعهّد الفريق شنقريحة بأن يكون الجيش «حارساً أميناً وحامياً وفياً، لهذه الأرض الطيبة، التي تستحق من جيشنا بأن يحمي كافة ربوعها، ويرابط ليل نهار على مشارف كافة حدودها الوطنية المديدة». وتحدث عن «نهج وطني أصيل، يعمل الجيش الوطني الشعبي من خلاله، بكل إخلاص وتفانٍ، حتى يكون خير خلف لخير سلف».