«السجون المصرية» تفند اتهامات لها بـ«انتهاكات حقوقية»

دعت المنظمات الأجنبية لزيارتها... وقالت إنها تقدم «رعاية مميزة»

TT

«السجون المصرية» تفند اتهامات لها بـ«انتهاكات حقوقية»

بحضور وفود صحافية دولية وأعضاء لمنظمات حقوقية، نظمت «مصلحة السجون» بوزارة الداخلية المصرية، زيارة داخل سجن «طرة» (جنوب القاهرة)، سعت من خلالها إلى تفنيد اتهامات لها، بارتكاب «انتهاكات حقوقية» في حق النزلاء. وقال اللواء طارق مرزوق، مساعد وزير الداخلية لقطاع السجون، إنه يتم تقديم رعاية اجتماعية وصحية للنزلاء من منطلق تطبيق القانون بشكل إنساني. وتقول جمعيات حقوقية وعائلات مسجونين، إن سجون مصر تعاني من كثافات عالية وضعف في الخدمات الصحية. لكن قطاع السجون، عرض خلال الزيارة فيلماً تسجيلياً يرصد مراحل تطور السجون، وتأهيل المساجين، ومشاركتهم الاحتفالات الدينية. كما استعرض الفيلم منتجات الأثاث المنزلي والمشغولات الحرفية والسلع الغذائية القائم عليها نزلاء السجون. وضمن الجولة، التي ضمت 16 وكالة أنباء عالمية، وعدداً من المراسلين الأجانب، عرضت مصلحة السجون، مطبخ السجن، مشيرة إلى «جودة الأطعمة المقدمة للنزلاء». وجاءت الجولة غداة تصريحات أطلقها الموسيقار المصري هاني مهنا، تحدث فيها عن ظروف سجنه مع نجلي الرئيس الأسبق حسني مبارك وكبار مسؤوليه، وأحدثت جدلاً واسعاً في الشارع المصري. وفي مقابلة إذاعية، قبل أيام، تحدث مهنا عن معاملة تميزية ووسائل راحة متوفرة داخل سجن طرة، لهؤلاء المسؤولين. وذكر أنهم «كانوا مجموعة من حوالي 14 شخصاً يقيمون في مبنى يمكن أن يتسع لـ3 آلاف سجين». لكن مساعد وزير الداخلية المصري لقطاع السجون، أكد أمس أن «ما يتردد بالخارج بشأن الآلية التي تدار بها السجون من الداخل يشوبها الكذب والافتراء، وأن القانون هو السائد، ويطبق على الجميع دون استثناء أو تمييز». وأضاف اللواء مرزوق، أن قطاع السجون يسعى لتقديم مزيد من أوجه الرعاية الاجتماعية والصحية للنزلاء من منطلق دور كل ضابط وفرد في وزارة الداخلية لتطبيق القانون بشكل إنساني. وأعلن «ترحيبه بكل الزيارات التي تنقل الحقيقة وتشاهدها، ونحرص على تواصل المنظمات الحقوقية ووسائل الإعلام الأجنبية مع نزلاء السجون لعرض كافة الحقائق». من جانبه، قال العميد أحمد إبراهيم، مدير مستشفى ليمان طرة، إن المستشفى مُقام على سعة 186 سريراً مخصصة لجميع التخصصات الطبية بجانب غرفة العمليات والرعاية ومعامل التحاليل والعيادات المختلفة، وإن هناك تنسيقاً كاملاً بين وزارة الداخلية والمستشفيات الخارجية لنقل الحالات التي تستدعي النقل إلى الخارج». وأضاف إبراهيم، أن السجون اتخذت كافة الإجراءات الاحترازية مع تفشي فيروس كورونا، وشكلت لجنة من 3 أعضاء لتوقيع الكشف الطبي وعزل من تستدعي حالاتهم، وأن قطاع السجون لا يوجد به مُصاب واحد بـ«كورونا»، وأن القطاع ينفذ هذه الإجراءات الاحترازية على الزيارات التي تتم تحت إشراف النيابة العامة.
وأكد إبراهيم أن قيادات جماعة «الإخوان» يحاولون ترويج شائعات عن وجود إصابات بفيروس كورونا داخل السجن، وكل هذه شائعات لا أساس لها من الصحة، وأن كل نزيل يلقى رعاية صحية كاملة داخل السجن، وكذلك تراعي الحالات الإنسانية الحرجة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.